غضب تونسي على أبوين يحبسان طفليهما للحفاظ على الوظيفة
أثار مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حفيظة التونسيين الذين هالهم حال طفل وأخته، المحبوسين في غرفة، من طرف والديهما.
وتعوّد الوالدان أن يتركا كل صباح ابنيهما الصغيرين في غرفة، طفل (4 سنوات)، وبنت رضيعة (8 أشهر)، ويحكمان غلق الباب، ويذهبان إلى عملهما.
ويبقى الطفلان طوال فترة عمل والديهما في الغرفة محبوسين، حتى يعودا مساءً، والسبب يعود إلى أنهما يشقيان من أجل لقمة العيش، ولكنهما في ذات الوقت، لا يهتمّان بما يمكن أن يحصل للطفل وأخته خلال غيابهما.
وظهر في مقطع الفيديو، الذي صوّر الغرفة من الخارج، كيف يصيح الطفل الصغير، من وراء الباب، وهو ينادي “يا تاتا.. يا تاتا.. يا عمّي”، دون أن تجد كلماته صدى ورحمة.
وأكد الجيران أنّ العائلة تعيش ظروفًا اجتماعية صعبة، وهو ما جعلهما يتركان طفليهما لوحدهما طوال اليوم، برغم المخاطر التي يمكن أن تحدق بهما.
وقد تدخل المندوب العام للطفولة مهيار حمادي، وتمّ التدخّل باستعمال القوة العامة لإخراج الطفلين من تلك الغرفة، وتمّ إيواؤهما في مركز خاص، إلى جانب فتح بحث يخص حالة الوالدين الاجتماعية.
وأسف الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لحصول مثل هذه الحالات، وغياب الدولة عن حماية الطفولة في حالات تستحق التدخل السريع، فقالت آمال علي “ما كان يجب أن يحصل.. شيء يقطّع القلب”.
وتفاعلت انتصار مع هذه الحالة الاجتماعية، وقالت: “الوالدان مخطئان، ما في ذلك شك، ولكن الأكيد أنّ الظروف الصعبة هي التي جعلتهما لا يهتمّان كثيرا بابنيهما..”.
وقالت رنيم “هل تعتقدون أنّ أمًّا تتخلّى عن رضيعة بهذه السهولة، إذا لم تكن تحمل وزرًا على كتفيها”.
وأكد أغلب المتدخّلين أنّ الظروف الاجتماعية الصعبة جدًّا للأبوين كانت حاسمة في هذه الحالة، ونادوا بضرورة تدخّل الدولة وحماية الأطفال، حتى من والديهم”.
ولام البعض جيران هذه العائلة عن سكوتهم، وعدم تدخلهم، سواء لمساعدة العائلة، أو لحماية الطفلين البريئين.
وقال آخرون “ما من سبب وراء مثل هذه الحالات سوى الجهل، أوّلًا، والخصاصة، ثانيًا”.
إرم نيوز