مصطفى الآغا

آسيا والآلات الحاسبة


يبدو أن الاتحاد الآسيوي قرر أن يجعلنا ندخل عالم الرياضيات والحساب من خلال نظام تصفياته (الغريب العجيب)، الذي لم أجد حتى اللحظة شخصاً واحداً قادراً أن يعطينا صورة واضحة ودقيقة لها، ولماذا تم وضعها بهذه الطريقة؟
فإذا كان المتصدر سيتأهل إلى التصفيات الحاسمة المؤهلة إلى كأس العالم، فهذه فهمناها، أما موضوع أفضل ثاني، فكنا سنفهمها قبل أن تخرج علينا قصة حذف نقاط آخر المجموعة، فدخلنا في حسبة (برما) حول أفضل أربعة ثواني الذين سيتأهلون أيضاً إلى نهائيات أمم القارة مع المتصدرين، فيكون العدد 12.
ولكن نهائيات أمم آسيا هذه المرة ستضم 24 منتخباً أي تقريباً نصف عدد دول القارة، (ولم نفهم سبب رفع العدد سوى التصريحات المستمرة حول جمع دول القارة وهو ما حدث يوم استضافت أربع دول النهائيات في أول وآخر حدث من نوعه في التاريخ)، ولن يتكرر، لأنه كان كارثياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى!
وهنا نأتي على الـ12 منتخباً الذين سيرافقون الـ12 المتأهلين، وهذه لوحدها قصة، لأنه سيبقى 28 منتخباً، سيتم إبعاد أسوأ أربع منتخبات منها في التصفيات، ثم يخضع الـ24 الباقون لتصفيات جديدة؟ ليتأهل منها 11 منتخباً، وسيلعبون 10 جولات!
لم أفهم ولن أفهم كيف يمكن لمنتخب خسر 16 أو 14 صفر أن يعود من جديد لتصفيات جديدة مع منتخب سبق وهزمه، لأن الأربعة الذين سيتم إبعادهم ليسوا كفاية، فهناك منتخبات آسيوية في المجموعات الثماني وجودها في التصفيات لوحده كان خطأ كبيراً، وكان يجب أن تلعب في ما بينها تصفيات خاصة بمناطقها، وأفضلها يشارك مع الأقوياء الذين يتجمعون ويسافرون ويعسكرون للقاء منتخبات لن تقدم أو تؤخر في القارة، حتى عندما قرروا أن يتم تمثيلها في النهائيات كما حدث في بطولة 2011 في قطر بوجود الهند التي خرجت بثلاث هزائم و13 هدفاً في شباكها، فهل المطلوب الآن أن نرى ماينمار وغوام والمالديف وكمبوديا وبوتان ولاوس وتايوان في النهائيات، أو أنه مطلوب على الآخرين أن يتعذبوا حتى تتطور هذه الدول ولو بالغصب؟
أعتقد أن وجود 16 منتخباً في نهائيات أمم آسيا أكثر من كافٍ، ولكني للأسف لا أملك حق التصويت ولا الاعتراض.