جرهم إلى شاشات التلفزيون.. توريط للفنانين أم تلميع لهم؟ طه سليمان وغيره
الظاهرة الأكثر غرابة في الوقت الحالي، هي اتجاه بعض الفنانين لتقديم البرامج التلفزيونية، مع أن العُرف جرى على أن يكون المقدم إعلامياً، وليس فناناً، وهذا حال معظم المقدمين البارزين في العالميْن العربي والغربي، ويرى البعض أن اتجاه المطربين لهذا المنحى يعود لرغبتهم الدائمة في الوجود على الشاشة وفي دائرة الضوء، حتى في أوقات تراجع مردودهم الفني.
هناك طيف ليس بالقليل فسر الظاهرة كونها تذهب باتجاه سعي الفنانين لجني المزيد من الأموال من واقع أن القنوات الفضائية تدفع مبالغ طائلة لهؤلاء النجوم، من أجل تقديم برامج على شاشاتها، التي يتم تعويضها بالطبع، من خلال كم الإعلانات الذي يتعاقدون عليه، اللافت للنظر أن هناك أسماءً لا تملك الحضور الكافي لتقديم البرامج ولا القدرة على إدارة الحوار، بل إن الأمر يصل في بعض الأحيان إلى عدم القدرة حتى على النطق بشكل سليم وإخراج الحروف من مخارجها الطبيعية.
فرق شاسع
يرى عبد الرحمن جبر رئيس قسم المنوعات والفنون بصحيفة (السياسي) أن فكرة تقديم الفنانين لبرامج خاصة بهم موجودة على نطاق الوطن العربي، ومثال لذلك برنامج الفنانة أصالة نصري (صولا) وغيرها الكثيرون، ولكن عندما ينعكس على الواقع المحلي، فإن الفرق شاسع. مردفاً: “99% من الفنانين السودانيين (فاقد تربوي) فكيف باستطاعتهم السيطرة على شاشة تستهدف شريحة واسعة من المجتمع بكل فئاته؟!”. وأرجع الخطأ في الأول والأخير إلى إدارة القنوات لأنها فتحت الأبواب لكل من هب ودب، ومن لا يملك حتى (الفكرة ولا الرسالة) وأهم أساسيات العمل الإعلامي. وعن البرامج يرى أن صفوت الجيلي تفوق على طه سليمان وعاصم البناء من خلال برنامج (أوتار)، والسبب هو الفارق التعليمي. وأن ظهور طه والبنا كان ضعيفاً جداً. وأضاف: “أرى أننا لم نصل حتى الآن لمرحلة وعي وثقافة شريحة الفنانين، وتمكنهم من خوض مثل هذه التجارب”، معللاً ذلك بأن الفنان في السودان يعتمد على صالات الأفراح والبيوت ومن غير الممكن أن يخرج من وسط (الهجيج) ويأتي ليقدم برنامجاً وهو ليست له مؤهلات لغوية ولا خبرة في إدارة حوارات تمكنه من إدارته، ويعيد الخطأ الأول والأخير إلى إدارة القنوات التي كل همها العائد المادي.
غيرة فنية
من جهته، يقول الناقد الفني هيثم سليمان النيل إن السبب في اتجاه الفنانين للبرامج التلفزيونية، هو الشعور بالغيرة الفنية، خاصة عندما ينجح أحدهم في جذب الأنظار، فيسعى الجميع لتقليده. ويضيف: “في الغالب تكون معظم أفكار هذه البرامج مكررة، أو منسوخة، وغير ذات نفع، وتدور أغلبها حول التسلية والضحك والهظار، دون أن تسعى لتقديم قيمة، أو إيصال معلومة، فالاهتمام إنما يكون بالنجم نفسه، وشعبيته أكثر من الفكرة ذاتها”. وأردف: “على الفنانين احترام جمهورهم وفنهم مع العمل على إعادة حساباتهم، وتحديد الهدف من طرح البرامج التلفزيونية حتى لا يظهرون بصورة تسيء لتاريخهم، ولا يقحمون أنفسهم في منطقة، لا سيطرة لهم عليها”. واستطرد: “الإعلام ليس مهنة من لا مهنة له، كما أنه ليس وسيلة للتلميع والبقاء تحت الكاميرات، لأطول فترة ممكنة، وإنما هو المصنع الذي يخرج الأجيال، ويعدهم لتحمل المسؤولية”.
على نسق اهتمامات الفنان
وفي السياق، يرى الكاتب وليد العوض أن قناة النيل الأزرق حاولت الاستفادة من جماهيرية الفنان طه سليمان، وأوكلت إليه مهمة تقديم برنامج (استديو5) الذي تعرضت إحدى حلقاته التي استضاف فيها نجمات غناء (الدلوكة) لموجة من النقد الجائر على صفحات التواصل الاجتماعي، وهو نقد غير بناء، لأن القناة والمنتج والمعلن يعلمون أن البرنامج حقق مشاهدة عالية بسبب طه سليمان، والأمر الآخر أن طه فنان وليس مقدم برامج محترفاً، وأن الضيوف فنانات لا متخصصات في علم النبات وتنمية المجتمع، فمن الطبيعي أن يأتي البرنامج على مقاس اهتمامات المغني.
الخرطوم – منهاج حامد
صحيفة اليوم التالي
والأمر الآخر أن طه فنان وليس مقدم برامج محترفاً، وأن الضيوف فنانات لا متخصصات في علم النبات وتنمية المجتمع، فمن الطبيعي أن يأتي البرنامج على مقاس اهتمامات المغني.
طه ضروووس فات السر قدور في الضحك والضحكات داك يققه ودا يقههر إلا الضحك مقدور علي بس حركات اليدين دي جديدة ومياعة مابعدها مياعة