طرب العصور.. أمسية فنية في ذكرى إنسان مبدع.. مع كرومة
جاءت أمسية منتدى مركز راشد دياب للفنون وبرعاية زين الموسومة بـ(طرب العصور) هذه المرة أكثر دفئاً وجمالاً من سابقتها فالحاضر والغائب هنا كان الفنان الراحل عبد الله عبد الكريم مختار المشهور بـ(كرومة)، وجاءت الاحتفالية في إطار اهتمامات المركز للحفر في ذكرى المبدعين.
تحدث فيها كل من الباحثين عبد الحفيظ محمد عبد الرحمن، وعلي مصطفى دكشنري حيث أدارت الأمسية الأستاذة أماني عبد السلام وعطرها الفنانان إبراهيم خوجلي وياسر تمتام وشاركهما حسن محجوب بعدد من أغنيات وألحان كرومة.
التأثر بالصوفية
وفي السياق قال الباحث على مصطفى دكشنري إن الراحل كرومة صوفي النشأه تأثر بمديح أبو شريعة لذلك جاء أول ألحانه للشاعر سيد عبد العزيز في أغنية (أنا ما معيون) ثم تأثر في ما بعد بالشاعر عمر البنا فأخذ منه عددا من الأغنيات فقام بتلحينها وغنائها، وأضاف: منحه عمر البنا في عام 1936 أغنية (الليل الهادي) وحسب دكشنري فهي أغنية أقرب إلى المدائح النبوية في نظمها ولكن كرومة بعبقريته الفذة أضفى عليها لحناً اخرجها من إيقاع المديح إلى سياق الأغنيات .
شوارد الألحان
وتطرق الباحث علي دكشنري فى حديثه إلى شوارد الألحان عند كرومه وأكد أنه كان يستخلص من لحن الأغنية الواحدة عددا من الألحان لعدد من الأعمال، وذهب علي دكشنري إلى أن اللحن عند كرومة كان يشكل نوعاً من المفارقة وصحح دكشنري فى حديثه الكثير من المعلومات المغلوطة عن كتابة (تاريخ عدد من القصائد وكذلك ملحنيها).
وتحدث أيضاً الأستاذ الباحث عبد الحفيظ محمد عبد الرحمن فقال: كرومة كان يتمتع بشخصية قلقة ومتمردة جدا على الكثير من الأشياء من حوله، مشيرا إلى عدم استمراره في التعليم المدرسي وشروده من الخلوة ومن ثم عدم استقراره في مدينة عطبره وأكد أن ظهوره في الساحة الفنية كان عام 1923م، لافتاً لأن الشاعر عمر البنا هو أول من اكتشف إمكانيات كرومة الصوتية واللحنية ثم تعرض عبد الحفيظ لتمرد الراحل على الشعراء فانتقل إلى الشاعر أبو صلاح، ثم سيد عبد العزيز، ومنه لعبد الرحمن الريح إلى أن وصل إلى الشاعر محمد بشير عتيق.
المسيرة الفنية
ذهب الباحث عبد الحفيظ إلى أن كرومة في تطاول تمرده تمرد حتى على الألحان التي لحنت من قبل وأشار إلى أنه من خلال تطور الأذن اللحنية تمرد على الكثير من الأغنيات وأتى بألحان مختلفة، وختم الباحث عبد الحفيظ محمد عبدالرحمن بأن وصول كرومة للشاعر محمد بشير عتيق عبر بوابة الشاعر عبد الرحمن الريح كان ذلك ما يصبو إليه كرومة وذهب إلى أن محمد بشير عتيق في تلك الفترة وأثناء ثنائيته مع كرومة تطورت قصائده فنظم الكثير من القصائد من بينها أغنية فى الضواحي التي نظمها في عام 1932م.
صحيفة اليوم التالي