قصة طفلين يفضلان شراء العلم السوداني بدلا عن الالعاب
يوم الخميس وبين مقام العصر والمغرب ؛ لفت نظري باحد شوارع امدرمان ؛ حيث بعض رزاز غبار كرري ومقامات الرجال ؛ رجل من عامة الناس ؛ سوداني اسمر شامخ التفاصيل ؛ معمم ارتدي جلبابا بسيطا خالطت فيه الوان مرهقة بفعل الشمس تكاثرت علي لون الجلباب الابيض الناصع فشحب علي جسد ضئيل ؛ تقوي انف ذلك بهمة تبدت في خطوات نشطة ؛ راسخة علي الارض ؛ كان وجها عليه بشارات الرضا وهو يرسلها حنوا صحبة طفلين ؛ صغير وصغيرة ؛ من ذاك العمر الغض منزوع الذنوب والغل هما حتما بين مقام سلم رياض الاطفال واول مدارج مرحلة الاساس ؛ عندما وصل ركبهم الميمون راجلا ؛ توقفا قبالتي حيث بائع يعرض سلعا هي حشد من اعلام السودان وبعض العاب الطفولة ومستودع لذخائر الالعاب النارية ؛ ومثل اي اب عطوف ؛ يبتغي التوسعة علي اهل بيته في يوم البيت الاكبر الوطن ؛ دعا الرجل طفليه لانتقاء ما يشاءون مع اشارة منه للبائع ان يحسن المجاملة ثم راينه يخرج وريقات خضراء من فئة العشر جنيهات ؛ دس بين اصبعيه عشرتين حتي احسست بورق البنكنوت يئن ! ثم طوي المتبقي له والذي من شكل طيه لم يكن مالا وفيرا ؛ عدت حينها للتركيز علي الطفلين ؛ رايتهما (وشهد الله الصدق اسطر) يتركان كامل المعروض الموشي بالرسومات وجاذب الالوان طلبة اي طفل ؛ وينكبان علي حزمة اعلام ؛ استلا علمين صغيرين باصرار ورغبة ؛ علم ينتهي بمسند دائري علي منتهي حاملة البلاستيكي ؛ حمل الصبي علمه وحذت اخته الصغيرة حذوه ؛ لوحا بالعلمين في حبور طفولي ناصع البراءة الجزلة التعابير ؛ لوحا في فضاء المهرجان وتبسما وقد امتلأ به قناعة حتي ان لسان حالهما يقول كفي ؛ رفضا رجاءات البائع باختيار دمية او لعبة ما ؛ قالا حسبنا بحبور لافت ؛ وهما يضحكان حد الطيران ؛ حينذاك كانت تعبر الطريق امراة متوسطة العمر وفق تقدير نظرتي الاولي ؛ من ثوبها الابيض ومسير الرازنة بدت كموظفة عائدة لمنزلها ؛ شدها منظر الطفلين كما شدني ؛وكل العابرين ؛ فتوقفت مرتدة اليهما ؛ تقاصرت ثم لثمت الجبينين الوضئيين بقبلة حانية وهي تقول بصوت مسموع باسم النبرات كل سنة وانتو طيبين ؛ انصرف موكب الرجل بطفليه وهما يلوحان للسابلة راجلين واصحاب مركبات ؛ فرد هؤلاء التحية بتصفيق او اطلاق بوري ؛ احسست بالاب عليه سحابة من الفخر والسعادة التي اظلت كل من راي هذا الحدث العفوي فامطرت علينا استحسانا ؛ كنت جزلا طربا وحرفي شاهدا والقلبُ مشبوكٌ الى بهو فسيح اري في منتهاه روحا جديدة تبعث من هؤلاء الصغار واجيال صاعدة اكبر عمرا ووعيا قد لا تكون مبذولة في اسواق الهتاف ؛ لكنهم حقا وصدقا يتحلون بذائقة وطنية اراهن عليها ؛ جميل ان يحس طفل صغير ربما لا يزال يختبر خطاه جميل ان يحس بوطنه ويختار بالفطرة علمه … هذا شعب سره لم يخرج اخوتي
….
محمد حامد جمعه
زقاق الشفايعة / ودنوباوي .. الخامسة والنصف اليوم الاخير للعام 2015
قصة طفلين وليس طفلان يا استاذ
اما في الجيل الحالي دة .. بيقوليك انو .. اختفاء سراج النعيم من اهم الاحداث المرت علي السودان في ٢٠١٥ ..؟؟!!!!!!!! يا سبحان الله..