مصطفى الآغا

الجمعة الرهيب


بينما كان العالم كله مشغولا بانتخابات رئاسة الاتحاد الدولي الفيفا كان الشيخ سعود بن خالد رئيس نادي الريان يتابع تصريحاته النارية ويقول إن أي فريق سيلعب أمام الريان بدون اكتمال صفوفه قد يخسر بالعشرة وليس بالخمسة والسبب أن الرهيب سجل واحدة من كبرى نتائجه وأقساها على ملاحقه المباشر على بطولة دوري نجوم قطر وهو لخويا الذي لم يتوقع أشد المتشائمين به أن يخسر بالخمسة بعد شوط أول انتهى بثلاثة أهداف كاملة ثم وقت قاتل شهد هدفين إضافييَن للريان الذي أعلن رئيسه أن التتويج الرسمي سيكون أمام الوكرة يوم السبت المقبل.

الجمعة الرهيب كان عصيبا على الأمير علي بن الحسين والشيخ سلمان بن إبراهيم اللذين رشحا نفسيهما لرئاسة الفيفا أمام أمين عام الاتحاد الأوروبي ورغم أن التوقعات كلها كانت تصب في خانة جولة ثانية أو حتى ثالثة بين الشيخ سلمان وانفنتينو إلا أن ما حدث قلب كل التوقعات وصدم معسكر الشيخ سلمان تحديدا بدءا بالخمسة وثمانين صوتا التي نالها في الجولة الأولى وكان معسكره يتوقع ما بين التسعين و95 أو في في الجولة الثانية التي تم تجيير الأصوات التي نالها الأمير علي بن الحسين في الجولة الأولى وعددها 27 وأصوات الفرنسي شامبين السبعة إلى المرشح السويسري الإيطالي فنال 27 صوتا إضافيا كاملا مقابل ثلاثة أصوات فقط للشيخ سلمان.

يوم فعلا تمنيته لو كان يوماً عربياً وهو كان كذلك فعلا ولكن بشكل معكوس فقد كان يوم عدم التنسيق العربي الذي أكد أننا قد نفضل أحيانا أن يذهب الكرسي للغريب على أن يذهب للقريب وكان الكرسي قريباً منا ربما لأول وآخر مرة في التاريخ وأعتقد أن أوروبا هي الفائزة بينما خسرت آسيا وإفريقيا وأوقيانوسيا وأميركا وكلهم راهنوا على المرشحيَن العربييَن بشكل أو بآخر…

أوروبا التي وقفت موحدة مع إنفنتينو باستثناء الإنجليز وهذا ديدنهم منذ اخترعوا كرة القدم هي التي توجت بالكرسي الأهم في عالم كرة القدم وخرجنا نحن نتهم بعضنا البعض وننبش الماضي القريب والبعيد ونصل إلى حقبة خلاف ابن همام والشيخ سلمان ثم وقوف الشيخ أحمد الفهد مع الأمير علي بن الحسين ثم وقوفه مع الشيخ سلمان ثم وقوف بعض العرب ضد المرشحين وقيل إن أصواتا عربية ذهبت مباشرة لإنفنتينو وهو ما لن نعرفه ما لم يعترف أحد المصوتين لمن منح صوته.

وحتى أكون أمينا مع كلماتي فمعظم- لاحظوا كلمة معظم- وليس كل من التقيتهم أو تحدثت إليهم من العرب- رياضيين وإعلاميين ومن خارج الوسط الرياضي كله- لم يكونوا متحمسين لوجود عربي يقود الفيفا ربما لغيرة أو عقدة أو عدم قناعة ولن أدخل في ذمم الناس ولكن هذا ما لمسته بأم العين وأتمنى أن أكون مخطئا وتويتر شاهد أمامكم على ردود الفعل بعد تتويج إنفنتينو وخروج العرب من المولد بدون حمّص.