بماذا وصف بوب ديلان كوكب الشرق أم كلثوم؟
رغم الصخب الذي أحدثه فوز المغني الأميركي بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب والانقسامات التي حدثت بعد هذا الفوز، إضافة إلى وضعه الحالي مع الجائزة التي مازال يدير ظهره للقائمين عليها وتحوم الشكوك حول سفره إلى استوكهولم لاستلام قلادتها الذهبية، إلا أن العرب احتفوا بهذا الفوز أكثر من ديلان نفسه الذي تخبئ قصته جانباً مضيئاً بالنسبة لهم، حين عرفوا أنه أحد المعجبين بكوكب الشرق أم كلثوم، ولا يسأل عن الأغنية العربية إلا وتكون الإجابة على طرف لسانه مردداً اسمها ومحتفياً بسيرتها.
وأثناء البحث عن سيرة المطرب الشعبي والشاعر الثوري ديلان الذي يعد أول موسيقي يحصل على جائزة نوبل، تم العثور بين الأنقاض على حوار قديم معه يعود إلى العام 1978 في موقع interferenza قال فيه “أنا أحب الاستماع إلى الموسيقى الشرق أوسطية”، وعند سؤاله لمن تستمع هناك أجاب: “أم كلثوم .. هي مطربة مصرية عظيمة استمعت إليها أول مرة أثناء زيارتي إلى القدس”، وعند سؤاله عن أشهر المطربين في القدس التي زارها، قال: “أعتقد أن أم كلثوم هي الأشهر في الشرق الأوسط، وقد كانت تغني مع والدها في الابتهالات الدينية، ثم سمح لها بالغناء باستخدام الطبلة، ومن ثم استعملت الكمان، هي ميتة الآن، ولكنها فنانة عظيمة.. حقاً عظيمة”.
بوب ديلان
ولم يتوقف إعجاب ديلان عند هذا الحد، بل ذكر المؤلف الغنائي “Robert Froster” في عموده بمجلة “Monthly” الأسترالية قصة تثبت مدى شهرة أم كلثوم في الأوساط الغربية، ومدى محبة ديلان لها، حيث سرد قصة تعود أحداثها إلى العام 1969 عنما تواجدت المطربة اليونانية ذائعة الصيت “Nana Mouskouri”. في نيويورك من أجل صناعة ألبوم ” The Girl from Greece Sings” وذهبت إلى حفلة التقت فيها بالمغني بوب ديلان الذي باغتها بسؤال: “من هو مطربك المفضل؟” فأجابت على الفور: “أم كلثوم”، يقول المؤلف الغنائي Robert froter حينها “صعق ديلان” لأنه أيضاً عاشق لأم كلثوم، و”Nana” ليست أي مطربة فهي بحسب “ويكيبيديا” أكثر مطربة مبيعاً في التاريخ بـ4.4 مليار نسخة طوال 5 عقود.
وأيضاً انتشر مؤخراً تسجيل صوتي على موقع “sound cloud” يصف فيه ديلان الحب العظيم والأثر العميق الذي تركته الراحلة أم كلثوم في نفوس الجماهير التي شيعتها وطافت بها شوارع القاهرة لمدة 3 ساعات، ورغم مضي سنوات طويلة على رحيلها إلا أنها مازالت الأكثر حضوراً وتميزاً، على حد وصفه.
صوت أم كلثوم الذي تسلل عبر مسامع ديلان وسرى في دمه طيلة هذه السنوات يحتم على محبيه حثه على استلام جائزة نوبل وإهدائها إلى روح “كوكب الشرق” وكل المطربين العظماء الذين استمد إلهامه من موسيقاهم. وحتى لا تسجل ذاكرة الجائزة موقفاً عدائياً من الموسيقيين تجاهها.. فهل يفعلها؟
العربية نت