«شويكار».. قصة حب فؤاد المهندس حتى الرحيل
أسئلة متعددة تتبادر إلى الأذهان، عندما نشاهد أحد الأعمال التي جمعت الراحل “فؤاد المهندس” بـ”شويكار” لماذا كان الفراق؟ ولماذا ظل “فؤاد” باحثًا عن “شويكار” في كل فتاة يراها؟ ولماذا رفض الزواج بعد انفصالهما؟ هل سحرت له فأغلقت قلبه عليها؟ بالطبع لا؛ فعقليتها وبيئتها التي تربت بها لا تسمح لعقلها بالتفكير في مثل هذه الأفعال، هل انفصلت عنه كي تعذبه؟ بالطبع أيضًا لا؛ فقد ظلت قريبة منه تسانده في كل المواقف، إذا ما هو سر تعلقه بها رغم زواجها من غيره؟
إنه الحب الذي سكن قلب الأستاذ لتلميذته؛ فظل شاعرًا بمسئوليته نحوها رغم الفراق؛ فربما انطفأ حبه كرجل لها كامرأة، لكن حب الأستاذ لتلميذته ظل متوهجًا ومشتعلًا.
بدأت قصة حبهما، بترشيح الفنان عبد المنعم مدبولي، لـ”شويكار” للعمل في مسرحية “السكرتير الفني”، وعلي الرغم من أن “فؤاد المهندس” لم يشاهدها إلا في الأدوار الجادة، إلا أنه اقتنع بترشيح أقرب أصدقائه، وبمجرد أن وقفا على خشبة المسرح سويًا، خطفت قلبه ووقع في حبها.
وعلي الرغم من أن عوائق زواجهما كانت كبيرة؛ فهو رجل متزوج وهي سيدة أرملة، إلا أن الحب دفعه ليطلب منها الزواج، أيضًا، على خشبة المسرح، وبعد أن انتهيا من تصوير فيلم “هارب من الزواج” ذهبا إلى المأذون ليتوجا قصتهما بالزواج.
بعد ذلك، تحولا إلى أشهر ثنائي فني ناجح، فتشاركا في بطولة العديد من الأعمال الفنية من بينها:” “أنا وهو وهي، أنا فين وأنتي فين، حواء الساعة 12، سيدتي الجميلة”، اعترافات زوج، اقتلني من فضلك، أخطر رجل في العالم، إجازة غرام، مطاردة غرامية، الراجل ده ح يجنني، أشجع رجل في العالم، شنبوه في المصيدة، أرض النفاق، العتبة جزاز، أنت اللي قتلت بابايا، ربع دستة أشرار، سفاح النساء، شلة المحتالين، مدرسة المراهقين”.
ولكن فجأة ودون مقدمات، وقع الطلاق بينهما، وهنا قالت “شويكار”: “القسمة والنصيب وكان لازم ننفصل.. لم يكن يغار عليّ لكن كان ممكن يغار مني”. في حين قال “المهندس”، “لم أستطع وضع حد للمتاعب التي عشتُها معها منذ سنة، وحتى الآن لم أستطع جعلها شريكة العُمر والعمل، زوجة عادية في البيت أو زميلة معقولة في المسرح”.
أراد “فؤاد” أن يكون هذا الانفصال زوجيا وفنيا معًا؛ فأعلن في الجرائد أنه سيقيم مسابقة لاكتشاف وجه جديد يشاركه في أعماله المسرحية، وبالفعل تقدم نحو 30 فتاة للتمثيل، لم ينجذب من بينهن سوى لفتاة تدعى “سامية”.
وعلي الرغم من تدخل الأقارب والأصدقاء للصلح بينهما، إلا أن “فؤاد” اصر على أن الصلح سيكون على الصعيد الشخصي والزوجي، وأنه سيظل يبحث عن وجه جديد للعمل معه في المسرح.
ولكن الغريب في الأمر، أنهما انفصلا، مرة أخرى، وهنا قرر “فؤاد” عدم السماح لأي سيدة باتخاذ مكان “شويكار” في المنزل أو العمل، وظل الثنائي محافظًا على علاقة الود والصداقة بينهما، حتى أن “شويكار” كانت تلازمه في آخر أيامه، وقالت بعد رحيله: “فؤاد كل شيء في حياتي فهو الحبيب والصديق والزوج والأخ والمعلم، فإذا لم يكن الحب الأول في حياتي فإنه الحب الأخير، وأعتقد أني كنت الحب الأول والأخير في حياته.. حتى عندما انفصلنا استمرت علاقتي به حتى آخر لحظة في حياته”.
بوابة فيتو