العُقد والكورال.. مدارس فنية متفردة.. مجموعات غنائية + صورة
في توقيت متقارب للحد البعيد أطلت على الجمهور العاشق للغناء الرصين مجموعتان غنائيتان فردت لهم الساحة الفنية ذراعيها، وفتحت لهم المسارح أبوابها لمعانقة جمهورهم، مجموعة عقد الجلاد باسمها الكبير وخبرتها الطويلة وكورال كلية الموسيقى والدراما بجامعة السودان بتاريخه التليد رسما لوحات فنية خالدة وشنفا آذان المستمعين بحلو الأغنيات، واللافت أن الخلافات شقت صفوف العقد، بينما شهد الكورال استقراراً واضحاً وصعد نجمه بقوة، ورشحه البعض لهز عرش عقد الجلاد، فيما يرى آخرون أن مجموعة العقد لا تزال تحتفظ ببريقها وتقدم الأفضل.
وصار الكورال مدرسة غنائية التف حولها جمهور عريض يتبعها أينما سارت، قامت بالوعي، وبشرت به، اقتربت من الواقع ولم يهوّم حوله، غنى لآمال وأحزان الناس الحقيقيين.
وفي السياق، يرى مصطفى بانقا (موظف): إن للكورال أعمالاً خاصه تتعدى العشر أغنيات، قُدمت منها سبع في حفل رأس السنة. ويضيف: المشاكل والخلافات التي نشبت بين أعضاء مجموعة عقد الجلاد جعلت الجمهور يمل منها ويتجه للكورال. وأردف: حال استمرار الأوضاع بهذه الحالة في المجموعة، فإن الكورال سيكون الأول ويحتل مكانتها، واستطرد: حال نجاح العقد في حل المشاكل وإبعاد التوترات، فيمكن أن تستعيد المجموعة مكانتها في خارطة الغناء. وقال بانقا: يضم الكورال نجوماً جديدة خاصة الأصوات النسائية. وأضاف: حاليا أفضل الكورال لأنه ببساطة ينتج أعمالاً جديدة، ويعيد لنا الأغاني القديمة بتوزيع موسيقى جديد بقيادة المايسترو الصافي مهدي وأوركسترا تضم أميز العازفين الموجودين في الساحة.
تكرار واستمرارية
من جهته، يقول الشاعر فيصل خليفة: عقد الجلاد وبرغم المشاكل التي مرت بها، إلا أنه ليس من السهل انتزاعها من وجدان الناس وتحديدا في هذا الوقت، لأن الفكرة ببساطة في الاستمرارية حتى ولو بأصوات جديدة وضعيفة نوعاً ما، كما أن نجاح أو وصول الفرق الجماعية يعتمد على المواصلة وليس حجم العطاء الغنائي. وأضاف: من وجهة نظر شخصية أرى أن الكورال يقدم حاليا أغنيات جميلة، وهو في أوج عطائه لكن ضمان الاستمرارية غير وارد. وأبان: الكورال لم يقدم أغاني خاصة به تساعده على ترسيخ أقدامه أو تساعده على وضع مكانه في وجدان الجمهور، فهو لا يزال في مرحلة ترديد وتجديد لأغاني فنانين بتوزيع وأداء جميل، ورغم كل تلك المجهودات إلا أنها لا تشفع له في ظل الوجود الفعلي أو خلق مساحة وسط المجموعات الأخرى مثل (عقد الجلاد، رأي الغنائي). وأفاد: بمرور الوقت وحال أن قدم الكورال أغاني خاصة واستطاع أن يقنع الوسط الفني بلونيته وبصمته الخاصة، يمكن أن يلتف حوله جمهور كبير، خاصة وأن بعض من الأجيال الجديدة لا تعرف عقد الجلاد عن كثب أو لم تعاصرها. وزاد: أعمال العقد كبيرة وهذه هي الحقيقة.
أهم الفعاليات
أما وئام شوقي (موظفة) فتقول: عند قدومي للسودان في 2009 كانت حفلات عقد الجلاد تمثل أهم الفعاليات في أمسيات العاصمة، وكان هؤلاء يغنون للطبقات المثقفة والموظفين والطلاب والمزارعين وكافة شرائح المجتمع. وتضيف: كنت دائمة التردد على حفلات العقد خصوصا في المناسبات، وبصراحة لا أقول إن بريقها انطفأ، ولكن التكرار للأعمال غير مفيد. وأردفت: درست علوم الاتصال بمبنى الوسط الملاصق لكلية الموسيقى والدراما، وكنا نستمع لأغاني الكورال بحميمة في الأمسيات، وبعد انفصال الكليتين بما نسميه الجدار العازل، بتنا نستمع من البعد لدندناتهم. واستطردت: لا أخفي إعجابي بشباب الكورال، أما أماسي شانتو (مذيعة الكورال) فتقول: أصبحوا معروفين ولديهم قاعدة جماهيرية كبيرة، وبالتالي فإن تقديمهم لأغنيات جديدة سيجد القبول من الجمهور من واقع أنهم انطلقوا ببداية صحيحة.
نخب وأصوات جديدة
أما بالنسبة لنجاة الفيصل (إعلامية الكورال)، فهو كيان مميز ويضم مجموعة من الفنانين الشباب الدارسين والمتخصصين في الموسيقى، وتقول: يقوم هؤلاء المبدعون بتوزيع الأغنيات بطريقة عصرية ومواكبة للتطورات الجديدة، ويضيفون إليها لمسات يحبها المستمع السوداني بالإضافه إلى أدائهم المميز، أما مجموعة عقد الجلاد، فهم نخبة من الأسماء العريقة والأصوات الشبابية الموهوبة وتتميز كمجموعة بتواصل الأجيال.
درية منير
صحيفة اليوم التالي