هل تغضب لو شاهدت سورياً يركب سيارة فارهة؟.. شباب يجيبون على أسئلة الألمان
جذبت مدونة فيديو سورية اهتمام المواطنين ووسائل الإعلام في ألمانيا مؤخراً، إلى جانب السوريين المقيمين فيها، نظراً لدور الوسيط الذي تحاول لعبه بين الجانبين، من خلال تعريف بعضهما بعضاً على ثقافة وعادات الآخر وتقريب المسافات بينهما، مستعينة بالكوميديا كعامل جذب.
وتتضمن سلسلة الفيديو طرح أسئلة من قبيل لماذا يخاف الألمان من السوريين؟ هل ستغضب إن شاهدت سورياً يركب سيارة فارهة بعد عدة أعوام؟
فيما يتناول فيديو آخر عرض بعض المواقف المحرجة التي يقع فيها الواصلون الجدد إلى ألمانيا، ككيفية القول إن فلاناً صديقي أو شريكي العاطفي، محاولين نقل يومياتهم إلى المقيمين في ألمانيا أو الدول العربية.
نمط الحياة الألماني
وكان السوريان علاء فحام وعبدالرحمن عباسي، قد بدآ نشاطهما في مجالي تقديم الإرشادات للطلاب والجانب التقني على الشبكات الاجتماعية، قبل أن يتعاونا سوية لبدء مشروع “أسلوب الحياة الألماني” في نهاية شهر آب/أغسطس الماضي، أي خلال ذروة أزمة الهجرة، ثم انضم إليهم لاحقاً فايز رومان.
واختلفت المواضيع التي تناولها الفريق مذاك، فبعد أن بدأوا بالتحدّث عن مواضيع عامة عن الحياة في ألمانيا واللغة الألمانية والدراسة، مخاطبين الجمهور باللغة العربية، انتقلوا بعدها للمقارنة بين المجتمعين السوري والألماني ومخاطبة الجمهورين العربي والألماني على حد سواء باللغة الألمانية مرفقة بترجمة عربية.
ويقول عباسي وهو طالب في كلية طب الأسنان لـ”هافينغتون بوست عربي”، إن الهدفين الرئيسين لمشروعهم يتمثلان في التقريب بين المجتمعين الألماني والسوري ومحاولة فتح سبل للحوار بينهما، عبر المقارنة بين العادات والثقافات، بطريقة مضحكة، ما يشجع الطرفين على التعليق على المنشورات في موقع فيسبوك مثلاً والحوار، وهو أمر يحتاجونه في ألمانيا حالياً.
أما ثانيهما، فيضيف بأنه يكمن في محاولة التخلّص من الأحكام المسبقة التي يطلقها الجانبان على بعضهما بعضاً والتعميم السلبي، وهو ما دفعهم لإنتاج فيديوهات باللغة الألمانية لإشراك الطرف الألماني في الحوار.
وكان الفريق شارك مؤخراً في فعالية بنادي “تينكون” الخاص بالشبان اليافعين ببرلين، التي شهدت مشاركة عدد كبير من الناشطين على موقع يوتيوب، ليتحدثوا عن تجربتهم، وعما يعنيه الاندماج.
ويتابع صفحة “جيرمان لايف ستايل ـ نمط الحياة الألماني” على موقع فيسبوك 71ألف معجب، وأكثر من 10 آلاف متابع على موقع يوتيوب.
ويعيش عبد الرحمن المقيم في ألمانيا منذ عامين ونصف وزميله علاء، القادم إليها منذ سنة ونصف والعضو الثالث في الفريق فايز، في ثلاث مدن مختلفة هي برلين وهامبورغ وغوتنغن، ما يصعّب من مهمة إنتاج المزيد من الفيديوهات ويضطرهم لتصوير عدد منها في يوم واحد، سيما أنهم يعملون وحدهم دون مساعدة من أية شركة.
الألمان أكثر تقبّلاً
وعن ردات فعل الألمان والعرب الموجودين في ألمانيا على عملهم يوضح عباسي لـ “هافينغتون بوست عربي”، أن ردات الفعل التي تلقوها من الألمان كانت إيجابية أكثر من نظيرتها السورية.
مشيراً إلى تقبّلهم وتفهمهم للنقد القاسي أحياناً الموجه لعملهم من قبل السوريين، نظراً للأوضاع الصعبة التي يمرون بها جراء الحرب، فالمواطنون الألمان يتعاونون معهم أيضاً بشكل إيجابي في تصوير بعض المشاهد.
وكان قد لقي الفيديو الذي يُظهر بعض الألمان يتحدثون لهجات سورية، انتشاراً واسعاً على الشبكات الاجتماعية.
هافنغتون بوست