مصطفى الآغا

أتمنى أن أكون مخطئاً


«كأس العالم»، هي الحلم الأكبر لأي منتخب في هذا العالم مهما كان حجم المنتخب وتاريخه، وأتذكر أنني عندما كنت أعيش في بريطانيا كان الإنكليز الذين اخترعوا اللعبة وحملوا اللقب مرة يتيمة عام 1966 يوم استضافوا البطولة على أرضهم، يحتفلون بتأهل منتخبهم إلى النهائيات، علماً بأن الأمر الطبيعي هو أن يتأهلوا، وغير الطبيعي ألا يتأهلوا، حالهم حال البرازيل وألمانيا وإيطاليا والأرجنتين وفرنسا وكل الدول الكبيرة كروياً.
وإذا كانت هذه هي الحال لدى هؤلاء، فكيف بنا نحن الذين لم يتأهل من عربنا مثلاً في آخر كأس للعالم سوى منتخب واحد، هو الجزائر؟ وللأمانة كان خير سفير لنا وشرّفنا بحضوره القوي فتأهل إلى الدور الثاني بعد خسارته الصعبة أمام بلجيكا (2-1)، ثم سحق كوريا الجنوبية (بعبع آسيا) بأربعة أهداف في مقابل هدفين، وتعادل مع روسيا (1-1)، وفي دور الـ16 خسر في الوقت الإضافي من ألمانيا (2-1)، وقبلها في جنوب أفريقيا عام 2010 كانت الجزائر أيضاً ممثلة العرب الوحيدة، وخرجت من الدور الأول.
واليوم وبعدما عرفنا هوية الـ12 منتخباً آسيوياً المتأهلة إلى التصفيات النهائية التي سيتأهل منها أربعة منتخبات مباشرة إلى مونديال روسيا 2018، فيما سيلعب أفضل ثالثين مع بعضهما، قبل أن يواجه الفائز ممثلاً من الكونكاكاف، نجد أن الخمسة المتأهلة، وهي السعودية والإمارات وقطر وسورية والعراق ليست في أفضل أيامها جميعها، باستثناء المنتخب القطري الذي تصدر مجموعته بقوة ومعه المنتخب السعودي، فيما تأهل الثلاثة الآخرون كأفضل ثوانٍ في مجموعاتهم وبشق الأنفس جميعها، وبوجود اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية وإيران والصين تبدو حظوظنا «واقعياً» في بطاقة أو بطاقة ونصف على أبعد تقدير قياساً على المستويات التي شاهدناها في التصفيات، وقد يقول البعض إن هذه النظرة متشائمة ولهم الحق في ما يقولون ولي الحق أيضاً فيما أقول أو أتوقع (بعيداً عن الأماني والعواطف)، فكلنا نتمنى أن يتأهل الخمسة إلى كأس العالم، ولكن ما رأيناه من مستويات يابانية وأسترالية وكورية يجعلنا ندرك أن هذه المنتخبات من الصعب علينا في ظل واقعنا الكروي الحالي تجاوزها، علماً أننا سبق وتجاوزناها، ولكن في ظل منتخبات مختلفة وعناصر أكثر مهارة وجاهزية.
شخصياً، أتمنى أن أكون مُخطئاً في توقعاتي، وأن تغيّر منتخباتنا الخمسة من جلدها من الآن وحتى موعد ساعة الحسم الآسيوية.