منوعات

فن الاستقالة.. كيف تترك عملك بذكاء ودون مصادمات؟

سواء كنت تشعر بعدم التقدير أو سوء المعاملة في عملك الحالي، أو كنت ترى أن هذه الوظيفة لا تمنحك التقدُّم المهني الذي تتطلع إليه، أو أنك قد وجدت بالفعل وظيفةً جديدة أفضل، كلها أسباب تجعلك مُستعداً لترك عملك.

على أي حال، فإن الاستقالة خطوة ذكية في طريق التقدُّم الوظيفي، لكن الاستقالة المحسوبة والمُخطَّط لها بعناية خطوة أكثر ذكاءً.

فكيف تترك العمل بأفضل طريقة مُمكنة ودون أن تتأثر علاقاتك بمديريك أو زملائك؟

فيما يلي، نتابع معك خطوةً بخطوة الإجراءات التي يجب عليك اتخاذها قبل أن تقرر ترك وظيفتك، وأثناء التحضير للاستقالة، وحتى بعد ترك المؤسسة التي تعمل بها.

– قبل الاستقالة:

1- فكِّر جيداً في قرارك

كثيراً ما نَمُر بيومٍ سيء في العمل أو نتعرَّض لموقفٍ سلبي يجعلنا نفكر في ترك الوظيفة. كُن حذِراً من القرارات المُتهورة، وأمعِن التفكير في قرارك. استشِر الأصدقاء والعائلة، ولا تنسَ وضع العواقب الاقتصادية في الاعتبار. على الأغلب لن تكون مُتأكداً من قرارك بنسبة 100% في النهاية، فكُن مُستعداً لتقبُّل هذا الأمر أيضاً.

2- لا تترك وظيفتك دون بديل

اسأل أي مُختص بالتشغيل، سيُخبرك أنه يُفضِّل غالباً أن يوظِّف مُرشَّحين مُوظَّفين بالفعل في أماكن أخرى؛ فعملك الحالي لدى مؤسسة ما يمنحه ثقةً في أنك مؤهَل لتحمُّل المسؤولية.

أما بالنسبة لك، فستمنحك وظيفتك الحالية موقفاً أفضل عند التفاوض؛ إذ ستجعلك تطلب أجراً أعلى أو مميزات أكثر بثقة، كما سيجعلك شعورك بالأمان الوظيفي تتخذ قراراتٍ أفضل.

3- راجع شروط عقدك

تجنَّب الصَدَمات. راجع شروط عقدك الحالي لتتأكد من أنه مسموح لك أن تتعاقد مع الشركة التي حصلت على وظيفة جديدة فيها؛ فقد تنُص بعض العقود على منعك من العمل لدى جهة مُنافِسة. بمراجعة العقد، يمكنك أيضاً أن تعرف كيف يمكن تعويضك عن الإجازات المَرَضية أو الاعتيادية التي لم تستفِد بها.

4- أخبَر مديرك المُباشر أولاً

قبل أن تتقدم باستقالة رسمية إلى الإدارة، عليك أن تُخبر مديرك المباشر أولاً بنيتك ترك الوظيفة، خاصةً إذا كنت قد كوَّنت علاقةً وثيقةً معه. لا تدعه يعرف عن طريق المُصادفة أو من الآخرين؛ فذلك سيجعله يشعر بعدم احترامك له وربما بالخذلان.

5- استعد لاجتماع بشأن استقالتك

حدد موعِداً مع الإدارة لمناقشتهم في أمر استقالتك، وحضِّر جيداً للإجابة عن أسئلتهم المُتوقعة. كُن مُستعداً لاستفساراتٍ مثل: لماذا تريد ترك الشركة؟ أين ستعمل لاحقاً؟ ما هو عرض الشركة الجديدة؟ كيف عرفت عنها؟ كيف يمكن أن نستبقيك في شركتنا؟

6- استعِد لعروض استبقائك

حسناً، إذا كنت قد اتَّبعت النصيحة وحصلت على وظيفة جديدة، فالآن عليك أن تستعد لعرضٍ مُضاد لاستبقائك. ربما لا يعرض مديرك شيئاً، لكن عليك أن تكون جاهزاً في حالة إذا حاول إغراءك كي لا تترك العمل.

عادةً ما يشمل العرض المُضاد مُرتباً أعلى، أو ترقية، أو ميزاتٍ أفضل، لكنه على الأغلب يكون بمثابة مُسكِّن مؤقت. إذا كنت قد حسمت قرارك، لا تدع هذه الإغراءات تُزعزع ثقتك.

7- جهِّز خطاب استقالة

لا تكتفِ بإعلان استقالتك وجهاً لوجه وحسب، بل احرص على تقديم خطابٍ رسمي للإدارة، واحفظ تاريخ تقديمه جيداً لكي تُوثَّق فترة الإشعار وتتمكَّن من حسابها بدقة.

– الاستقالة:

1. تقدَّم باستقالتك في آخر يوم في الأسبوع

اليوم الأخير في الأسبوع هو اليوم الأفضل لتتقدم فيه باستقالتك. حبذا لو كنت تستطيع ترتيب اجتماعٍ في نهاية اليوم للإعلان عن قرارك؛ لتتجنب الشعور بالارتياب بعد مثل هذا الاجتماع. خلال الإجازة، ستتمكن من استجماع أفكارك من جديد وتحضير نفسك للأسابيع الأخيرة في العمل.

2- عبِّر عن تقديرك للفرصة وقدِّم أسباباً لمغادرتك

ابدأ حديثك بالتعبير عن تقديرك للفرصة التي مَنَحتها لك الشركة، سواء أكان ذلك في اجتماعٍ أم في خطاب بشأن الاستقالة. دائماً هناك أمر إيجابي يمكن ذِكره، مثل: “لقد كانت شركة *** بيئةً رائعة للتعلُّم والتطوُّر المهني”.

بعدها، يمكنك توضيح أسبابك لترك العمل؛ فالمديرون الجيدون يحبون أن يعرفوا ما الذي كان يمكنهم فعله على نحوٍ أفضل للحفاظ على موظفيهم. ليس الحديث هنا عن طرق يمكن استبقائك بها، وإنما عن تقييمك للبيئة التي عملت فيها.

3- اترك مُهلة طويلة قدر الإمكان

عادةً يعطي الموظفون الإدارة أسبوعين مُدة إخطار بالاستقالة. تُعتبر هذه فترة مناسبة ومقبولة في معظم مجالات العمل، لكن إذا كنت تستطيع مَد تلك المُهلة لتصل إلى أربعة أسابيع مثلاً، فستُقدر لك الشركة هذا التعاون والشعور بالمسؤولية؛ إذ ستمنحها فرصةً أفضل لاختيار مُترشحٍ جيد للعمل بدلاً منك، وبالتالي، انتقال أكثر سلاسة.

4- قُم بمهامك بشكلٍ طبيعي أثناء فترة الإشعار

تذكَّر أنك مُلزم بكافة مهامك المعتادة حتى آخر ساعة في اليوم الأخير في فترة الإخطار. لا تبدأ في عَد الأيام المُتبقية، بل اعمل بكامل طاقتك واترك انطباعاً جيداً عنك قبل أن تغادر.

5- اترك ملاحظات ودرِّب بديلك جيداً

اترك ملاحظات مُفصَّلة عن طبيعة مهام عملك وكيف أديتها، ووثِّق ما فعلت عندما كنت في منصبك، لكي يستعين الموظف التالي بهذه المواد.

إذا تم تعيين هذا الموظف أثناء فترة الإشعار، فاحرص على تدريبه جيداً وتعليمه كل شيء عن العمل. طالما التزَمَت الشركة بواجباتها تجاهك، فالآن عليك أن تترك وظيفتك في أيدٍ أمينة.

6- لا تكن صدامياً

من السهل أن تتصرف دون اكتراث عندما تكون بصدد الاستقالة؛ فربما تهمل مهامك أو تتحدث بطريقة سلبية عن المديرين أو الموظفين أو الشركة، لكن فكِّر جيداً في العواقب، وضع في الاعتبار أن مديرك سيكون أحد هؤلاء الذين يتم الاتصال بهم وسؤالهم عنك قبل اختيارك لوظيفة جديدة.

7- رتب مع الإدارة كيف ستعلن قرارك

من أهم العوامل التي تحدد إذا كنت ستترك وظيفتك مُخلِّفاً انطباعاً جيداً عنك هو كيف سيعرف الآخرون باستقالتك. هذا هو ما عليك الاستفسار بشأنه خلال حديثك مع الإدارة. احرص على أن تعرف كيف يريدون إخبار بقية الزملاء بقرارك، ولا تُخالف الطريقة التي تتفقون عليها.

8- لا تأخذ شيئاً من مقر العمل سوى مُتعلقاتك الشخصية

كل ما في مقر العمل يُعتبر “عُهدة”. مع الوقت ربما تختلط مُتعلقاتك بممتلكات الشركة، لكن احرص على أن تتحقق بدقة من إرجاع كل الأشياء التي تسلمتها عند تسلمك للوظيفة، ولا تأخذ شيئاً لا يخُصك مهما كان بسيطاً.

– بعد الاستقالة:

1- لا تتحدث بسوءٍ عن الشركة أو أي من طاقم الإدارة أو فريق العمل

ربما تشعر بالرغبة في الحديث مع مديرك أو فريقك الجديد بشأن شركتك السابقة أو زملائك القدامى، خاصةً إذا كنت قد تركت وظيفتك بسبب مشكلة مع شخص ما أو تحفُّظ تجاه تفاصيل العمل.

ليست هذه فكرة جيدة على الإطلاق؛ فأيٌ مَن كان مَن تتحدث إليه، سيقفز ذهنه فوراً إلى تخيُّل أحاديثك المُستقبلية مع زملائك التاليين عند تركك لهذه الوظيفة الجديدة. لا تدع انطباعاً يتسرَّب عنك أنك كثير النميمة، أو أنك تميل إلى الإساءة للشركات التي تعمل فيها.

2- ابقَ على تواصل

لا أحد يعرف ماذا قد يحدث غداً، أليس كذلك؟ بما أنك تعمل في المجال نفسه، أو حتى إذا غيَّرت مجالك، قد تُصادف فرصةً جديدة تجمعك بمديرك السابق أو أحد زملائك في الشركة التي كنت تعمل بها. لذلك، احرص على إبقاء الوِد موصولاً.

قد تُصعِّب ظروف الحياة ذلك، خاصةً مع احتياجك لتثبيت أقدامك في وظيفتك القديمة. في هذه الحالة، يمكنك الاعتماد على وسائل التواصل المهني، مثل موقع LinkedIn، أو أي من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.

تذكَّر دائماً أن الكلمات الأخيرة هي التي يدوم وقعها في الآذان، فلا تترُك خلفك إلا انطباعاً طيِّباً.

هافغنتون بوست