سياسية

الرئيس: سنحاسب أي والٍ ظلم مواطنيه

تعهد الرئيس عمر البشير، بإكمال الأمن وتوفير الخدمات من مياه وطرق وصحة وتعليم في ولاية شرق دارفور، مؤكداً أن الولاية تحتاج إلى عناية خاصة، داعياً سكانها إلى الابتعاد عن النزاعات القبلية وكل ما يؤدي إلى الفرقة والشتات. وكان الرئيس قد وصل إلى الضعين المحطة الخامسة والأخيرة في جولته الطويلة الحالية في دارفور التي بدأت منذ يوم الجمعة الماضي. وقال البشير مخاطباً حشداً جماهيرياً كبيراً في الضعين، إنه جاء كي يراجع ما تم تنفيذه من الوعود التي وعد بها إبان حملته الانتخابية العام الماضي. وأضاف قائلاً: «جئنا قبل عام من الآن إلى هذا المكان، ونقول إن الوعود التي وعدنا بها جارٍ تنفيذها في ما يخص الطرق والمياه والصحة والتعليم، وإن مطالب سكان الولاية على الحكومة الاتحادية واجبة النفاذ». وحذَّر البشير سكان شرق دارفور من الصراعات القبلية، وقال: «مافي أسوأ من قتل النفس المؤمنة، ونحن مطمئنون إلى أن الأوضاع استقرت والنفوس تطايبت، وتبقت أشياء صغيرة سيتم اكتمالها بإذن الله». وشدد على أهمية جمع السلاح واكتمال المصالحات القبلية، قائلاً: «نريد أن يكون السلاح في أيدي القوات النظامية فقط»، وحث الرئيس سكان شرق دارفور على عدم أخذ الحقوق باليد، وقال: «مسموح لأي شخص بأن يتظلم في العاصمة حتى ضد ولاة ولايته، ونحن سننظر في التظلم، وسنأتي بالوالي، ولو وجدناه هو الظالم سنحاسبه»، ووجه البشير جميع ولاة الولايات بإشاعة العدل بين الناس وإعلاء قيم الفضيلة والتسامح، وقال: «لا بد أن نكمل الأمن ونعيد العافية لدارفور، لأن العافية تكتمل باكتمال الأمن»، داعياً النازحين إلى العودة إلى قراهم الأصلية. وفي ذات الاتجاه جدد البشير التزام حكومته بالخيار الذي يختاره سكان دارفور في الاستفتاء الإداري المرتقب في الأيام المقبلة إن كان خيارهم إقليماً واحداً أو ولايات كما هو متبع حالياً، مشيداً بنسبة التسجيل العالية للاستفتاء.
ومن جانبه دعا رئيس السلطة الإقليمية لدارفور د. التيجاني سيسي سكان دارفور إلى نبذ القبلية والإثنية والعمل على رتق النسيج الاجتماعي وتوحيد الإرادة لتجاوز مشكلات الإقليم وتحقيق السلام والتنمية والاستقرار. وأكد سيسي مخاطباً الحشد في الولاية، أن رتق النسيج الاجتماعي يعد المخرج لأزمة دارفور، معتبراً أن دارفور بدأت في التعافي والتنمية، وقال إن الإقليم سيشهد أمناً واستقراراً وتنمية غير مسبوقة، وقدم التهنئة لسكان ولاية شرق دارفور على توحيد كلمتهم وحرصهم على تحقيق السلام والتنمية والاستقرار.

موكب الرئيس
عند تمام الساعة العاشرة والنصف وصل موكب رئيس الجمهورية لمطار مدينة الضعين وكان في استقباله حكومة الولاية بكل أجهزتها الرسمية. ومن ثم انطلق الموكب لافتتاح عدد من المنشآت الحيوية بالولاية أبرزها أمانة حكومة الولاية ومباني جهاز الأمن الوطني ومباني رئاسة شرطة شرق دارفور وعدد من المرافق المهمة وتدشين مشروع زيرو عطش. وتواصل موكب الرئيس إلى الموقع الرسمي للاحتفال فكانت هناك الحشود الجماهيرية الكبيرة في انتظاره بساحة أمانة الحكومة.. منهم الراجلون وآخرون على ظهور الخيول والهجن والسيارات والفرق الشعبية من الحكامات والهدايين والشعراء المنتشرين على جنبات الساحة يمارسون رقصاتهم الشعبية المحببة إليهم من كاتم وعريج وتوية وانقرضو وكنداية ومردوم ونقارة وغيرها من تراث فريد تزخر به المنطقة. وظلت الهتافات تتواصل: «طرق .. مياه .. الولايات خيار الشعب».
مهمة سهلة
دائماً يرتبك المنظمون في الاحتفالات الكبيرة مع اقتراب كلمة رئيس الجمهورية حتى يظن الكثير بأن اعتلاء المنصة يصعب عليه من كثرة الحشود التي تقترب مع بداية الإشارة إلى أن الكلمة التالية للرئيس. لكن الذي حدث في الضعين مختلف تماما حيث اخذت الجماهير موقعها مبكرًا جداً وكل مواطن حريص جدًا على سماع خطاب الرئيس مما سهل على المنظمين المهمة وخلق لهم فرصة سعيدة للتعليق بأن جمهور الضعين راقٍ ويتفهم الخطابات العامة بصورة ممتازة.
مطالب المواطنين أوامر
أكد السيد رئيس الجمهورية لدى مخاطبته للحشود الجماهيرية الكبيرة بساحة امانة الحكومة بمدينة الضعين أن مطالب الشعب تعد أوامر بالنسبة لرئاسة الجمهورية والحكومة الاتحادية، مؤكدا سعادته بالاستقرار الأمني الكبير الذي حققته حكومة الولاية في ملف السلم الاجتماعي.
عناية خاصة
وتعهد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير بإعطاء شرق دارفور عناية خاصة وقال: «سنرعى شرق دارفور رعاية خاصة حتى تلحق برصيفاتها من الولايات». وأضاف «سندعمكم حتى تمشوا كتف بكتف مع الفاشر».
نبذ الشتات
ودعا البشير المواطنين لنبذ الفرقة والشتات مجددا دعوته بجمع السلاح وأضاف: «ما عاوزين زول يحمل سلاح غير الأجهزة النظامية». مضيفاً: «عاوزين البلد تمشي لي قدام وننصرف وننشغل بالبنية التحتية».
تعليم الرحل
وتناول رئيس الجمهورية في خطابه التعليم. وقال إن رئاسة الجمهورية ستولي التعليم اهتماماً كبيراً. مشيراً لمضاعفة الجهود في تعليم الرحل.
خيار الولايات
في ذات السياق دعا عمر البشير جماهير الولاية لحسم استفتاء دارفور الإداري لمصلحة خيار الولايات. وقال إن دارفور سجلت «تلاتة ملايين ونصف» ويجب ان يصوت الثلاثة ملايين في الصناديق وداعب الجماهير بقوله: «أي زول لازم يكلم الثاني والتلفونات متوفرة والبلد كلها اتملت بالجلاكسي». وهنا قاطعته الحشود الهادرة «الحديبا أم الديار خيارنا ولايات».
زيرو عطش
ودعا الرئيس النازحين للعودة لقراهم وقال: «نحن ما عاوزين اي منظمات أجنبية تدعمنا». واعداً المواطنين بحل مشكلة العطش نهائياً من خلال مشروع زيرو عطش الذي اطلقته الدولة مؤخرًا.
التعافي من الصراعات
أكد الدكتور التجاني السيسي محمد أتيم رئيس السلطة الإقليمية لدارفور، أن شرق دارفور تعافت تماماً من الصراعات القبلية وقال: «عازمون على تطبيق وثيقة الدوحة لسلام دارفور». مشيداً بدور الحكومة الاتحادية في تنفيذ الوثيقة. وأضاف: «كلنا من أجل تحقيق السلام». وحيا حكومة قطر لدعمها المتواصل لجهود السلام في السودان. داعياً المواطنين للالتفاف حول برامج ومشروعات الحكومة. وقال إن الأمن يعد مفتاح التنمية والخدمات. وأوضح أن السلطة الإقليمية نفذت (315) مشروعاً. وقال: «إن الأجهزة الأمنية لعبت دوراً كبيراً في إنجاح تنفيذ هذه المشروعات رغم الصعاب التي واجهت التنفيذ. وستمضي السلطة في تنفيذ ما تبقى من مشروعات. ونفذنا حتى الآن بناء خمس قرى عودة طوعية والآن هنالك عشرة في الطريق».
وثيقة
في لحظة تاريخية شكلت وجدان مجتمع شرق دارفور تواثق كل أعيان الولايات على نبذ الفرقة والشتات وفتح صفحة جديدة للتنمية والإعمار. وسلم ناظر عموم الرزيقات رئيس الإدارة بشرق دارفور الشيخ محمود موسى مادبو وعدد من زعماء الإدارات الأهلية للبرقد والبيقو والمعاليا ومجتمع شرق دارفور سلموا رئيس الجمهورية وثيقة نبذ الفرقة والشتات بالولاية تعزيزاً للسلام. وتجاوب الجمهور مع هذه الوثيقة التي سلمتها الإدارة الأهلية لرئيس الجمهورية مما يؤكد وعي وتفهم الزعماء الأهليين لدورهم في نشر ثقافة السلام في مجتمعاتهم.
مشروعات تنموية
والي شرق دارفور أنس عمر محمد، تحدث بحماس كبير وتفاؤل منقطع النظير وحيا جماهير «الحديبا أم الديار» مستعرضاً أهم إنجازات الحكومة خلال المرحلة الماضية. وقال إن جماهير شرق دارفور المحتشدة تؤكد تماما تسامحها وتكاتفها وحبها للخير، مشيراً إلى الاستقرار الأمني الذي تحقق خلال الفترة الماضية مشيداً بجهود الأجهزة الأمنية والإدارات الأهلية وكل الفعاليات في تعزيز السلام. وقال إن المشروعات التنموية التي حققتها الولاية خلال المرحلة السابقة جاءت بفضل الاستقرار الأمني الذي شهدته الولاية.
وأضاف أنس أن مشروع زيرو عطش قد انطلق بست محليات «عديلة وابوكارنكا والضعين وبحر العرب والفردوس وابوجابرة» بتوفير ستة حفارات للحفر العميق. وقال إن مشروع الكهرباء سيشهد توسعات جديدة تغطي بقية أحياء المدينة وعبره ستودع الولاية الظلام، مشيرا إلى بدء العمل في سفلتة الطرق الداخلية. وقال إن العمل انطلق في مطار الضعين الدولي وجاري العمل في السكة الحديد التي ستسهم في حل مشكلات المواصلات. وفي مجال الرعاية الصحية الأولية قال الوالي: «استطعنا توفير تسعة مستشفيات ريفية وثماني عربات إسعاف جديدة وتأهيل مستشفى الضعين التعليمي». وفي مجال القابلات تم حل مشكلات تعيين القابلات. وقال إن الكهرباء القومية ستصل الولاية بإذن الله قريباً. مؤكدا حل مشكلة الكتاب المدرسي والاجلاس. وفي مجال الإعلام قال أنس: «جلبنا عدداً من محطات الfm وتم توزيعها على محليات عديلة وياسين وسنسعى جاهدين لتغطية بقية المحليات. ووصلتنا معدات تلفزيون الضعين وعن قريب سنشاهد تلفزيون الضعين. مطالباً رئيس الجمهورية بانشاء طريق النهود الضعين، والضعين نيالا والطريق القاري سماحة بحر العرب الضعين. ودعا جماهير الولاية للتصويت لخيار الولايات في الاستفتاء الإداري لدارفور، مشيراً لتماشي هذا الخيار مع تطلعات الشعب في ذات الوقت.
يذكر أن رئيس الجمهورية قد افتتح مباني الأمانة العامة لحكومة الولاية بشارع المطار بالضعين، وايضاً المباني الضخمة لجهاز الأمن الوطني ومباني ومقر شرطة ولاية شرق دارفور وعدداً من الوزارات التي تمت مباشرة العمل بها كوزارة التخطيط العمراني والشؤون الاجتماعية والمالية ومنزل واستراحة الوالي ومجمع البشير الإسلامي وجامعة الضعين.
تطلعات المواطنين
أكد وزير الثقافة والإعلام والسياحة المتحدث باسم الأحزاب السياسية والحركات الموقعة الهادي برمة، دعمهم لخيار الولايات. وقال إن هذا الخيار يحقق تطلعات المواطنين ويقصر الظل الاداري. وقال: «نحن كأحزاب سياسية وحركات موقعة ندعم خيار الولايات». مشيراً إلى مساندتهم لمخرجات الحوار الوطني. وقال إن مشكلات البلاد لا تحل إلا عبر طاولة الحوار. وأضاف أن كثيراً من قضايانا لا تحل إلا بالحوار.

الانتباهة

تعليق واحد