ما ضير لو تم تعبئت الصرافات في اوقات ميتة وكفيتم الشعب السوداني شر الفتنة؟
أوشن 15
بالامس كان لابد لي من زيارة الصراف الالي ..صديقي اللدود ..الذي تجمعنا ذكريات حلوة او مرة ..لا فرق ..عندما اقتربت من مكان الصراف ..وجدت علوية وصديقها الذي تنطق اسمه بطريقة طفولية ..تجعلني لا اتبين الاحرف ..فرجحت ان اسمه (معالي) او (معلى) شئ من هذا القبيل …علوية وصديقها من اطفال الشوارع ..الذين يمدون يدهم اليك ويقولون بصوت خفيض (مساعدة) …….علوية وصديقها قصة اخرى ..ولكنهما بالامس كانا يقفان فاغري الافواه وهما يحدقان باندهاش لعربة (بوكس دبل كابين) تقف امام الصراف الالي ..كان هناك اثنان من الشباب يحملان كميات من الاموال ويدخلانها في بطن الصراف …وقفت بجانبهما وشاركتهما الاندهاش ..رغم اختلاف الاسباب ..فاصدقائي كانت تدهشهما كمية النقود التي يحملها الشابان …اما انا فقد كنت مندهشة بتلك البساطة التي يأخذ بها هؤلاء الشباب كميات النقود ..وتلك الاريحية التي يعيش فيها (الشرطي) حارس هذه الملايين ..فقد كان يتكئ على مقدمة البوكس وهو يتبادل الضحكات مع السائق … صندوق حديدي به (طبلة ) مفتوحة معلقة عليه في خلفية البوكس ..يبدو انه (صندوق الكنز)…في وقفتي تلك مع أصدقائي الصغار ..طافت بذهني كل الافلام الاجنبية التي تخطط لسرقات ..وتذكرت سلسلة أفلام (اوشن 11 و12 و13) ..كيف كان جورج كلوني وبراد بيت ..يساهرون الليل وهم يفكرون ويدبرون لسرقة ما …من يذهب ليقول لهم ..أن هناك بلاد يمكن ان تسرق بكل هدوء وتذهب في حال سبيلك قبل ان يفيق ذلك السائق من ضحكته !!…استغفرت ربي …وهممت بمواصلة طريقي بحثا عن صراف اخر ..اذا بعملية التعبئة تنتهي ..ويخرج الشابان ويركب احدهما بجانب السائق والثاني بالمقعد الخلفي ..اما الشرطي ..اين جلس؟؟ حذر فزر …لا ..كضبا كاضب ..جلس الشرطي بالقرب من الشاب الاخر بعد ان اغلق الطبلة وترك صندوق النقود وحيدا في الخلف …اها ..لو تابعت هذا (البوكس ) ..وقفت في أقرب اشارة ..الا يمكن ان امد يدي وارفع الصندوق واضعه بالبوكس التاني (طبعا دا بعد ما اتصل بي براد بيت ويضع لي خطة محكمة) ..في تلك اللحظة …أظن ان الشابين سيقولان (سرقوا الصندوق يا سعادتك ..لكن مفتاحه معانا)… ..لا ادري كيف تعبأ الصرافات الالية في الخارج …الحقيقة كنت اعتقد ان هناك (خراطيم بينها وبين البنوك المركزية في تلك البلدان ..اذ انني لم يحدث ان توقفت امام صراف خارج السودان وكتب لي لا يوجد مبلغ كاف ..او لا يوجد ايصالات ..او خارج النظام …) ..لكن الشئ الاكيد انه تتم تعبئتها في اوقات ميتة ..ربما ليلا ..ما ضير لو فعلتم ذلك وكفيتم الشعب السوداني شر الفتنة؟؟ …قالت لي قريبتي التي كانت تعمل في البنك ..ان مشاهدة الاموال بصورة يومية جعلتها لا تعبأ بكميتها كثيرا…ربما يسري ذلك عليهم ..لكن نحن اصحاب المرتبات التي تحتاج الى محلول تروية ..ربما تحدثنا أنفسنا بالاتصال بمخرج (اوشن 11)..يا سعادة محافظ بنك السودان ..هل يمكن تعبئة الصرافات ليلا؟؟ ..ان كنت لابد فاعلا ذلك نهارا ..هل يمكن الاستعانة بعربات مغلقة الخلفية ..وحراسة اكثر تشددا؟؟ ..اذكر انني كنت في احد البنوك المعروفة قد وصلت باكرا ..وصادفت عربة النقود ..وحاة الله وما طالبني حليفة ..شوف عيني القروش شايلنها في اكياس …يعني كان مديت يدي كان مرقت لي برزمة خمسة مليون ..اكتب هذا المقال تبرئة لنفسي واصدقائي الصغار ..ان حدثت سرقة عيني عينك ..وكذلك (حقوق الطبع محفوظة) لشخصي الضعيف .. لكل من تحدثه نفسه بالاتصال بمخرج اوشن 11 ..ورغم كل هذا لا يفوتني ان اهدي اغنية اليوم لعربة النقود …(مرة شفناك يا الحنين …ماري في حارتنا صدفة )
د. ناهد قرناص
معقول الغلطة دي منك يا بت قرناص ….أم من موقع النيلين ؟
تعبئة بالتاء المربوطة ……وليست بالتاء المفتوحة
آسف يابت قرناص
اتضح لي أن الكلمة فقط في العنوان ” تعبئت ”
كدا الجريمة على رأس الإدارة …..أها دا منو منكم يا شباب ؟
وفعلا استغربت ….لست أنت يا دكتورة من يخطئ هذا الخطأ البايخ
أنت لست من جيل ثورة التعليم الإنقاذية …..بل أنت آخر جيل الرجال المحترمين في التعليم
واعتذر …..الأيام دي واقع لي في شلاقة وخفة كل مرة تورطني
والله كلامك صح فيما يخص السذاجة التي ندير بها اعمالنا …تعبئة الصرافات مفترض تتم في اوقات محتلفة لاسباب امنية (حتي يصعب التكهن بالمواعيد) لكن يتم ذلك وفق حراسة مشددة ويغلق الصراف الالي طيلة فترة التعبئة كما ان النقود تكون داخل عربة مغلقة ومصفحة وعليها شعار خاص ومعها اثنين افراد امن علي اقل الفروض….هبالة وعباطة وسذاجة مشهورين بيها نحن برانا
البلد امان ياخوانا نحنا مازي ناس أمريكا …