مصطفى الآغا

تضارب الآراء


بالتأكيد، جاء تأهل الأبيض الإماراتي للتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا من الباب الضيق جداً، ولم يكن مؤكداً حتى اليوم الأخير، ولعبت فيه نتائج الآخرين دوراً حاسماً، وكان من الممكن ألا يتأهل لو فازت كوريا الشمالية على الفلبين (وهو الأمر الطبيعي، وغير الطبيعي أن تفوز الفلبين)، أو تم شطب نتائج الكويت أو بقي المنتخب اللبناني متعادلاً مع كوريا الجنوبية، أو تمكن الأردن من تحقيق نتيجة أفضل أمام أستراليا أو أو أو أو…. وكلها أمور وضعت ضغوطاً إضافية على مهدي علي الذي دخل مباراة السعودية في ظروف غير طبيعية بدءاً من إيقاف ثلاثة لاعبين مؤثرين هم ماجد حسن وإسماعيل الحمادي وحبيب الفردان مروراً بعدم جاهزية أحمد خليل 100٪، ويبدو أن الاستعداد لم يكن كما يشتهيه مهدي، ولكن المشكلة أن الشارع الكروي انقسم بشكل حاد بعد التأهل الصعب، وبدأنا نسمع أصواتاً عالية تطالب بتغيير الجهاز الفني، بل سمعنا من مترف الشامسي أن المنتخب إن لعب بهذه الطريقة، فلن يصل للمونديال، وهذا بقناعتي التصريح الأقوى، وللأمانة لم يكن معظم من التقيتهم أو تحدثت معهم منشرحي الصدر بأداء منتخب بلادهم، فيما ذكّر البعض بما فعله المدرب حتى وصل الأبيض إلى ما وصل إليه من هيبة وشخصية خليجية وآسيوية وذكّروا بالإنجازات التي تحققت في عهد الرجل، وهي ليست بالقليلة أبداً.

الثابت أن المنتخب ليس بنفس الفورمة التي نعرفها عنه، وأقول إن هذا الجمهور كان مذهولاً، وهو يرى منتخبه يتعرض للضغط على أرضه وهو من يدافع، ولولا براعة عموري لخرج المنتخب خاسراً، لهذا وضع الجميع أيديهم على قلوبهم، فهم يعرفون أن القادم أصعب بكثير، مما مضى فالمنافسين القادمين هم اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وأوزبكستان وإيران والصين وقطر والسعودية وسوريا وتايلاند والعراق، وكلهم أقوى من فلسطين وتيمور الشرقية وماليزيا.
ويبقى السؤال الذي يحتاج لإجابة هادئة: هل الإصلاح والتجهيز واردان مع نفس الجهاز الفني، وهل التغيير يستطيع فعلاً إنجاز المطلوب قبل بدء التصفيات النهائية، وهل اللاعبون يحتاجون لهزة نفسية وأخرى تكتيكية؟

عندما نجد إجابات على هذه التساؤلات سيكون الأبيض فعلاً على الطريق الصحيح، وربما الطريق إلى روسيا مع الاعتراف بصعوبة المهمة، لأن الآخرين جاهزون وأقوياء ومسلحون بما لديك من أسلحة وربما أكثر.