الحبر يوسف نور الدائم.. يكشف عن صراعات الإخوان ويؤكد..نعم بكيت على “الترابي” وبيننا (ملح وملاح)
البروف “الحبر يوسف نور الدائم” من الرموز الأكاديمية والوجوه التاريخية فيكل مسألة تخص الإخوان المسلمين، قصدنا بيته بحي الموردة القديم (حي الصقور) فيه الجالوص والكلاب والأزقة، خرج لنا في مساء رمضاني بأزياء السروراب، مجرد مزارع في عمر السبعين يبتسم للغرباء بتلك الحكمة. فتحنا الحديث عن الإخوان والعولمة وكيف تغيرت الدنيا من بين أيدينا حتى وصلنا إلى (مسألة جاويش) الذي حل مجلس الشورى وعطل الدستور بمبررات أن كل شيء ينحدر إلى الهاوية، كما تحدث عن أيامه في البرلمان وكيف أدى التعازي الحارة في رحيل الدكتور “حسن عبد الله الترابي”ـ وحكى عن المثيرين للفتنة وهي نائمة وقال إن بينه و”الترابي” (ملح وملاح)، وكيف بكى من القلب مع عميد الأسرة “دفع الله الترابي” على فقيدهم “الترابي”، وأشار لثبات الجماعة على الشورى والديمقراطية، وأقر بأن الديمقراطية وروحها إنما هي قيمة إسلامية وليست غربية، وامتنع عن وصف جاويش بـ(الكضاب) لكنه قال عنه بعد تعطيل الدستور وحل الشورى إنه مثل “لويس الرابع عشر” في التوجه نحو الطغيان وحكم الفرد.. فإلى الحوار المتنوع.
{ نحن في زمن انهيار اقتصادي كامل و(الحكم اقتصاد)؟
_ نحن لسنا كالمذهب الشيوعي الذي يقول إن الاقتصاد كل شيء وما جاء في القرآن أن الاقتصاد مهم وفيه أساس ولكن الأساس عندنا (الله غايتنا) والاقتصاد ليس كل شيء ولكنه الأساس والحياة عندنا عبارة عن تخصصات… وما كان المؤمنين لينفروا كافة.
{ الركيزة عندكم ليس الاقتصاد؟
– الركيزة عندنا أن نفهم الوجود وما فيه ونفهم منه تجليات الخالق، وعندنا في الحركات الإسلامية أو قل عند عامة المسلمين… الله غايتنا.
{ ومعيشة الناس؟
– مهمة جداً، ولكن الاقتصاد ليس ركناً في الدين.
{ ولكن الاقتصاد حكم؟
– بعد (الفرشة) دي ممكن نقول الاقتصاد حكم وأساس، ونحن مؤمنون أن الطير التي تغدو خماص وتعود شابعة إنما حصل لها الشبع بعد السعي وهو الطيران لمحل الرزق، وهو السعي عندنا ومعيشة الناس من واجب الدولة.
{ أنتم الإخوان؟
– الاسم دا حق “حسن البنا” من 1928 من أجل الإصلاح في أمر الدنيا بالدين طبعاً.
{ الإسلام دين ودنيا؟
– طبعاً مافي كلام، الإسلام دين ودنيا.
{ كيف تفهم العلمانية والعلمانيين؟
– دا تفكير مسطح ومكشوف لأنه ببساطة يخلو من الروح، وأنا أكره أن أكون مع أو ضد، والهداية من الله يا عالم ونحن بنشيل من المصدر.
{ كم تبقي من شعار (الإسلام هو الحل)؟
– أنا مؤمن جداً بالشعار دا وأنا (ما شايف غير كدا).
{ كيف تشرح (الإسلام هو الحل)؟
– النظرية دي الخواجة فاهمها أحسن مننا بكتير (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ).
{ هل المسيح لا يقبل منه؟
– بل يقبل منه، المسيحي واليهودي لأن معنى كلمة إسلام هو (إسلام) وجهك لله وكل الأنبياء جاءوا بكلمة واحدة هي (الإسلام)، ولا يجوز أن تنتسب وتكون بعثياً أو ماركسياً أو ناصرياً، لا يجوز أن تنتسب لبشر.
{ كيف تنظر للشعارات السياسية بمواعين دينية مثل (هي لله هي لله)؟
– إن أعطي قدره فهو خير وبركة بعثاً للهمة والنشاط، وللناس عقول يحكمون بها على الشعار هل هو مبدأ أم ادعاء، وأنا آخذ الحكمة حتى وإن جاءت من اليهود.
{ دعنا نلقي نظرة على “بابكر كرار” والاشتراكية الإسلامية التي كادت ذات يوم أن تنتصر؟
– اشتراكية “بابكر كرار” دي كانت في بداية الخمسينيات وتبعه بعض القوم، ولكن لا ينبغي أن أتبع كل ناعق، والفكرة أحياناً وجيهة ولها بريق، ولكن الله خلقنا من ضعف ويريدنا أن نكون أقوياء في كفاح الحياة فيجب أن نتقوى بأفكار من عنده، ولدينا المصدر المكين وهو إتباعك للقرآن (بفهم) ودي مهمة جداً.. بفهم.. وأن نكون صادقين حتى يقترب الظاهر من الباطن.
{ مثل حالة الشهيد “محمود محمد طه”؟
– أنا اطلعت على فكرة “محمود محمد طه” وهي غير صائبة وفيها انحراف واضح في العبادات، وقد صورها كغل وقيود تنفك منها في حالة معينة بعد التعبد، وقال بالطوفان حول قلبه.
{ هل إعدامه كان حكماً صحيحاً؟
– (هل كنت أنا القاضي)؟
{ من حيث عمره كان عمره (75) عاماً؟
– الدين واضح لا يجوز قتل النفس إلا بالحق، ودي ذاتها فصلها تفصيلاً واضحا، النفس بالنفس وفي سياق القانون والقضاء.
{ كان شيخاً كبيراً ومسناً؟
– شيخ كبير أو صغير، دا كان حكم محكمة وخلاص.
{ هل حزنت له؟
– أحزنني أم لم يحزنني ماذا يغير في الحصل، وبيني وبينك هل قتل إنسان يكون مريحاً لإنسان آخر؟!
{ هل أحزنك إعدام “محمود”؟
– من قاتل أن تكون كلمة الله العليا فهو شهيد بإذن الله.
{ كيف عزيت في “الترابي”؟
– نحن تجمعنا الأصول الجامعة وتكفينا أن نحزن لفراقه، وأخونا “حسن الترابي” جاني في وفاة والدتي بالسروراب وحينما توفي والده لم أوفق في الذهاب له، فلاقيته بقاعة الصدقة وتعانقنا، فعلق جاهل عن ندرة المشهد وظن أننا أعداء، وصنف هؤلاء هم من يوقظون الفتنة وهي نائمة.
{ كيف قدمت واجب العزاء في وفاة “الترابي”؟
– قصدت عميد الأسرة البروف “دفع الله الترابي” وبكيت معه، بكينا بشدة وبينا (ملح وملاح)، والحر من يراعي وداد لحظة.
{ من هو إمام هذا العصر؟
– من الذين أحسنوا إلينا في هذا العصر هو الإمام “حسن البنا”.
{ كنت نائب برلمان؟
– وعرفت أن البرلمان ليس مكاناً للتهليل والتكبير والتصفيق، بل هو مكان لاتخاذ القرارات في صالح الوطن والمواطن.
{ مشهور بتقديم النصيحة الحارة للسيد الرئيس… متى آخر مرة قابلته فيها ونصحته؟
– ما قريب.
{ لديكم انشقاق هو الذي به (دقينا الباب) عليكم؟
– أنا لا أحب استخدام كلمة “انشقاق” ونحن الإخوان دائماً ومن زمان عندنا مواعين تنظيم وأجهزة لاتخاذ القرارات وتنظيم العمل وترتيبه، ونحن لسنا إخوان بقدر ما أننا جماعة من المسلمين كما هي أمة محمد “صلى الله عليه وسلم” أمة من الأمم.
{ ما الذي حصل تحديداً؟
– الحصل ونحن عندنا مجلس شورى فعقد “علي محمد أحمد جاويش” مؤتمراً وحل المجلس وجاءني يبلغني بما فعله بمجلس الشورى وقراراته، فقلت له قرارات باطلة ومرفوضة ومشيت لشيخ “صادق عبد الله عبد الماجد” وأخبرته: هل جاءك “علي جاويش” وأخبرك بقراراته؟ فقال لي: لم يحصل على الإطلاق.
{ ربما ذكر لكم مبررات حله للشورى وتعطيله للدستور؟
– لم يذكر مبررات معتبرة سوى أن الأمور تسير نحو الهاوية وشاكلة هذا الكلام المثبط للهمم، وهو كلام ليس له أي سند وفي هذه المسألة كان “علي جاويش” مثل “لويس الرابع عشر”، حل المجلس وعطل الدستور وعاوز يحكم وحده.
{ أصلاً أنتم في ظل حكومة إسلامية.. ما الداعي لجسم يحمل اسم الإخوان وهم يحكمون بحزب حاكم معلوم ومفهوم؟
– مرة جاءنا جماعة من التنظيم العالمي برئاسة الشيخ “الزنداني” قال لنا ما قلته.. الآن في حكومة إسلامية وينبغي حل جماعتكم.. فقلت له: لو قامت خلافة إسلامية كاملة ما حللنا لها تنظيمنا وجماعتنا.
{ كيف كان انطباعه؟
– (ما قاعد أنتظر إجابة زول في حتة زي دي).
{ وشيخ “صادق” قال إن جاويش لم يأت له بينما “جاويش” قال لك إنه شاوره؟
– نعم، دا الحصل.
{ إذن جاويش (كذب) عليك؟
– أنا لا أقول كدا، ونحن جماعة من المسلمين شعارنا (سيفان ومصحف) فكيف نصف إخوتنا بالكذب.
{ أنتم فقط ضد أسلوب الحل وتعطيل الدستور (مش كدا برضو)؟
– والحق الذي لا تسنده قوة هو حق ضائع وعددنا “جاويش” بأسلوبه يكرس للطغيان وهو دا أسلوب الطغاة، والفردية دائماً أسلوب فرعوني والاستبداد هو الذي يضيع الأمم والشعوب، ونقول لـ”جاويش” كلمات “حافظ إبراهيم”.. يا رافع راية الشورى وحارسها.. جزاك ربك خيراً عن محبيها.
{ كيف تقرأ آية طاعة ولي الأمر؟
– أصلاً لا توجد طاعة عمياء أو طاعة مطلقة، والتي لن تكون إلا لله رب العالمين، ولا أحد يشاركه في تلك الطاعة، وطاعة الحكام العمياء هي واحدة من مصائب الزمان.
{ لماذا رفضت أن تصف “جاويش” بالكذب بينما الأمر واضح؟
– أحكم عليه أنت، ما دام شهدت أقوال الطرفين وانكشف الأمر.
{ كيف تصرفتم في الآخر؟
– أوقفت كل قرارات “جاويش” وتم تكليفي مراقباً عاماً مؤقتاً حتى انعقاد المؤتمر العام.
{ هل حضر “جاويش” ذلك الاجتماع التصحيحي؟
– دعيناه وقال لينا جاي لكنه لم يحضر.
{ وبماذا خرجتم من تلك الجلسة؟
– أكدنا فيها على كل المبادئ القديمة والمستمرة وقررنا فيها أن نعطي الراية للشباب، وقديماً قلت نفس الكلام فقالوا إنها خطبة مودع.
{ هل حددتم موعداً حاسماً لانعقاد المؤتمر العام؟
– متى ما اتفق عليه الناس، ربما في العيد الكبير، ولكن المهم أن تحديده سيكون من قرارات اجتماعات الشورى.
صحيفة المجهر السياسي
جزاك الله خيرا شيخ الحبر فـأنت انت لم تتغير ولم تتبدل نحبك والله في الله وجماعة الصحافة بحبو يقولوا الناس المابقولو نسأل الله السلامة والعافية .