دول صديقة تساعد شباب السودان على مغادرة العطالة
في منتصف النهار والشمس تتوسط كبد سماء العاصمة السودانية، خرج سفراء البرازيل والهند بجانب جنوب افريقيا من مكاتبهم المكيفة بسفارات بلادهم، وتحركوا في موكب مشترك طاف مناطق بمحليتي الخرطوم وأم درمان بغرض تفقد مئات الشباب الذين لم ينالوا حظاً وافراً من التعليم، وتوفرت لهم فرص عمل في تدوير وإدارة النفايات، بعد ان تلقوا تدريباً وتمويلاً من هذه البلدان عبر صندوق اطلق عليه اسم (مشروع خلق فرص عمل للشباب في السودان)، عبر العمالة المكثفة عرف اختصاراً بـ (ابسا) نسب تعليم متدنية..
المتحرك ضم مسؤولين من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة العمل بالسودان، جانب ولاية الخرطوم وبنك الأسرة، ويبدو أن الاختيار في تنفيذ المشروع قد وقع على الخرطوم، نسبة لأنها تضم في جنباتها سبعة ملايين نسمة، ومن هذا الرقم هناك 56% شباب، يشكل المهاجرون من الولايات 30% حسب نشرة واردة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي قال: إن شريحة الشباب القادم من الأطراف تصل نسبة تدني التعليم لديه الى 24%
٭ العاصمة وإنتاج النفايات
يهدف المشروع الى معالجة مشكلة البطالة وسط الشباب، وذلك بخلق فرص تعليم سريعة ومتنوعة، ويستهدف الفئات الأقل حظاً في التعليم والعاطلة وغير الماهرة، كما أنه يعالج مشكلة النفايات الصلبة في المناطق الحضرية، لجهة أنها تشكل مشكلة خطيرة تؤثر سلباً على البيئة، ووفقاً لتعميم صحفي صادر عن الأمم المتحدة ممثلة في برنامجها الإنمائي فإن ولاية الخرطوم وحدها تنتج يومياً حوالى 4500 طن نفايات
٭ مهارات تلقى التمويل
المشروع الذي انطلق في العام 2014 وكان مخصصاً لـ 2000 شاب وشابة تجاوز العدد المحدد ليبلغ 200 مستفيد، وقد تم التعاقد- بحسب نائب مدير بنك الأسرة حيدر حسن- مع برنامج الأمم المتحدة على تدريب 3000 منهم بالبنك على ريادة الأعمال في الفترة من الآن وحتى مارس من العام المقبل، حيث يتعلمون ببنك الأسرة المهارات التي تؤهلهم لتلقي التمويل
٭ شراكة من أجل الشباب
هانم برهان الدين وكيل وزارة العمل والإصلاح الإداري قالت لـ(آخرلحظة) أن المشروع هو عبارة عن شراكة بين الوزارة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والدول الثلاث، وقد تأسست له وحدة في وزارة العمل، مبينة أنها تعمل في مجالي إدارة النفايات، والتي بدأ بها مرحلته الأولى، ثم عمل في مجال تأهيل الطرق.
٭ اتجاه لتعميم التجربة
وأوضحت أن المشاريع كثيفة العمالة، من الآليات التي يعول عليها في حل مشكلة البطالة للكثيرين، وأنهم يسعون لتعميمها على ولايات السودان، على أن تصمم لكل ولاية خطة تشغيلية تتوافق مع طبيعتها واقتصادها، قائلة إن المشروع الذي بدأ بالعاصمة مصمم لكي يختتم أعماله في العام 2016 م.. وإن الوزارة تعمل جاهدة لتمديده بعد أن وجدت الضوء الأخضر من الشركاء.
٭ تدريب نظري وعملي
السفراء الذين أرادوا التأكد من جدوى ما تدفعه بلادهم بدأوا الجولة ببنك الأسرة، ووقفوا على عملية التدريب هناك، ثم انتقلوا الى مركز التطوير المهني المستمر للارتقاء بالشباب الذين يتلقون هناك المفاهيم النظرية لإدارة النفايات، والتي تسندها الجلسات العملية بمركز ام درمان للصم ومصنع إعادة التدوير الذي يركز على تمييز أنواع النفايات والتخلص منها بصورة آمنة، فيما كانت المحطة النهائية للمستفيدين الذين تم استيعابهم كعمالة ماهرة في الأدوار الإدارية والإشرافية بالمحليتين.
٭ توظيف مضمون
بنهاية المشروع وبناء على نشرة من الأمم المتحدة سيتم تشغيل 3200 شاب وشابة رسمياً وتمويلهم من بنك الأسرة للبدء في أعمالهم الصغيرة ويعتبر البرنامج أول مبادرة تطلقها الهند والبرازيل، بجانب جنوب افريقيا من أجل تخفيف حدة الفقر والجوع في السودان، وتأتي في إطار ما يعرف بالتعاون بين بلدان الجنوب.
صحيفة آخر لحظة