معلومة قد تكون صادمة: هل تعلم أن غالبية الشعب الكندي يعانون من فقر نسبي؟
تكلفة المعيشة في كندا
يتفاجأ الكثير من المهاجرين بغلاء الأسعار الفاحش في كندا، ويتفاجأون أكثر بحجم الأموال التي تتبخر من أرصدتهم في الأشهر الأولى وجيوبهم التي تتعرض إلى نزيف مالي حاد، وبعدها يُصابون بصدمة لأنه لا يمكنهم وقف ذلك النزيف، ومن ثم تتحول حياتهم إلى كارثة لأنَّ مدخراتهم التي جاؤوا بها إلى كندا انتهت ومازالوا لم يجدوا العمل الذي كانوا يطمحون به، وأخيراً يأتي الإحباط مصحوباً بمصيبة الديون التي لا تنتهي.
تلك المصيبة التي – في اعتقادي – هي من أكبر المصائب التي يمكن أن يُبتلى بها إنسان في حياته.. خصوصاً في كندا، وقد ينهار ذلك المهاجر المسكين تماماً إذا أحاطته جماعة من المحبطين الذين عاشوا نكبات متتالية من الفشل في كندا، وهنا يتنازل المهاجر عن أحلامه ليضع نهاية لقصة نجاح لم تبدأ بعد، وبدلاً من أن يستمر في البحث عن حلول، يلبس “نظارة سوداء” ليرى من خلالها كل شيء.. تلك النظارة التي ستصاحبه طيلة إقامته هناك.
الحقيقة التي يعيها المهاجر متأخراً هي أنَّ الحياة في الغرب عموماً وفي كندا خصوصاً ليست كما كان يشاهد في الأفلام، فجمال الملبس والمركب والمسكن لا يعكس بأي حال من الأحوال غنى الشعب أو تمتعه بفائض مالي، فتلك الملابس الجميلة والبيت الكبير والسيارة الفارهة ليست إلا سلسلة من الديون التي وضعها المواطن الكندي على رقبته، والتي تزداد قوة وإحكاماً كلما زادت متطلبات الحياة (زوجة العمر.. ليلة العمر.. رحلة العمر.. بيت العمر.. إلخ)، تلك المتطلبات التي تزداد كلما زادت مشاهدات التلفاز، فالإعلانات كثيرة.. وغسل الأدمغة على أوجه.. والبنوك تنتظر لتقرضك المال (لتلبسك السلسلة).
عندما تسمع بأنَّ كندا غالية.. كيف يمكن أن يكون ذلك؟ لنتعرف على بعض المصاريف الأولية في كندا لتتضح الصورة:
إيجار المنزل : في كندا تتراوح أجرة المنزل ما بين (١٢٠٠-١٨٠٠) دولار لبيت مكون من غرفة إلى غرفتين نوم على الأكثر، يتراوح حجمها بين (٨٠-٩٥) متراً مربعاً، يعني صغيرة جداً، لكن يمكن لعائلة مكونة من (٤-٥) أفراد الإقامة فيها إذا كان الأولاد صغاراً، لكن إذا كبروا ستحتاج الأسرة بيتاً أكبر يتراوح إيجاره بين (١٧٠٠-٢٥٠٠) دولار.
الكهرباء: متوسط فاتورة الكهرباء تتراوح بين (٦٠-١٠٠) دولار، حسب الأدوات الكهربائية المستخدمة في المنزل.
الماء : متوسط فاتورة الماء تتراوح بين (٢٥-٣٥) دولاراً، وغالباً ما تكون مغطاة ضمن أجرة المنزل.
البنزين : يتراوح سعر الليتر الواحد بين (١-١,٣٥) دولار، يعني تتراوح تعبئة المركبة الفارغة (٦٠ لتراً) ما بين (٦٠-٨١) دولاراً أسبوعياً، حسب سعر البنزين في ذلك اليوم، أي ما يعادل (٢٤٠-٣٢٤) دولاراً شهرياً.
الإنترنت: تتراوح الاشتراكات الشهرية بين (٢٥-٨٠) دولاراً، حسب السرعة المطلوبة.
الجوال : تتراوح الاشتراكات الشهرية بين (٣٠-٩٠) دولاراً، حسب الخصائص المطلوبة في خطتك الشهرية والتي يُطلق عليها اسم (Data Plan).
تأمين المركبة: هذه تعتبر معضلة المهاجر الكبرى، والتي تعتمد في انخفاض تكلفتها على تاريخ العميل (النظيف) داخل كندا ودول العالم الأول مثل أمريكا وأستراليا وبريطانيا، ولا يُعتَد بتاريخه في العالم الثالث مهما جاء بأوراق رسمية من شركات التأمين هناك، لأنها لا تعمل بنفس المعايير الغربية، وهذا يعني أنه سيتم معاملة المهاجر كما لو حصل للتو على رخصة القيادة، أي أنه سيدفع مبلغاً كبيراً لبضعة سنوات إلى أن يتم بناء ذلك التاريخ، ومعه ينخفض التأمين تدريجياً، والمبلغ الشهري يتراوح بين (٢٥٠-٤٥٠) دولاراً، حسب المقاطعة والحي الذي يسكن فيه ونوع المركبة.
المواصلات : حتى لو كان لديك مركبة، مازال هناك مبلغ يجب أن يذهب إلى المواصلات العامة مثل المترو إذا كان عملك في وسط المدينة (Downtown)، لأنَّ القيادة إليها صعبة بسبب الزحام وارتفاع أسعار مواقف المركبات، فستضطر إلى قيادة مركبتك إلى أقرب محطة مترو لتوفير الجهد والوقت والمال، ومن ثم ركوب المترو لتكملة رحلة الذهاب إلى العمل، وهذا يكلف (١٢٠-٢٠٠) دولار شهرياً.
الأكل والشرب : وهذا يعتمد على استهلاك الفرد أو الأسرة، وهذا يكلف الفرد من (٣٥٠-٤٥٠) دولاراً، ويكلف عائلة مكونة من خمسة أفراد ما بين (١٠٠٠-١٣٥٠) دولاراً.
طبعاً لك أن تضيف أقساط المدارس الخاصة كالإسلامية ومواصلاتها والجامعات وأسعار الأنشطة الأخرى للأطفال والملابس والألعاب والمطاعم ومصروفك الشخصي وأسرتك.. إلخ.
إذاً، فمتوسط مستلزمات الحياة الأولية في كندا يتراوح بين (٣٠٠٠-٤٥٠٠) دولار شهرياً، أي ما مقداره (٣٦٠٠٠-٥٤٠٠٠) دولار سنوياً، طبعاً أعيد وأكرر.. هذه فقط تكلفة الحياة الأولية.
معلومة قد تكون صادمة: هل تعلم أن غالبية الشعب الكندي يعانون من فقر نسبي؟
للفقر في علم الاقتصاد تعريفات كثيرة، وقد تطور مفهوم الفقر تطوراً تاريخياً، وهو يختلف اختلافاً شاسعاً من حضارة إلى أخرى من حيث المعايير المستخدمة في تعريف الفقر، فمنهم من عرَّفه بأنه (عدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة)، وهناك من عرَّفه بأنه (عدم القدرة على الحصول على الخدمات الأساسية)، وهناك من جاء بتعريف نسبي للفقر على أنه (انخفاض دخل الفرد مقابل ارتفاع مصروفاته)، والأخيرة هي حال الغالبية الساحقة في كندا، فمتوسط الدخل السنوي للفرد الكندي وفقاً لصندوق النقد الدولي هو ٤٥ ألف دولار، وهذا يُعد دخلاً منخفضاً في كندا الغالية، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تكاثر الديون وفوائدها التي تربو أسرع من الفطريات، فيصبح الفرد فقيراً رغم توفر العمل وخدمات حكومية مجانية مثل التأمين الصحي وغيره.
كلمة أخيرة، البعض يعتقد أنَّ بإمكانه العيش في كندا بالاعتماد على نفقة المساعدات الحكومية المعروفة بالـ (Welfare)، لكنهم لا يعلمون أنَّ هذه النفقة بالكاد تكفي لدفع أجرة المنزل! لذا من الأفضل التخطيط جيداً وبواقعية قبل ركوب الطائرة.
حسين يونس
هافينغتون بوست عربي
المقال لا يطابق الواقع
ليس كل البيانات الواردة في المقال دقيقة فمثلا:
١- تأمين السيارة في معظم مدن محافظة ألبرتا في حدود 175 دولار شهريا لمن يحصل على الرخصة للتو وفي حدود 70 دولار لقدامى السائقين
٢- معونة الحكومة الwelfare تغطي أكثر من إيجار المنزل بمراحل خاصة أن أغلب الأسرة التي تعتمد على الإعانة تسكن في منازل تملكها الحكومة وتدفع مقابل ذلك مبالغ زهيدة جدا فمثلا هناك أسر تسكن في بيت كامل إيجاره حسب سعر السوق في حدود 2500 دولار لكنهم يدفعون فقط 200 دولار شاملة كل االخدمات بل بعضهم يجمع الألوف بالعمل تحت الطاولة وبعضهم يملك أو يقود سيارات أجرة والحكومة الكندية نائمة في العسل
المقال يصف طريقة عيش اللبنانيين واصحاب المظاهر مثلهم
نسى الكاتب أن يذكر أن دخل الطبيب العمومي هنا في حدود 250000 إلى 400000 دولار في االسنة والممرض 90000 وفني اللحام 300000 إإلى 400000 في السنة