لماذا يصبح الغربيون أكثر تدينا كلما كبروا في السن؟
يعتقد الكثير منا، أنه كلما كبرنا في العمر ازداد اهتمامنا بالدين وتعلّقنا به أكثر.. القول صحيح في المطلق ولكنه أكثر صحة فيما يتعلق بالغربيين وسكان أمريكا اللاتينية والكونفوشيين وأقل صحة بالنسبة للمسلمين.. هل تريد أن تعرف لماذا؟
أجرى مركز بيو للأبحاث دراسةً مسحيّة حول الدين في الولايات المتحدة، إذ وجدوا أن 48% من البالغين ذوي معدل أعمار من 65 سنة فأعلى يذهبون للكنيسة بمعدل منتظم، في حين تصل النسبة عند الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 سنة لـ 27% فقط، بحسب موقع “psychology today”.
وعند سؤال العيّنة التي تمَّ مسحها عن أهمية الدين في حياتهم، أجاب 65% من البالغين أن الدين شيءٌ هام بالنسبة لهم، في مقابل 40% من الشباب.
أسباب تمسّك كبار السن بالدين
بعض علماء النفس وعلماء اللاهوت في حديثهم للموقع افترضوا أن الدين يعطي معنىً وتماسكاً لحياة الشخص، الأمر الذي يصبح مهماً في المراحل الأخيرة من حياة الإنسان.
فيما اقترح البعض الآخر، أن الدين يقوم بالتخفيف من المخاوف والشعور بعدم الأمن المرتبط بالموت، خصوصاً إذا كان الدين يوفر الخلود، إذ إن الإنسان كلما تقدّم في العمر تضخّم عنده الشعور بالقلق من الموت، وهنا يتحصّل الدين على أهمية خاصة في حياة الشخص.
وقال الموقع إن الباحثين دافيد هايوارد ونيال كراوس من جامعة متشجن بالولايات المتحدة، قاما في العام 2015 بالتحقق من دراسات مسحية عالمية سابقة شملت 80 دولة واستغرقت 33 سنة، على أساس مؤشرين، أهمية الله ومقدار ذهاب الناس إلى الكنائس، حيث توصلا إلى أن البشر يصبحون أكثر تديناً كلما مرَّ عليهم العمر، سواء الأجيال السابقة الأكثر تديناً أو الأجيال الحالية.
وتبين من خلال مقارنة المناطق الجغرافية ببضعها، وضوح تأثير السن على التدين في المناطق ذات الثقافة الغربية وأميركا اللاتينية والدول الكونفشيوسية، فيما كان التأثير أقلّ في دول جنوب شرق آسيا والعالم الإسلامي وأفريقيا.
ورغم ما توصل إليه الباحثان، فإن هناك بعض الملاحظات التي تشكك في الأسباب التي تدعو الناس إلى التدين، كالبحث عن الهوية والخوف من الموت والرغبة في الخلود، فهناك شعوبٌ استطاعت حلَّ هذه الأطروحات بدون اللجوء إلى الدين، فيما أن هناك بعض الشعوب التي تتميز بالتدين طيلة حياتها كالمسلمين على سبيل المثال، والذين لا يلجؤون إلى التدين في حالة تقدّمهم في العمر.
huffpostarabi