داليا حافظ: من أكبر أنواع الظلم الاجتماعي أن يبحث الأهل عن زوجة على خلق لابنهم السيئ
مقولة قرأتها لم تسعفني الذاكرة لتذكر من قالها لكنها أثرت فيّ بشكل كبير، مفادها أن من أكبر أنواع الظلم الاجتماعي أن يبحث الأهل عن زوجة على خلق لابنهم السيئ، و كم كانت مقولة صادقة وتتجه مباشرة نحو جرح المجتمعات الذكورية الغائر التي تدين المرأة بأبسط عيوبها وتبرئ ساحة الرجل مهما فعل!، والتي ينتج عنه لاحقاً العديد من التقرحات التي تغض مضجع آلاف الأسر فعندما تذهب سكرة الافراح والليال الملاح ،يتفاجأ الناس بأشخاص آخرين لا يشبهون من طالتهم ألسنة المدح « يوم قولة الخير « مثلا ً، أوالذين يبدون متناقضين جدا مع أغنيات «السيرة» التي ضجت بها انحاء « الفريق» في ذاك اليوم..وصوت المغنية يتعالى في الأفق « ماشراب سيجار وما لعاب قمار»_ رغم أنني أرى أن التدخين عيب صحي – و»جبنا ليك عريس شخصية» وغيرها من أغنيات تمجد العريس بتاريخ وهمي بلا ملامح على أرض الواقع !، ويستمر المسلسل متفاوتاً بين تزوير فاضح وأمل محموم بأن الزواج سيغير ابنهم «السجمان» حتماً!!، و هذا الأمل الخجول يتحول بعد فترة قليلة ويفرض عضلاته مطالباً الزوجة بتغيير حتمي وفوري لابنهم ويتطور الأمر ليصبح لوم الضحية واتهامها بسبب أو غيره إحدى الهوايات الأسيرة لديهم « أها الراجل ده مالك ماغيرتيهو؟» ،_باعتبار أنها تملك عصاً سحرية_ بل ويتعداها للغمز و»المطاعنات» « فلانة الفلانية والله خطيرة غيرت فلان 180 درجة»! وتصبح بعد ذاك «الخايبة» ، و» الما بتعرف شيء « !، وتتحول الزوجة بقدرة قادرلأم يرمى على عاتقها مهمة «تربية شخص كبير بشنب يقيف فوقوا الصقر» .
ويستمر ذاك الحنق متواطئاً مع الظلم جهاراً نهاراً فاذا هي امرأة عاملة فهي مهملة لابنهم و»رامية «أولادها! ، وإن هي اختارت أن تكون ربة منزل، تلام لأنها لم تساعده في المصاريف « مش عندها شهادة طيب ما تشتغل تساعدو شوية»! ، اذا زاد وزنها « شفتوها انبرشت كيف؟» ، واذا رشيقة ومحافظة على صحتها «كملانة من لحم الدنيا»!!، اذا هي امرأة «مجيهة» بحسب الفهم السوداني تبقى شايفة نفسها وما فاضية من روحها»! ، وان هي تمردت «تصبح « ما» مرة سترة» ومفروض تضحي عشان أودلاها !، وإن استعانت بصبر أيوب تصبح «جبيلة وما بتحس وما عندها كرامة» !! الخ ..، أليس هذا هو الاجحاف بعينه بالله عليكم ؟ الا يخاف البعض على بناتهم وهو يظلمون «بنات الناس» ويرمونهن بالانتقادات هنا وهناك ؟! رغم أنهم يعرفون مكمن الخلل، فالكثيرات يتعرضن لظلم يحملهن مسؤلية كل شيء في الحياة الزوجية، ويعطى العذر والمبرر وصكوك البراءة في المقابل للرجل وحتى إن صرخت واحتجت ودافعت عن نفسها والخديعة التي عاشتها، فستجد ألف من يلغمها حجراً: « طيب لي ما سالتوا عنو؟!» ، « ولا ماصدقتي تلقي عريس؟!»، « مالك ما عارفة ؟ عارفة ورضيتي» .
صحيح أن ليس كل الاهل بهذه الشاكلة وهناك من يقفون مع زوجة ابنهم وينصرونها عليه ولكن حتى هذا لا يمنع ابدا أن كثيرا من الزيجات الفاشلة كان بطلها الكذب والخداع الصريح او على الأقل لأن الأهل مارسوا التواطؤ بالصمت حول الكثير من الاشياء المتعلقة «بالعريس»، وقد قيل «نصف الحقيقة أكثر جبناً من الأكاذيب».
داليا حافظ
الرأي العام
هناك اشياء تعيب المرأة ولا تعيب الرجل واشياء تعيب الرجل ولا تعيب المرأة
ولكن بعض النسوان المسترجلات ذوات الانوف والحناجر وتفاحات آدم والذقون الكبيرة صدعننا بموضوع المجتمع الذكوري هذا بسبب عيوبهن الجينية
معظم الزيجات تتم بين أسر بينها معرفة .. أهل .. جيران .. أصحاب .. نسابة.. وفي الحالة دي أهل العروس مفروض يكونوا عارفين عبوب العريس كويييييس .
و في حالة الزواج بين الأغراب … الحاجة المعروفة .. كل أسرة بتقول للأسرة التانية : أسألوا مننا .. ونحن بنسأل منكم …
باختصار ما في غش ..