سياسية

تجدد الاشتباكات في جنوب السودان رغم إعلان كير وقف إطلاق النار ولا توجد اماكن لحفظ الجثث

تجددت الاشتباكات بين الطرفين المتنازعين في جمهورية جنوب السودان مساء الاثنين بالرغم من الأوامر التي أصدرها الرئيس سالفا كير ميارديت وتقضي بوقف إطلاق النار.

وقال شهود عيان تحدثوا لبي بي سي إنهم سمعوا إطلاق رصاص كثيف في عدة مناطق من العاصمة جوبا.

وأوضحوا ان إطلاق النيران تركز حول مقر نائب الرئيس رياك مشار الواقع بالقرب من مقر بعثة حفظ السلام.

واكد ريتشارد البينو وهو من سكان العاصمة جوبا ان الاشتباكات تجددت بعد الهدوء النسبي الذي ساد العاصمة منتصف نهار الاثنين قائلا ” كنّا مختبئين داخل منازلنا وسمعنا اصوات الرصاص من مناطق متفرقة وسرعان ما وقعت قذيفة بالقرب منا ولم يَصْب احد”.

واضاف “بعد قصف وتبادل لإطلاق النار استمر لساعات في الصباح شهدت العاصمة هدوءا نسبيا وتوترا حذرا في منتصف النهار ولكن القتال تجدد مرة اخرى في نهاية اليوم “.

في هذه الأثناء ، كشفت مصادر طبية عن وصول عشرات الجثث الى مستشفى جوبا التعليمي.

وقالت المصادر إن معظم الجثث تعود لمدنيين أصيبوا بالرصاص في مناطق متفرقة من اجسادهم وإن هناك تكدسا شديدا في مشرحة المستشفى بسبب كثرة الجثث التي تصل تباعا منذ ثلاثة ايام وعدم وجود أماكن لحفظها”.

وقف إطلاق النار

وأصدر كير أمرا عصر الإثنين بوقف اطلاق النار في العاصمة جوبا بعد ايام من المعارك بين قواته وقوات موالية لنائبه الاول ريك مشار.

وتجددت المعارك قبل ايام بين طرفي النزاع بعاصمة جمهورية جنوب السودان جوبا، رغم نداء مجلس الأمن بوقف القتال.

وسمع صوت تبادل اطلاق النار من الأسلحة الثقيلة، والدبابات والطائرات العمودية وقذائف الهاون بين طرفي النزاع.

وقتل المئات، في الأيام الأخيرة، عندما اندلعت معارك بين القوات الموالية للرئيس، سالفا كير، وأنصار نائبه، ريك مشار.

وأعلن كير أنه مستعد للتعاون مع مشار ومواصلة العمل معه كما كان في السابق.

وقال شهود إن أعمال نهب اندلعت في عدد من احياء جوبا يقوم بها الجنود.

التوزيع الإثني في جنوب السودان

جنوب السودان
جنوب السودان

وقال لادو ديفيد موريس عامل الإغاثة إن الجنود يتظاهرون بأنهم ينظمون دوريات في عدد من الاحياء ويقومون باقتحام ونهب البيوت التي يتأكدون من انها خالية.

وطالت القذائف وإطلاق النار مدنيين ومجمعات تابعة للأمم المتحدة، وهو ما اعتبره مجلس الأمن أمرا قد يشكل جريمة حرب.

وشرعت العديد من الدول في إجلاء دبلوماسييها وعمال الإغاثة من البلاد.

وهناك مخاوف من أن تؤدي هذه المعارك إلى عودة حرب الأهلية المفتوحة إلى جنوب السودان، الذي تمزقه الخلافات السياسية والنعرات العرقية.

وأكدت وسائل اعلام صينية مقتل اثنين من الجنود الصينيين العاملين ضمن قوات حفظ السلام في جوبا علاوة على إصابة عدد أخر.

وتعد هذه التطورات خرقا لاتفاق السلام الذي أبرم في ديسمبر/ كانون الأول 2013، بهدف إنهاء الحرب الأهلية، بعدما اتهم سيلفا كير نائبه رياك ماشار بالتخطيط لانقلاب عسكري عليه.

تزامن تجدد المعارك مع سقوط أمطار غزيرة وهبوب عواصف هوجاء على العاصمة جوبا، ضاعفت معاناة المدنيين، الذين هربوا من مساكنهم، خوفا على حياتهم.

ودعا مجلس كنائس جنوب السودان إلى الهدوء، قائلا: “ندين جميع أعمال العنف دون استثناء، وانتهى وقت حمل السلاح واستعماله، وحان الآن وقت بناء وطن موحد”.

وحض مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، جيران جنوب السودان على المساعدة في إنهاء المعارك المتجددة، داعيا إلى نشر المزيد من قوات حفظ السلام.

وطالب المجلس كلا من سالفا كير ورياك مشار بضبط قواتهما.

وقالت واشنطن إنها أعطت تعليمات بإجلاء عامليها غير الضروريين من البلاد، ودعت طرفي النزاع إلى “منع قواتها عن المزيد من القتال”، وإعادتها إلى الثكنات، وتجنب المزيد من العنف وإراقة الدماء”.

وعلقت شركة الطيران الكينية رحلاتها إلى جوبا، متذرعة “بالاضطرابات الأمنية” في البلاد.

وتشهد جنوب السودان موجات متكررة من العنف والأزمات السياسية، منذ إعلان الاستقلال عام 2011، ولم يفلح اتفاق السلام الموقع عام 2015 في إنهاء النزاع، وإنشاء حكومة وحدة وطنية.

وأسفرت الأعمال العنف عن مقتل عشرات الآلاف، وهجرت نحو 3 ملايين شخص من ديارهم، بينما تركت 5 ملايين آخرين يعيشون على الإعانات الإنسانية.

وتزامن النزاع السياسي وتصاعد أعمال العنف مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في جنوب السودان، إذ انهارت قيمة العملة الوطنية، متسببة في تضخم متزايد، لم تعد الحكومة قادرة على التحكم فيه.

وتدهورت الصناعة النفطية، التي هي أساس اقتصاد البلاد، وانعكس تأثيرها على المدن والقرى التي أصبحت غير قادرة على الحياة.

بي بي سي