العالم يواجه حرباً لا تعترف بالسيادة ولا تحكمها قوانين وأخلاقيات
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي جانباً من فعاليات مؤتمر “الجيل الرابع من الحروب” الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية في مقره بأبوظبي وتستمر فعالياته حتى اليوم الثلاثاء وافتتحه د.جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وتم خلاله التأكيد على أنّ حروب الجيل الرابع الجارية حاليا لا تعترف بالسيادة، ولا بالقوانين الدولية، ولا تحكمها قوانين الصراع المسلح، ولا أخلاقيات الحرب.
وأكد معالي وزير الدولة لشؤون الدفاع محمد أحمد البواردي أن العالم يواجه حرباً لا تعترف بالسيادة، ولا تحكمها قوانين دولية ولا أخلاقيات الحرب.
وشدّد، خلال افتتاح المؤتمر على دور المجتمع الدولي في دعم الدول التي تتعرض للإرهاب وعدم تركها لتتحكم بها التنظيمات والمجموعات الإرهابية، مؤكداً أهمية تكاتف المجتمع الدولي، لتجنب التهديدات والمخاطر التي تسببها تلك الجماعات لا سيما أنها تستمر في تطوير الأساليب والوسائل التي تستخدمها في الحروب.
وأشار البواردي إلى أن «ما يحدث في المنطقة في الوقت الراهن من قيام المجموعات والتنظيمات التكفيرية بأعمال إرهابية لم يعهدها العالم من قبل، هو دليل على أننا دخلنا في مرحلة جديدة من حروب الجيل الرابع، حيث أصبحت الجماعات الإرهابية تسيطر على مساحات واسعة من الأرض، في ظل غياب النظام والقانون..
وتمتلك الموارد الاقتصادية التي تساعدها على زيادة نفوذها، ونقل عملياتها عبر الحدود الدولية».
وأردف القول إنّ الجماعات والتنظيمات والكيانات الإرهابية «تستخدم وسائل وتقنيات جديدة غير تقليدية، للعمل على خلق انهيار اجتماعي داخلي في بعض الدول. وقال إنه لمواجهة هذه الجماعات يجب علينا الاستفادة من الدروس والعبر المستخلصة من الماضي، كما علينا تطوير استراتيجياتنا في المواجهة، وامتلاك قدرات ومعدات وتقنيات نستطيع من خلالها مواجهة تلك المجموعات والتغلّب عليها».
وأضاف أنّه «يجب علينا التعرف على القدرات الجديدة اللازمة لمواجهة هذا النوع من الحروب وما هي مخاطر الأمن، التي من الممكن أن نواجهها، وكيفية حماية البيئة المعلوماتية»، لافتاً إلى أنه «يجب علينا أن نكون مستعدين وبكل السبل لتحقيق النصر خاصة أن المواجهة هي مع خصم يستهدف تدمير النظام والقانون والنسيج الاجتماعي ويفرض سلطته وإرادته» على الدول.
وأوضح وزير الدولة لشؤون الدفاع أن «الصفات التي تميز الحروب، التي تشهدها بعض دول المنطقة هي الطبيعة الغامضة للصراع خاصة مع عدم وضوح الفرق بين قادة الحرب والسلم ولا بين المقاتلين والمدنيين، فهي حروب لا تعترف بالسيادة، ولا بالقوانين الدولية، ولا تحكمها قوانين الصراع المسلح، ولا أخلاقيات الحرب.
وأشار إلى أهمية هذا المؤتمر، الذي يتزامن مع الأحداث الإقليمية في المحيط الحيوي لدولة الإمارات، حيث تشهد العديد من الدول حروباً وصراعات، أدت إلى انهيارها داخلياً، كما يتزامن المؤتمر مع تفشي العمليات الإرهابية في معظم أنحاء العالم حتى بات الإرهاب كالسرطان في هيكل النظام العالمي».
وأشار البواردي إلى أهمية هذا المؤتمر، الذي يتزامن مع الأحداث الإقليمية في المحيط الحيوي لدولة الإمارات، حيث تشهد العديد من الدول حروباً وصراعات، أدت إلى انهيارها داخلياً، كما يتزامن المؤتمر مع تفشي العمليات الإرهابية في معظم أنحاء العالم حتى بات الإرهاب كالسرطان في هيكل النظام العالمي.
نوعية جديدة
من جانبه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني سيف سلطان العرياني أن الجيل الرابع من الحروب يمثل نوعية جديدة تختلف بصورة جذرية عن الجيل المعرف في الحروب، الذي كانت تقوده الجيوش، إذ إن حرب الجيل الرابع يتراجع فيها دور القوات المسلّحة، ويحل مكانها قوات أخرى تستطيع إدارة الحرب عن بعد.
وأضاف العرياني إن الجيل الرابع من الحروب يعد «حرباً بالوكالة والقيادة من الخلف تعمل على إسقاط الدولة المستهدفة من دون الحاجة إلى تدخل عسكري خارجي مباشر، من خلال زعزعة استقرارها بصور متعددة، وتنفيذها من مواطني الدولة نفسها، تمهيداً لفرض واقع جديد، يضمن تحقيق مصالح الخصم».
وتابع أنّ هدف هذه الحروب يرتكز على «القضاء على قوى الدولة المستهدفة، ونشر الفوضى فيها ما يجعل من السهل السيطرة عليها، إذ يهدف إلى تفتيت مؤسسات الدولة الأساسية، والعمل على انهيارها مالياً واقتصادياً وتفتيت وحدة الشعوب».
وتطرق الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني إلى أن الهدف الاستراتيجي من حروب الجيل الرابع هو وصول الدولة المستهدفة إلى حالة من الفوضى أو الانهيار الداخلي الذي يؤدي إلى تفتيتها، ومن ثم انقسامها أو إضعافها إلى الحد، الذي يسمح بالسيطرة عليها.
وتناول أدوات حروب الجيل الرابع التي تنقسم إلى داخلية وخارجية حيث تعمل الأدوات الداخلية على زعزعة الاستقرار وإنهاك قوى الدولة وإسقاطها من الداخل، بينما تعمل الأدوات الخارجية على حرمان النظام الحاكم من الاستفادة بأي مساعدات خارجية إقليمية أو دولية عن طريق تشويه صورة نظامها السياسي من ناحية وإضعاف مواردها الاقتصادية.وأضاف أنّ الأدوات الداخلية تشمل
أولاً الأدوات السياسية، حيث يتم إثارة المجتمع من خلال تأجيج مشاعر الغضب من الأوضاع السياسية والمعيشية والاقتصادية، وانتشار العمليات الإرهابية ودفع الأقليات للمطالبة بالحكم الذاتي أو الانفصال مع التركيز على مطالب الديمقراطية وحقوق الإنسان، فضلاً عن تعزيز دور منظمات المجتمع المدني، للوقوف ضد الدولة واتخذ مواقف حادة تجاه سياستها.
وتابع القول إنّ الأدوات الداخلية تشتمل أيضاً على الأدوات الثقافية، حيث يعمل الإعلام الموجه من داخل الدولة وخارجها على تناول القضايا المثيرة للرأي العام بصورة حادة، والتركيز على السلبيات، وثالثاً الأدوات المخابراتية..
حيث تعمل أجهزة المخابرات المعادية على اختيار بعض الشخصيات لإثارة الرأي العام الداخلي، ورابعاً أدوات الحرب الإلكترونية حيث يوفر الفضاء الإلكتروني القدرة على إدارة هذا النوع من الحروب عن بعد.
كما تطرق العرياني إلى الوسائل الخارجية لحرب الجيل الرابع والتي تشمل العمل على الاستفادة من مجلس الأمن الدولي لإصدار قرارات وفرض عقوبات على الدولة المستهدفة، على مستوى العلاقات بين الدول نجد الحصار الاقتصادي، والعزل هو من أهم أدوات إضعاف الدول..
فضلاً عن استخدام الطائرات بدون طيار. ولفت إلى أن الأجيال القادمة من الحروب ستكون الجيل الخامس الذي تستطيع القيام به الدول العظمى في العالم، التي ستؤدي إلى شلل أنظمة الدولة المستهدفة.
عدم المركزية
من طرفه، قال مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية د. جمال سند السويدي إن الجيل الرابع من الحروب جعل الصراعات الراهنة، التي تشهدها بعض دول المنطقة أكثر تعقيداً من ذي قبل لأن القائمين بهذه الحروب في بعض الأحيان أطراف غير منظورة تسعى إلى إثارة الفوضى، وعدم الاستقرار داخل الدول والمجتمعات..
ولهذا كان من الضروري تسليط الضوء على سمات هذه الحروب وأدواتها المختلفة من أجل الاستعداد الجيد لمواجهتها بشكل فاعل وبناء.
وأشار السويدي في الكلمة إلى أن الجيل الرابع من الحروب مفهوم يعبر عن الصراع، الذي يتميز بعدم المركزية، من حيث تغير أسس الحرب وعناصرها، ما يعني تجاوز المفهوم العسكري الضيق للحروب إلى المفهوم الواسع حيث توظف القوى الناعمة في هذه الحروب إلى جانب الأدوات العسكرية (القوى الصلبة).
حامد بن زايد:«الإخوان» و «حزب الله» الأكثر استغلالاً للربيع العربي
أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، أن جماعة الإخوان وميليشيات حزب الله، أكثر الجهات التي تمكنت من استغلال ما يسمى بالربيع العربي، في تحقيق واقع سياسي جديد ومكاسب ملموسة على الأرض، وذلك من خلال الاستعانة بأدوات وتقنيات حروب الجيل الرابع.
وقال سموه – في مداخلة أجراها خلال جلسة الاعتبارات الاستراتيجية لحروب الجيل الرابع، والتي عقدت ضمن فعاليات مؤتمر الجيل الرابع من الحروب في أبوظبي:
«من الضروري تسمية الأمور بأسمائها الصحيحة، فجماعة الإخوان وحزب الله، استخدمتا مفاهيم النضال في خداع شعوب دولهم، بهدف التأثير عليهم وتجييشهم، ولذلك يجب علينا التركيز على إيجاد الأساليب العلمية اللازمة لمواجهة هذه الجماعات وأفكارها وأهدافها، مع العمل على تغيير وتطوير المفاهيم التي تستعين بها».
وأضاف: «المشكلة أن العالم ينظر لمفهوم الإرهاب من منظور دولي واسع، بينما نحن نراه من منظور مختلف وأكثر واقعية، لأننا معنيون به ونعاني منه ومن مسببيه الحقيقيين أكثر على الأرض».
المواجهة
قال اللواء هشام الحلبي مستشار اكاديمية ناصر العسكرية في جمهورية مصر العربية إن دول الخليج هي الأكثر قدرة، بين مختلف دول المنطقة، على مواجهة حروب الجيل الرابع وإجهاضها استباقياً، لما تمتلكه من قدرات وإمكانات ومقومات عالية للوعي المجتمعي والسياسي، بدليل تبني أحد أهم مراكز الدراسات السياسية في الخليج..
وهو مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مناقشة هذه القضية الخطيرة، واستقطاب قامات متخصصة لمحاولة وضع السبل الأقدر على مواجهة هذه الحروب. أبوظبي – البيان
الشرعية
أكد وزير الخارجية اليمني السابق رياض ياسين أنه بفضل قوات التحالف العربي والتحالف الإسلامي استطعنا تحقيق الانتصار في داخل اليمن، ووصلنا الآن إلى مراحل متقدمة.
وستعود الشرعية لتسيطر على كل اليمن، خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقال ياسين في تصريحات صحافية أمس، إن الحرب في اليمن تعد من حروب الجيل الرابع، التي ترتكبها أو تقوم بها منظمات إرهابية داخل البلد نفسه، ودائماً ما تتبنى أفكاراً ظلامية وشعارات طائفية لتجذب كثيراً من المتعاطفين معها، وتعتقد أن لها حاضنة في بعض المناطق. أبوظبي- البيان
البيان