“ولاية سيناء”… إنهاك الجيش المصري عبر “إدارة التوحّش”
لا يتوقف تنظيم “ولاية سيناء” المسلح، منذ إعلانه مبايعة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، عن مساعيه لمحاولة فرض سيطرته على شبه جزيرة سيناء المصرية، التي تمثّل البوابة الشرقية لمصر، وذلك من خلال تطبيق خطة “إدارة التوحّش”، في المواجهات مع الجيش المصري.
تنفيذ “ولاية سيناء” للخطة التي تعتمد عليها أغلب الجماعات المسلحة المنتمية لتيار السلفية الجهادية، يُصعّب ويعقّد من الأزمة في سيناء، ويجعل من مواجهته أمراً صعباً للغاية. ويبدو أن “ولاية سيناء” لا يسير في عملياته ضد قوات الجيش والشرطة بشكل عشوائي ولكن وفق خطة محكمة، مستمدة من كتاب “إدارة التوحّش” لأبي بكر ناجي، الذي يُعتبر أحد المراجع الأساسية لتيار السلفية الجهادية في العالم. ناجي وضع ثلاث مراحل في كتابه للوصول لإقامة الدولة أو الخلافة الإسلامية، كما يزعم، تبدأ بـ”الشوكة والنكاية”، مروراً بـ”إدارة التوحش”، وصولاً للمرحلة الأخيرة وهي “التمكين”.
وبدا أن تنظيم “ولاية سيناء” حقق نجاحاً في تنفيذ المرحلة الأولى، التي تعتمد على إنهاك “العدو” وإضعافه نفسياً، من خلال سلسلة من العمليات والتفجيرات في أماكن عدة ومتفرقة، بغرض الإنهاك. وتهدف مرحلة “الشوكة والنكاية”، إلى إنهاك الحكومة المركزية في سبيل إسقاطها تماماً عن المنطقة أو تخليها عن الإدارة، من خلال عمليات حتى لو كانت صغيرة، من أجل إحداث فوضى، للانتقال إلى المرحلة الثانية وهي “إدارة التوحش”.
كما تهدف المرحلة الأولى، إلى تشتيت جهود الجيوش كي لا تتمكن من التقاط أنفاسها جراء العمليات المتلاحقة المتصاعدة، فضلاً عن ضمّ عناصر جديدة من الشباب. وفي هذه المرحلة، نفذ التنظيم عمليات استهداف مدرعات الجيش بشكل كبير. وأسفرت تلك العمليات عن شبه توقّف لعمليات الجيش على مدينتي الشيخ زويد ورفح خوفاً من العبوات الناسفة، لينقل التنظيم مسرح العمليات إلى قلب مدينة العريش، التي تُعتبر مركز ثقل العمليات ضد “ولاية سيناء”، ما أحدث حالات تذمر في صفوف قوات الجيش والشرطة على حد سواء.
وساعد التنظيم المسلح في نجاح المرحلة الأولى من مخططه، عدة ممارسات قام بها الجيش المصري، إذ فقد العديد من أهالي سيناء الثقة بقوات الجيش بعد سلسلة من الانتهاكات المستمرة، من قتل وتعذيب واختطاف وتصفية جسدية، فضلاً عن قصف مدفعي وبالطائرات الحربية، ما أوقع عشرات القتلى والمصابين، أغلبهم من المدنيين.
وتأتي حملة “صيادو المدرعات” التي أطلقها التنظيم قبل بضعة أشهر، كأحد العوامل الأساسية التي عززت مخططاته لجهة إيقاع عدد كبير من القتلى والمصابين في صفوف القوات الأمنية. كما تمكّن التنظيم من ضم عناصر جديدة له خلال الأشهر الماضية، وهو ما ظهر في مقاطع فيديو أو صور لمبايعة شباب جدد لزعيم “داعش” أبو بكر البغدادي. وبدا أنه لم يتبق لنهاية المرحلة الأولى، سوى فقدان الجيش الإدارة على مناطق الصراع في سيناء.
ودلّت المؤشرات على أن التنظيم بدأ الاستعداد لمرحلة “إدارة التوحش”، للسيطرة التامة على إدارة المناطق التي انتزعها من قبضة الدولة المصرية، بعد خلق حالة من الفوضى الكبيرة التي يصعب معها سيطرة الدولة على منطقة ما، وفقاً لرؤيته. ويأتي على رأس استعدادات التنظيم للانتقال إلى المرحلة الثانية، استقبال عناصر جديدة في صفوفه، وتنفيذ عمليات تدريب قوية وسريعة، لإدخالها في إطار العمليات لإثقال الخبرات العسكرية والميدانية. كما بدأ التنظيم في تشكيل ما يُعرف بـ”الشرطة الإسلامية”، والتي شرعت في ممارسة عملها، من خلال عمليات المداهمة والقبض على بعض الأهالي الذين يتهمهم التنظيم بالتورط في الإتجار بالمخدرات والسجائر. وعمل التنظيم أيضاً على تقوية جهازه الأمني بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وشنّ حملة ضد أشخاص من المنطقة اتهمهم بالتعاون مع الجيش والشرطة المصرية، والتواصل مع جهاز الموساد الإسرائيلي. ولكن عائقاً أساسياً يمنع التنظيم من الانتقال للمرحلة الثانية، لا يقتصر فقط على قلة عدد عناصره مقارنة بالجيش المصري، وإنما التخوّف من سلاح الطيران، إذ بات الجيش المصري يعتمد على طائرات مقاتلة وليس مروحيات مثلما كان يفعل سابقاً.
وكان تنظيم “ولاية سيناء” قد شنّ في يوليو/ تموز من العام الماضي، هجمات على مدينة الشيخ زويد، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفه، وهي هجمات يرى مراقبون أنها لم تكن تهدف للسيطرة على المدينة، إذ لم يكن التنظيم قد قرر وقتها الانتقال إلى مرحلة “إدارة التوحش”، بحسب هؤلاء. وأدت هجمات التنظيم إلى التضييق على حركة الجيش في الشيخ زويد ورفح، مع عمل التنظيم على استهداف كل حملة عسكرية للجيش في المدينتين، سواء باستخدام العبوات الناسفة أو الاشتباك المباشر. ولكن يبقى أن أشد المواجهات التي حدثت خلال الأسبوعين الماضيين بين الجيش والتنظيم المسلح، تلك التي كانت في منطقة وسط سيناء.
وبحسب إحصائية خاصة بـ”العربي الجديد”، فقد نفّذ التنظيم ما يزيد عن 31 عملية استهداف وتفجير آليات عسكرية في مناطق متفرقة بين العريش والشيخ زويد ورفح، فضلاً عن منطقة وسط سيناء، خلال الأسبوعين الأخيرين فقط. وكانت آخر العمليات التي نفذها التنظيم، أمس الخميس، قد أسفرت عن مقتل نحو 7 عسكريين مصريين، وإصابة ما يقرب من 12 آخرين، في هجومين، الأول على آلية عسكرية بالشيخ زويد، والثاني استهدف معسكرا بمدينة رفح المصرية. وكان اللافت في عمليات التنظيم مواجهة الحملات العسكرية للجيش والشرطة، التي بدأت تخرج مجدداً إلى مدينتي الشيخ زويد ورفح، بعد توقفها مطلع العام الجاري، ما دفع التنظيم إلى نقل مسرح العمليات إلى قلب مدينة العريش.
أما اللغز المحير حتى الآن، فهو استهداف التنظيم لكل آلية أو قوة للجيش تدخل إلى منطقة وسط سيناء بشكل عنيف، في ظل عدم القدرة على معرفة ما تمثله المنطقة من مركز ثقل. ولم يتمكن الجيش من حل هذا اللغز، خاصة في ظل الطبيعة الجبلية الوعرة في وسط سيناء، التي تصلح لأن تكون نقطة ارتكاز مهمة للتنظيم المسلح، ويسهل فيها الاختباء والتخفي بالسيارات ذات الدفع الرباعي.
من جانبه، يقول خبير عسكري، إنه “لا بد للجيش من فرض سيطرته على منطقة وسط سيناء، وإن كان صعباً لطبيعتها الوعرة في بعض المناطق، ولكن يبدو أن هناك أمراً ما يعدّ له التنظيم ولا بدّ من إفشاله”. ويضيف الخبير العسكري لـ”العربي الجديد”، أن “ضعف الخطط وعدم الاعتماد على معلومات موثقة، يعطل العمليات العسكرية ويجعلها غير فاعلة تماماً، وصحيح أن مواجهة الإرهاب تحتاج لسنوات، ولكن لا بد من تقصير المسافات”.
ويشير إلى “ضرورة مراجعة الاستراتيجيات في العمليات ضد التنظيم الإرهابي، حتى لا يستفحل خطره وبالتالي فإن القضاء عليه يحتاج لسنوات أطول من التي قد تكون محددة”. ويحذّر الجيش “من استعداء أهالي سيناء، ويجب فتح خطوط تواصل مع شيوخ القبائل، ووقف أي انتهاك لخصوصية حياتهم، إلا في أضيق الحدود وفقاً لما تقتضيه طبيعة العمليات”.
العربي الجديد
فرصة لنا لاسترداد حلايب
اكيد جماعة الاخوان وخصوصا في السودان تدعم هذا التنظيم
ابو القنفد بطل قنفدتك , احنا مالنا و مالهم ؟؟
قضيتنا مختلفة و حلايب و شلاتين راجعة راجعة باذن الله , اما بخصوص الاخوان المسلمين في مصر فقد اثبتوا انهم لا يصلحون لقيادة اتحاد جامعة دعك من دولة و اعتقد انو الاخوان المسلمين في السودان ادركوا ان تلك جماعة لا يصلح التنسيق معها لانها مخترقة من قبل المخابرات المصرية
ابو القنفد بطل قنفدتك , احنا مالنا و مالهم ؟؟
قضيتنا مختلفة و حلايب و شلاتين راجعة راجعة باذن الله , اما بخصوص الاخوان المسلمين في مصر فقد اثبتوا انهم لا يصلحون لقيادة اتحاد جامعة دعك من دولة و اعتقد انو الاخوان المسلمين في السودان ادركوا ان تلك جماعة لا يصلح التنسيق معها و رفعوا يدهم منها
مصر قادرة على زرع سيناء بالجنود ..والشعب قبل التحدي حتى اجتثاث هولاء القتلة داعش ومن يمولها