منوعات

كيم جونغ أون يدمر قرية لأنها تذكّره بعمّه

لا تعتبر صفة البطر الجنوني إضافةً غريبة إلى مجموعة الصفات التي تطبع نظام رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي أصدر أوامره، أخيراً، بإغلاق مشروع «بيونغيانغ المصغر» لأنه يذكره بعمّه. وبرغم الازدواجية المعهودة التي شكل آخر حلقاتها ظهور سيجارة بيده رغم حملة منع التدخين الوطنية، وفي ذات الوقت يعتبر الإسباني أليخاندرو ساو دي بينيوس ، الزعيم جونغ أون شخصاً متواضعاً ومجتهداً.

وأفادت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن القرية النموذجية في بيونغيانغ التي بلغت تكلفتها ملايين الدولارات قد أغلقت، وسحبت جميع الكتيبات الترويجية لها من الأسواق، لأنها تذكر كيم جونغ أون بعمه جانغ ثونغ سايك، الذي كان يوماً ثاني أحد أبرز المسؤولين النافذين في كوريا الشمالية، قبل أن تتم إدانته بالخيانة العظمى، ويعدم في نهاية عام 2013.

ويجسّد مشروع «قرية بيونغيانغ الشعبية» مجسمات مصغرة لمباني العاصمة، وقد أنجز في العام 2012، وقد وصفه كيم بأنه من بنات أفكار والده، رئيس كوريا الشمالية السابق كيم جونغ إيل.

ونقل أحد المصادر مقولة مفادها أنه «كلما مرّ جونغ أون بجانب (قرية بيونغيانغ الشعبية) كان يشكو من أنها تعيد إلى ذاكرته صورة عمه جانغ. واقتبست وكالة»يونهاب«الإخبارية في كوريا الشمالية كلاماً يشير إلى إصدار كيم الأمر بتحطيم معالم»بيونيايغ المصغرة«لأنها تذكره بجانغ.

وأفادت مصادر أخرى أن الحزب الشيوعي الحاكم في بيونغيانغ قد سحب كتيبات المشروع التي تروّجه. إلا أن نك بونر، مدير شركة»كوريو«السياحية التي يقع مقرها في الصين والمتخصصة في الرحلات السياحية إلى كوريا الشمالية، أشار بأن السلطات السياحية في البلاد أكدت له أن إقفال المشروع عمل مؤقت.

وأضاف إن رحلات السياح إلى الموقع نادرة، لأن الزوار يفضلون رؤية بيونغيانغ الحقيقية وليست النسخة النموذجية منها، علماً بأنها تضم برج زوتشيه، أي البناء المستقل الذي يعلوه مشعل الثورة، إضافة إلى نُسخٍ من قصور تعود للفترة الممتدة بين القرن العاشر والرابع عشر، وتبلغ كلفتها وفق الأوساط الإعلامية الكورية الشمالية ملايين الدولارات.

إلا أن سيل الغرائب والعجائب»الجونغ أونية«لا يقف عند هذا الحدّ، فمن يستخف بتدمير مشروع بملايين الدولارات لا يصعب عليه نهي شعب بأكمله عن عادة متأصلة فيه. وقد ظهرت في الآونة الأخيرة صور لجونغ أون وهو يحمل سيجارةً في يده أثناء زيارة له لمخيم أطفال في غضون الحملة التي ترعاها الدولة لمكافحة آفة التدخين.

والتقطت وكالة الأنباء الكورية الشمالية صور الدكتاتور الكوري الشمالي خلال»جولة ميدانية«له إلى مخيم مانغيونغداي للأطفال في بيونغيانغ. وعادةً ما يجول جونغ أون في عاصمة الدولة المنعزلة لتوفير النصح في مسائل متعددة تتعلق بالإنتاج الزراعي وصولاً إلى تطوير الأسلحة النووية، حيث يتبارى المسؤولون المخلصون لكتابة التعليمات.

وبعيداً عن المواطنين المغلوب على أمرهم، يُعتبر الإسباني أليخاندرو ساو دي بينيوس رجل الغرب الوحيد، الذي يصف جونغ أون بالمتواضع، ويلقب شعب كوريا الشمالية بـ»لاتينيي آسيا«.

ويشكل دي بينيوس البرشلوني البالغ من العمر 42 عاماً المبعوث الفخري الخاص للجنة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية للعلاقات الثقافية مع الدول الأجنبية، وهو بذلك الغربي الوحيد الذي يعمل لحساب النظام السري.

وأصبح دي بينيوس، المستشار في مجال تكنولوجيا المعلوماتية، مهووساً بكوريا الشمالية منذ كان في سن المراهقة وهو يقوم بزيارة البلاد مرتين في الشهر، حيث يزعم أنه يلقى الترحيب الحار لدى وصوله إلى بيونغيانغ، ويشدد على وجود أوجه شبه كثيرة بين كوريا الشمالية وبلده الأم إسبانيا.

وقال دي بينيوس في حديث إلى موقع»ذا لوكال”: أشعر أني كاتالاني وإسباني بالولادة وكوري شمالي بالتبني. ويسعني أن أقول إن الكوريين الشماليين هم (لاتينيو آسيا). مقارنةً بأصدقائي اليابانيين والصينيين والتايلانديين، أجد أن أبناء كوريا الشمالية يظهرون مشاعرهم ويحبون معانقة العائلة والأصدقاء، ويبكون ويضحكون ويجيدون التعبير عن مشاعرهم إلى حدّ كبير.

البيان