“فطور إنقيبها من قارص السعن” “لبن ألبل” لإكرام ضيف البطانة وعلاج الأمراض
بشكل خاص يحتفل أهل البطانة ورواد سهلها الفسيح بلبن الإبل، وفضلا عن كونه غذاء رئيسيا يدخل في معظم الوجبات، فهو من صميم التركيبة الثقافية لإنسان البطانة، وتضج أشعارهم وأناشيدهم بمفعوله وأثره عليهم. يعد لبن “ألبل” كما يفضلون تسميتها، أحد أهم الوجبات للضيف القادم للبطانة، حيث يقدم بأشكال عدة من ضمنها أن يكون طازجاً أو “قارص” تعرض للتخمير لفترة زمنية محددة.
(1)
وإذا ما قادتك الظروف لزيارة البطانة فلا تكترث بالمرة وتناول ما تسعه معدتك من كمية مقدمة في إناء لبن الإبل، في كل الأحوال ستكون بخير، كما هي العادة عندهم في سهل البطانة، يقدمون لبن “ألبل” لكل من يعود به الطريق في السهل الكبير أو تنقطع به السبل في رحلة شاقة تعرفها طرق ودروب البطانة، في ليلة ماطرة أو حتى في عز النهار، لا سبيل أمامك غير تناول نصيبك من “كورة” لبن الإبل الضخمة فهو إناء لا يمل من التعبئة طول اليوم.
(2)
ويمتدح شعراء البطانة “لبن ألبل” الذي تعج به أشعارهم، دائما، كما هو الحال عند الشاعر عبد الله أحمد علي إدريس حيث يصفه كما تقول رباعيته..
“أم شوش البرابعــوها الوحش في هويدو”
“فطور إنقيبها من قارص السعن مو النيدو”
“الحُر المنجد بالتويلي شـديدو”
“قابض الصحرا والنقع أم شروف تحت إيدو”
وفوق أن لبن الإبل غذاء يستعمله الكثيرون أيضا كدواء من أمراض عدة، منها السكري، وغيره، ويباهي ود إدريس بلبن الإبل بما تعده الشركات من ألبان معبأة، فيما يصف محمولته المعلقة على ظهر الإبل كما هو الحال قاصدا “السعن” وهو إناء جلدي يحمل فيه اللبن.
صحيفة اليوم التالي