285 يوماً صناعة «لؤلؤة»
يوم 2 مارس من هذا العام 2015 سافرت للعاصمة الفرنسية باريس بصحبة أحد أبرز العقول الإماراتية انفتاحا وفكرا وإبداعا الزميل والصديق محمد إبراهيم المحمود رئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام وبصحبة وفد ليس كبيرا ولا صغيرا ضم بعض الأسماء الإعلامية كالزملاء يعقوب السعدي ومرزوق العجمي ومحمد البكيري وبعض العاملين في أبوظبي للإعلام ومنهم صديقي العزيز محمد البادع الذي تركت اسمه للآخر لأن هذا الرجل حالة من التعاطي الإيجابي مع الحياة والعمل يجعلك تشعر أن الدنيا سعيدة حتى لو كنت في أسوأ حالاتك.
هناك في باريس ذهبنا جميعا لواحد من أهم معالمها وهو متحف اللوفر حيث تم الإعلان الرسمي عن شراكة
أبوظبي للإعلام مع الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية من أجل إطلاق جائزة اللؤلؤة للصحافة الرياضية أو الإعلام الرياضي وليس الصحافة فقط في خطوة توقع لها البعض أن تولد متعثرة أو أن تتأخر ولادتها وسط بحور البيروقراطية والروتين الحكومي والرؤى الإعلامية المتعارضة والمتناقضة …
ويوم الثلاثاء الماضي أي بعد 285 يوما فقط كنت في العاصة أبوظبي أجلس بجانب صديقي علي سعيد الكعبي وعموري والإيطالي دل بييرو والصيني الأشهر عبر التاريخ ياومينغ نتابع حفل توزيع جوائز اللؤلؤة الأول وسط أجواء راقية جدا وحضور صحفي وإعلامي عالمي كبير ومتنوع وكانت الدهشة مضاعفة بالتنظيم الرائع والسلس وبالجوائز التي ذهبت لمستحقيها وللدموع التي ذرفها معظم الفائزين وأولهم شاب غاني يدعى فيفي أنامان لم يتعد الحادية والعشرين وكان له الشرف أن يكون أول إنسان في التاريخ يتوج بأول جائزة عالمية للصحافة وكان خير افتتاح لأسماء تنوعت بين الهند وكوبا وألمانيا وإيطاليا والصين وهولندا وفرنسا والإمارات وإيرلندا وقبل كل هذا استمعنا جميعا لواحدة من أكثر الخطابات رصانة وجزالة وقوة لراعي الحفل معالي الشيخ نهيان بن مبارك وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والذي فوجئت ليس بطلاقته في اللغة الإنجليزية بل لجزالة عباراته وتأثيرها على المستمعين.
وبالتأكيد كل الأمور تبدأ صغيرة باستثناء الألم ولكن جائزة اللؤلؤة بدأت كبيرة مثل حاضنتها الإمارات وعاصمتها أبوظبي ولن يعكر صفو نجاحها موضوع عدم وجود عربي بين الفائزين أو المكرمين لأن الجائزة ليست ( مجاملة أو مراعاة ) لفلان أو علان.
جائزة اللؤلؤة فكرة ودعم ورعاية واستضافة أبوظبي للإعلام وهي هدية هذه المؤسسة لكل صحفي أو إعلامي رياضي في العالم ولو أحبت أن تستأثر بالأضواء لمنحت أحد منتسبيها ولو جائزة تقديرية ولكنها لم ولن تفعل.