المثنى احمد سعيد

يوميات عائد من الوطن 3


وانا غارق في التفكير والاسئلة.. لم هذا؟؟ فاذا بي ارى العجب العجاب..
رأيت كيف ان الموطن تغلب على سلطة الدولة وسفهها ، ومرمض مسؤوليتها بالأرض ، فهو لا يهابها ولا يخافها ، وعزوت ذلك الى ، اما انه هو الذي يسيرها واما انها عاجزة لتوفير ما يطلبه المواطن ولذا تلوذ بالصمت ,خجلا منه
ولعل الكثير قد لاحظ ذلك والمتمثل في التعدي على الشوارع بصورة فجة وتصيب الانسان بالحنق والغضب، هكذا ضرب كل المواطنين بقانون التعديات عرض الحائض وتمددوا وتوسعوا في الشوارع الرئيسية او الفرعية ان كانوا اصحاب محلات او منازل ..
هل تصدقوا ان هناك من تغول على الشارع واقتطع جزءا يعادل نصف مساحة بينه ، وبحجة انه يقيم حديقة .. وكذلك جاره المقابل حتى اصبحت الشوارع في بعض الاحياء لا تسمح بمرور سيارتين او ان كان هناك احدهم اوقف سيارته امام بيته في الشارع فعليك ان تعود الى الخلف وتبحث عن مدخل اخر ..
وان حدث ان اصطدمت باي سور من هذه الاسوار المتغولة ستُحمل المسؤولية كاملة وربما دفعت غرامة الاصلاح ولا يُسأل صاحب البيت او يحمل مسؤولية تضييقه الخناق على مستعملي الشارع ..
في احد الاحياء لاحظت احدهم اقام حديقة على الشارع امام بيته والذي يطل على شارع عام وبمساحة لا تقل عن 250 مترا مربعا ورصف ارضيتها وجعل لها خصوصية تجعلك تتردد ان تعبر من خلالها او تتابع مشيك وانت تسلك طرف الطريق ..وتعتقد انك دخلت بيتا بابه مفتوح ما هذا بالله عليكم ..؟؟
وانا اسال اسئلة التعجب هذه ويجبني من يجيبني : (يا اخي هو وين في محليات وين في بلديات هي اصلها خجلانة من المواطن وما تسأله لأنه لا بتجمع نفايات لا بتردم حفر ولا تسفلت عشان كدا يسكتوا وما يتكلموا مع المتعدي.).
في اليوم الثالث وانا في احد الشوارع ويبدو انه عامر بالبقالات حتى بدت انه لا توجد اكثر من خمسين مترا بين بقالة وبقالة .. وبالطبع لا يوجد صاحب بقالة لم يقم بزيادة بقالته ضعف الحجم الاصلي الذي يستأجره ، وامنها بالشبك الحديدي وغيره ووضع ثلاجاته بها .. اتضح ان المحلية تأخذ مقابل هذا التعدي مبالغا لتصرف مرتبات لعامليها الذين لا اعرف اصلا لم عينوا ..؟لانهم لا يؤدون أي عمل.. . ولا اعرف هل هذه الزيادات تعود بفائدة لصاحب الملك او البيت ام انها سرقة من المستأجر؟؟
لا تستغرب اخي مع هذا التمدد وهذا العدوان على الطريق فهو اهون من الاتي:-
كما قلت لا توجد بقالة إلا لها امتداد وباب عريض لكن هل اكتفى صاحب البقالة بذلك ؟؟ كلا لم يكتف ولم يروقه ان تكون بقالته المبنى والزيادة الحديدية بل عرض بضاعته خارج هذا كله ووضعها قرب رصيف الشارع .. و يا ترى ماهي هذه البضاعة ؟؟ انها مشروبات غازية ومياه شرب معبأة ، وتعليمات الحفظ والتخزين مكتوبة عليها عدم تعريضها لأشعة الشمس المباشرة . ولكن في السودان ومعروف ان شمسه تكاد تغلي السائل لا احد يمنع او يراقب هذا التخزين المعيب في حقنا كدولة ، كيف نعرض صحة اطفالنا للخطر بتناول هذه المشروبات المخزنة تحت الشمس المباشرة .. كيف يتناولها المواطن وهو يعلم ان خواصها قد تغيرت كلية بتعرضها لهذه الحرارة العالية ..وان اكثر السوائل تغيرا بالحرار هي تلك المشروبات الغازية والمياه الصحية..
دخلت احدي البقالات واشتريت كرت شحن والتفت الى ما هو امام البقالة وسالت البائع الا تخاف الله الا يؤنبك ضميرك بوضع هذه الاشياء تحت الشمس الحارقة هذه . فأجابني بطريقة احسست معها انه خجل لسؤالي هذا .. وقال والله المشمع كان عليها بس الهواء قلبه .. و تحرك بحركة ميتة لا يكاد يرفع قدمه ليجر طرف المشمع ويغطي جزءا من البضاعة ..
اين المحليات اين هيئة المواصفات والمقاييس اين الرقابة على الاسواق أين وزارة الصحة هل لا يمرون بهذه الشوارع ؟؟ الا يعنيهم الامر .. ماذا يعني غياب السلطة من الحياة اليومية للمواطن ؟؟ الا تعرف وزارة الصحة ان التهاون في الامور الصحية يزيد من تكلفة العلاج وتعدد الامراض ؟؟ الا يعرفون انه مثل هذا التخزين يمكن ان يسبب تسمما قاتلا . ؟؟
قلت لمن معي انا لو كنت مسؤولا بأحد هذه المصانع لهددت البقالات بإيقاف البيع لأي بقالة تخزن المواد هكذا .. فقالوا لي طيب حتوديها وين وهم اصلا ناس البقالات منزلها تحت التصريف ..يعني التسديد بعد تكمل
سالت احدهم لم الان كل شيء فوضوي وكل شيء وكأن صاحبه امتلك السودان ويتصرف كما يحلو له ؟؟ اجابني لأنه امن العقاب . وكل الناس التي تراها ذاهبة واتية في الشارع اما كان موظفا في جهة مسؤولة او له علاقة بواحد ولذا لا احد يخاف فالواسطة تعلب دورها …
وتستمر المشاهد المحزنة والمبكية والمحيرة .. وتستمر التساؤلات لتشمل اولئك النسوة اللائي يقمن ببيع الشاي والقهوة في اماكن لم اجد أي مبرر للجلوس فيها فهي شبه مهجورة ومظلمة تماما ولا تكاد تعرف ما يقدم لك هل شاي ام انه شيء اخر وكمية من الكراسي على قارعات الطرق الفرعية والخارجية بصورة لا تصدق ..
وليت العجب والتعجب ينتهي هنا فهل تصدقون ان كبري الحلفاية يستخدم مكانا للتنزه والافتراش وايقاف العربات في منتصف الكبري من غير مبالاة بالحركة وعلى طول الكبر بنات شابات يحملن ثرامس قيل انها آيسكريم (داندرمة) وهن يجلسن على سور الكبرى .متى اصبحت الكباري مكان للتنزه والجلوس وافتراش ارضها ،، منذ متى كان البيع يمارس في مكان تزيد فيه خطورة الاصابة للمشاة من حركة السير ..
اما مناطق شرب الشاي تحت الكباري ليلا اصابتني بالدهشة التي لم افق منها حتى الان يا ترى هل كل هؤلاء يرتادون هذه الاماكن لشرب الشاي .. ام ان الامر يحتاج لدراسة ومتابعة ..
امور مخيفة ومدمرة للمجتمع تحدث على عينك يا تاجر وغياب كامل للدولة
اللهم استر على بلادنا
ونواصل


‫2 تعليقات

  1. فعلا مشاهدات حقيقية وهنالك ازمة ضمير وغياب دولة القانون هو السبب في هذه المشاهد ………………. حكموا العدل والقانون والنظام نكون أفضل مجتمع…

  2. هذه هي دولة المشروع الحضاري اعملوا كل شيء بس المهم توفروا الإتاوات والضرائب والجبايات للمسؤولين وهي لله ى..