منوعات

المصاحف الملوّنة تجارةٌ تزدهر بمصر في رمضان وسط جدلٍ فقهي

الوردي والأزرق والـ”الموف” ألوان متعددة انتشرت كألوان لأغلفة وصفحات المصاحف في مصر، وأثارت جدلاً على المستوى الشعبي وكذلك الرأي الشرعي.

المصريون أطلقوا عليه اسم “المصحف اللبناني”، إذ إن بعضها طبع في لبنان، وأصبحت هذه المصاحف تباع في عددٍ من المكتبات الإسلامية وكذلك المناطق التي تشتهر بإقبال المواطنين عليها في رمضان مثل منطقتي الأزهر والحسين.
وبرغم صدور قرار من مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر العام الماضي 2015 بمصادرة تلك المصاحف، ومنع دور نشر مصرية من طباعة مصاحف ملونة احتراماً لجلال القرآن الكريم، إلا أنها لا تزال تباع في المكتبات.

فقد انتشرت المصاحف الملونة بين أوساط الشباب وأصبحت وسيلة للتهادي في شهر رمضان الحالي.
يتراوح سعر المصحف الواحد بين 95 جنيهاً إلى 199 جنيهاً (10 إلى 20 دولاراً)، وهو مقارنة بالمصاحف العادية يعتبر غالي الثمن.

“المصاحف الملونة تلقى إقبالاً كبيراً، خاصةً من جانب الفتيات، وكثير ممن يطلبون هذا المصحف يطلبون تغليفه بصورة هدية لإهدائه لآخرين في رمضان”، هكذا يقول بائع مصاحف في الجيزة.

مضيفا أن الرجال لا يقبلون على شراء المصاحف الملونة لأن ألوانها الفوشيا والبينك وغيرها لا تناسب الرجال، كما أن حملهم لها يثير سخرية زملائهم، أو يلفت الأنظار لهم في الأماكن العامة، بعكس الفتيات اللاتي تناسبهن هذه الألوان.
وتقول مسئولة صفحة “مصاحف ملونة” على فيسبوك، أنها بدأت فكرتها كمشورع ربحي لبيع المصاحف، وتقوم بعرض الأنواع والألوان والأسعار وتسلم الطلبيات باليد لمن يتواصلون معها طلباً للمصحف.

وتقول “نوران محمد” طالبة بكلية الإعلام، أن المصاحف الملونة أعجبتها ليس لأنها ملونة وعلى الموضة كما يسخر بعض الشباب ولكن لأن تلوين الآيات يساعد على القراءة والفهم والتركيز أيضاً، و”يجعلني يقظة أثناء القراءة بسبب الانتقال من لون لآخر”.
فيما ترى أم حبيبة أن المصاحف الملونة لا تساعد على الخشوع في القراءة وتفقد القرآن الكريم هيبته و”تفقدني التركيز بسبب تعدد ألوان الصفحات والسطور”، فضلاً عن أنها تحولت لتجارة أدت لرفع أسعار المصاحف.

جدلٌ فقهي

ويؤكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن انتشار المصاحف الملونة بألوان صاخبة “أمرٌ مخالف ويؤدي لفقدان هيبة ووقار المصحف”.

وهو نفس ما يراه الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، الذي يؤكد أن “المصحف الملون بالألوان المنتشرة في السوق، مخالفة لشرع الله عز وجل، لأنه لعب بالدين وبقدسية القرآن الكريم الذي يجب أن يكون منزهاً عن هذا العبث”.

إلا أن أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، عبد المهدي عبد القادر، يرى أن “ألوان المصاحف وألون الكتابة لا دخل لها في احترام القرآن، لأنه كلام الله عز وجل”.

ويقول الشيخ “عبد القادر” إن الأزهر أجاز استخدام المصاحف الملونة بشرط “إذا كانت الألوان في حدود المحتمل والمقبول وليست زاهية أو طاغية على وضوح الكلمات”.
وتابع إن ألوان المصاحف يجب أن تكون في حدود المألوف ولا تخرج عن إطار المحترم، قائلاً إن “للشيوخ في ذلك اجتهادات كثيرة والمُعوّل عليه ذوق القارئ”.

هافغنتون بوست