تفاقم صراع التيارات داخل الحزب الشيوعي السوداني والإطاحة بقيادات مؤثرة
تفاقم صراع التيارات داخل الحزب الشيوعي السوداني، وطفا إلى السطح، إثر قرارات للجنة المركزية بإنهاء تفرغ وإيقاف نشاط حوالي 27 من قيادات الحزب التاريخية والمعروفة، وسط ترجيحات بأن يكون السبب وراء الخطوة الإطاحة بقيادات تقود تيارا مؤثرا قبيل انعقاد المؤتمر العام السادس في ديسمبر القادم.
ولم يصدر عن حزب الشيوعي ما يؤكد أو ينفي تلك الأنباء، كما لم يتيسر لـ”سودان تربيون” الحصول على تعليق من السكرتير العام للحزب محمد مختار الخطيب والمتحدث الرسمي يوسف حسين.
وطبقا لمصادر فإن قرار الإيقاف شمل عشرين من قيادات الحزب بينهم الشفيع خضر، حاتم قطان، د. محمد سليمان محمد، فيصل بشير، وهاشم تلب.
وكانت تقارير صحفية في الخرطوم أوردت، الجمعة، أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي استبقت المؤتمر العام وعلقت نشاط الشفيع خضر وحاتم قطان، خوفا من نشاط يقوده الرجلان لإحداث تغيير على مستوى القيادة حيث يحظيان بتأييد واسع من الشباب.
وأتبع اجتماع اللجنة المركزية قراراته أيضا بإنهاء تفرغ “التقاعد” عدد من القيادات التاريخية بينهم، المتحدث باسم الحزب يوسف حسين، صديق يوسف، نعمات مالك، ومصطفى خوجلي.
ورجحت مصادر أن يكون السكرتير العام للشيوعي محمد مختار الخطيب، والمسؤول التنظيمي “الكنين”، وراء القرارات الأخيرة بهدف ازاحة قيادات منافسة قبل انعقاد المؤتمر العام، لأن المحالين للإيقاف والتقاعد لديهم آراء واضحة ضد الرجلين، موضحة أن الكنين هو الذي إقترح الإحالة للتقاعد داخل الاجتماع بتأييد من عضو اللجنة المركزية سليمان حامد.
وسبق أن طالب المحالين لإنهاء التفرغ بمحاسبة المسؤول التنظيمي والتحقيق معه في اتهامات وجهت إليه بشأن خدمة أجندة جهات خارج الحزب، لكن الكنين أفلت من المحاسبة عند طرح الأمر للتصويت داخل اللجنة المركزية.
وأكدت ذات المصادر أن اجتماع اللجنة المركزية ـ أرفع أجهزة الحزب ـ الذي أصدر القرارات الأخيرة حضره 23 عضوا، 18 منهم أيدوا القرارات و5 أعضاء وقفوا ضدها.
وتضم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي 44 عضوا، توفي 6 من أعضائها، بينما غادر 4 منهم إلى جنوب السودان عقب انفصاله في العام 2011.
يشار إلى أن كل من الشفيع خضر ـ موجود بالقاهرة حاليا ـ وحاتم قطان، لم يتسلما حتى الآن قرارا من الحزب بوقف نشاطهما.
ونشأ الحزب الشيوعي السوداني ـ طبقا لوثائقه ـ خلال الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) وبدأ نشاطه الفعلي عام 1946 تحت اسم “الجبهة المعادية للاستعمار” وعرفت لاحقاً باسم “الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو)” حيث اشتركت في انتخابات 1953 قبيل استقلال السودان، ونالت مقعدا واحدا من مقاعد مؤتمر الخريجين الخمسة، وتم اعتماد اسم الحزب الشيوعي السوداني بعد ذلك بعشر سنوات.
سودان تربيون