السلطات السودانية ترفض تجديد إقامة مسؤول اممي ووكالات الإغاثة تعتبره (طردا)
قال الفريق القطري الإنساني، في السودان، إن الحكومة طردت مسؤولا أمميا رفيعا برفضها تجديد فترته المنتهية الشهر المقبل، متجاهلة طلبا لتمديد تصريح الإقامة السنوي.
ورفضت مصادر حكومية رفيعة المستوى اعتبار التصرف تجاه المسؤول طردا، وشددت على انه اجراء عادي سيما وأن المسؤول دخل البلاد وتسلم مهامه لقترة انتقالية، لكن تطاول الفترة الزمنية لتسمية البديل اضطرها للاغتذار عن نمديد الإقامة.
واكدت مصادر مطلعة بمفوضية العون الانساني لـ(سودان تربيون) تضجر الحكومة من التقارير السالبة عن الأوضاع الانسانية التي ظل يرفد بها رئيس مكتب (اوتشا) إيڨو فرايسِن، رئاسة الأمم المتحدة في نيويورك، متضمنة احصائيات غير دقيقة وقالت إن فترته شهدت توترا وضعفا في العلاقة بين (اوتشا)والحكومة.
ونوهت المصادر الى أن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية، ظل يكرر اتهامات للحكومة بمنع الوصول للمستهدفين وتجاوز مجهوداتها في تسهيل وصول المساعدات، كما أنه نشر تقارير غير موثوقة حول القصف الجوي على المدنيين وخطورة الوضع في المنطقتين وجبل مرة.
وعبَّر الفريق الانساني في بيان تلقته (سودان تربيون) الاحد،عن “الصدمة وخيبة الأمل للطرد بحكم الواقع من قبل حكومة السودان لرئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ( اوتشا) إيڨو فرايسِن.
والفريق القطري الإنساني هو أعلى منبر لصنع القرار لهياكل اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات العاملة في السودان، والآلية الرئيسية للتنسيق بين وكالات الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
وبحسب البيان فإن وزارة الخارجية السودانية ابلغت الأمم المتحدة ، بأن تصريح الإقامة لفرايسن لن يجري تجديده عندما تنتهي مدته في 6 يونيو 2016.
وتابع “هذا على الرغم من طلب لتمديد تصريح اقامته لمدة 12 شهرا، حسب الروتين، جرى تقديمه في 10 أبريل 2016 .. ولم تقدم وزارة الخارجية أي تفسير رسمي مكتوب لهذا القرار”.
وأكد مسؤول حكومي رفيع المستوى لـ(سودان تربيون) إن فرايسن، درج على تدبيج تقارير مبالغ فيها حول الاوضاع الانسانية بالبلاد، من بينها تقرير أصدرته (اوتشا) منتصف مارس الماضي حول تعرض 4 ملايين سوداني لخطر المجاعة وحالة انعدام الأمن الغذائي في المدة بين مارس وسبتمبر من 2016، أو ربما ما هو أسوأ.
وهو ما اعتبرته السلطات الرسمية وقتها تقريرا غير دقيق ويثير البلبلة وسط المواطنين وقد يؤدي إلى ارتفاع السلع أو تخزينها.
وقالت الحكومة وقتها إن مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) ليس هو الجهة المخولة بإصدار أو اعتماد التقارير حول معدلات الإنتاج أو الوضع الغذائي في السودان.
واعتبر الفريق الدولي الإجراءات التي اتخذتها حكومة السودان تتعارض مع المبادئ الأساسية للخدمة المدنية الدولية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، والمعاهدة التأسيسية للمنظمة، التي يعتبر السودان طرفا فيها.
كما ابدى قلقه إزاء تأثير القرار على البيئة التشغيلية لكل المنظمات الإنسانية في السودان التي توفر الإغاثة في حالات الطوارئ، والإنتعاش المبكر، والمساعدات الانتقالية للمحتاجين.
ويعتبر رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية هو المسؤول الكبير الرابع للأمم المتحدة الذي يُطرد من السودان في غضون العامين الماضيين، إضافةً إلى الإغلاق القسري للمنظمة الدولية غير الحكومية (تيرفند) في ديسمبر من عام 2015، والطرد بحكم الواقع لثلاثة من كبار الممثلين القطريين للمنظمات الدولية غير الحكومية في غضون الأشهر الأخيرة.
وأكد الفريق القطري الإنساني التزامه بدعم الحكومة، والشعب السوداني في تقديم المساعدات الإنسانية. وحث حكومة السودان على ضمان بيئة مواتية تماماً لتقديم المساعدات الإنسانية النوعية، وفي الوقت المناسب.
sudantribune