منوعات

متلازمتا البطالة والعزوبية… ماعون يبتلع الشباب.. فراغ عريض

متلازمتا البطالة والعزوبية طالتا، وفشلت الدولة في إيجاد معالجة جذرية للقضيتين المرتبطتين ببعضهما ارتباطاً بنيوياً، ولا زالت أعداد العطالى في تصاعد وتزايد مستمر، ولا زالت البطالة ماعوناً متسعاً (يبتلع) المزيد من الشباب، كما تبتلعهم الهجرة الكثيفة والهروب الدؤوب. وبالطبع لا زال القطاع الخاص يستوعب العدد الأكبر من الشباب، بينما شريحة قليلة تذهب بواسطة أو على مضض إلى القطاع الحكومي الطارد.
من بين كل هذا العوامل وكل هذه الحيثيات برزت إلى الواقع الاجتماعي شريحة من الشباب تبدو عليها ملامح اليـأس والركون للحلول التبسيطية والسهلة في سبيل تحقيق طموحاتها وآمالها العريضة من أجل الحصول على مستقبل أفضل يقلهم على متنه من محطة الفشل التي طال انتظارهم فيها.
أسرى الوهم
الفراغ والضياع الناشئان بفعل البطالة، يجعلان الشباب في مقتبل العمر يتعلقون بأوهام زائفة، يظلون أسرى لها، حدَّ أنهم تقودهم في كثير من الأحيان إلى رفض عروض عمل عديدة تُقدم لهم على طبق من ذهب؛ بحجة أنها لا تلبي طموحاتهم، ليس فقط ناسين أو متناسين أن العمل كما الزواج وغيره من الأمور الحياتية مرتبط بالقسمة التي يقدرها لهم المولى جل وعلا، بل ناسين أيضاً أن أول الطريق خطوة، وأن الصعود يبدأ من الدرجة السفلى، وليس العكس.
تلك الحالة من اليأس والأوهام الزائفة تجعل بعض الشباب يستغرق في (عطالته) ثم يمضي إلى ارتكاب أخطاء سلوكية وأخلاقية بغية الهروب من واقعه وهو غير قادر وفاقد للإرادة التي تجعله يغير نفسه وواقعه.
احتيال وغش وخداع
فيقول أحد الشباب العاطلين عن العمل: في أيامنا هذه يريد كل الشباب وظيفة أو عملا يحصلون به على أموال بطريقة سريعة، وهذا ما يجعلهم نهباً للمتربصين بهم، يغرونهم في العمل في (أي شيء)، ثم فجأة يفقدون كل شيء، وربما يفقدون أنفسهم. ويضيف: الملاحظ مؤخراً تفشي وانتشار ظاهرة السعي وراء التكسب السريع وتحقيق أرباح مادية عاجلة أوقعت الكثير من الشباب في شتى ضروب الاحتيال والغش والخداع.
جلوس في المنزل وعقد نفسية
ابتدر الحديث محمد الأمين خريج (كلية الاقتصاد)، قائلاً: ليس ضرورياً أن تكون الوظيفة في مجال التخصص، بل ينبغي طرق كل الأبواب لكسب الرزق وتغيير الأوضاع. وحث (محمد) الشباب على الخروج من البطالة وصف الانتظار الوظيفي. وقال إنه خريج جامعي، يعمل في السوق، لأن (الظروف كعبة) والوضع الاقتصادي صعب. واستطرد: لابد أن تبحث عن العمل مهما كان ظروفك، فلا يجوز جلوسك في البيت، لأنه يسبب لك العقد النفسية.
تسوُّل بين الشباب
وكشف علي النور عن تفشي ظاهرة التسوُّل بين الشباب جراء البطالة والتعفف من العمل في بعض المهن. واعتبر هذا الأمر مؤسفاً جداً.
من جهته، قال محمد الشيخ: الشباب حيرونا عديل أنا ولدي عمره (26) سنة خريج لكن ماعنده أي طموح في الحياة، أنت تتعب في التربية والدراسة، وبعد ذلك تنتظر منه رد الجميل، بل هو برضو يظل يطلب منك جهاز لابتوب وموبايل آخر صيحة، وبدون خجل واستحياء، يقول (أبوي عايز لي رصيد)، طيب مادام أنت محتاج للرصيد ابحث عن عمل تساعد به نفسك وأسرتك.
الدلال المفرط
إلى ذلك، قالت سناء أحمد – ربة منزل من جدَّ وجَد، ومن استراح راح، لذا لابد للشباب عندما يصحون من نومهم أن ينهضوا للعمل، وأضافت: صحيح الحصول على وظيفة أصبح يحتاج إلى (واسطة)، لذلك ينبغي أن لا يتمسك الشاب بإيجاد وظيفة في تخصصهم، بل يثابر ويعمل في أي وظيفة لأن العمل خبرة وليس شهادة.

اليوم التالي