دليلك للنجاة ماديًّا في ظل أوضاع اقتصادية صعبة
تشير أرقام البنك الدولي، ومنظمة العمل الدولية، إلى أن واحدًا من بين كل ثلاثة شباب في العالم العربي، إما عاطل عن العمل، أو لم يحصل على التعليم المناسب للالتحاق بسوق العمل.
وتشير بعض الدراسات كذلك، أن نسبة البطالة في دولة مثل مصر، قد تصل إلى 40% من مجمل القوة العاملة. هذا الوضع ينسحب بالطبع على معظم بلدان العالم العربي، التي تعاني من اضطرابات سياسية وأمنية، أثرت بشكل كبير ومباشر في الوضع الاقتصادي.
أدى هذا الوضع الاقتصادي، ليس فقط إلى فقدان عدد كبير من الشباب لوظائفهم اليومية، ولكن كذلك إلى زيادة حالات الانتحار بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين منتصف العشرينيات، ومنتصف الثلاثينيات.
ويستمر منحنى البطالة في الصعود حتى يصل إلى الفئة العمرية الأكبر، والتي تمتلك عائلات، ولديها طفلان أو ثلاثة، فهؤلاء أيضًا يعانون من وضع اقتصادي صعب، بخاصة في ظل زيادة المتطلبات اليومية، وضغط الحالة الاجتماعية.
فكيف اعتاد الناس حول العالم، النجاة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وماذا يُمكنك أن تفعل حتى تضمن لعائلتك حياةً كريمة، ومُستقرة؟
توقف عن شراء ما يمكنك إعداده في المنزل
تطبيق هذه القاعدة البسيطة قد يوفر عليك ما يصل إلى 10٪ من نفقاتك الشهرية. وتنطبق هذه القاعدة على الكثير من الأمور، لكنها تبدو بشكل واضح في شراء الأطعمة والمشروبات، على سبيل المثال، القهوة والعصائر وحتى طعام الأولاد في المدرسة.
وتقول القاعدة، إنه في المتوسط يمكنك توفير ثلثي ما تنفق على شيء معين، إذا قمت بإعداده في المنزل. بعض الناس كذلك يدفع بشكل مستمر لخدمات مثل كي الملابس، وغسيل السيارة، وتوصيل الطعام إلى المنزل، هذه المصروفات تُمثّل ثقبًا في ميزانيتك الشهرية، ويجب عليك التعامل معه بجدية إذا أردت الاقتصاد في الإنفاق.
وظيفتك ليست بعيدة عن تأثيرات الأزمة الاقتصادية
الأزمات الاقتصادية تعني تقلص في حركة البيع والشراء، ما يجبر أصحاب الأعمال على تسريح أكبر عدد ممكن من العاملين بالشركة.
قد تعتقد أن هذا القرار بعيد عن منصبك الحالي، لكن لا بأس بالاستعداد للأسوأ، فعليك من الآن البحث عن بدائل في حالة فقدت وظيفتك.
أحد البدائل الفعالة، القيام بإنشاء عمل حر خاص بك، والإنترنت قد يُمثّل منصة جيدة يمكنك من خلالها كسب المال، وعليه أيضًا عدد مواقع لتعليمك كيف تقوم بالأمر.
أما إذا لم تكن تفضل بناء عمل خاص بك، فعليك البحث عن وظيفة أخرى من الآن، أرسل سيرتك الذاتية لمن تعرف، وأخبرهم أنك تبحث عن فرصة أفضل، ربما يأتيك عرض من شركة ما براتب أفضل من راتبك الحالي.
التوفير في استهلاك الطاقة
بعض العادات البسيطة في المنزل، قد تساعد على توفير جزء ليس بقليل من النفقات الشهرية، مثل إطفاء الأنوار، وإغلاق المكيف في حالة عدم التواجد في الغرفة، وحتى إغلاق الحاسوب الخاص بك عندما لا تستخدمه.
ضع قائمة في مكان بارز بالمنزل، بالأمور التي يجب على الجميع اتباعها للتوفير في استهلاك الطاقة يوميًّا، ويمكنك تشجيع أفراد العائلة من خلال إخبارهم بالمبلغ الذي تم توفيره شهريًّا بسبب حرصهم في استهلاك الطاقة.
المواصلات العامة قد تكون حلًّا جيدًا
يختلف هذا الوضع من مدينة إلى أخرى، لكن في بعض المدن المواصلات العامة قد توفر عليك الكثير من الأموال إذا ما استخدمتها بدلًا من سيارتك الخاصة.
قد لا يكون هذا الحل مناسب لك بسبب وضع المواصلات السيئ في مدينتك. في هذه الحالة حاول التخطيط لرحلاتك اليومية. على سبيل المثال يمكنك شراء حاجات المنزل في طريق العودة من العمل بدلًا من الذهاب في رحلة خاصة لشرائها.
يمكنك كذلك التأخر في العمل قليلًا لتستطيع اصطحاب الأولاد في طريق العودة بدلًا من دفع اشتراك شهري لحافلة المدرسة. حاول أن تبذل بعض الوقت في التخطيط لرحلاتك اليومية حتى تقلصها للحد الأدنى الممكن.
اتبع قاعدة الادخار دائمًا
حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة، عليك ادخار ما لا يقل عن 10% من راتبك الشهري. قد يبدو هذا مبلغ قليل مقارنة بالظروف التي قد تطرأ في المستقبل.
وليس الهدف هنا الادخار من أجل الاحتفاظ بالمال، لكن عليك أخذ خطوة أبعد والبدء في استثمار هذا المال في مشاريع مدرة للربح. هناك الكثير من المشاريع التي تتميز بعائد كبير ونسبة مخاطرة قليلة نسبيًّا، مثل قطاع العقارات.
إذا قررت الاحتفاظ بالمال وعدم استثماره، فالبديل أن تقوم بشراء الذهب حتى تتجنب التدهور المستمر في أسعار العملة المحلية.
الوضع الاقتصادي الصعب لا يعني عدم توافر فرص عمل
الحقيقة أنه في كثير من الأحيان، يكون تدهور الاقتصاد، بخاصة في الدول التي تعاني من أزمات سياسية، فرصة لرواد الأعمال لاستغلال الفرصة، وتوفير الخدمات التي لا تستطيع الدولة توفيرها.
ويسمح انسحاب الدولة من العديد من القطاعات، لرواد الأعمال بتوفير خدمات بديلة للمواطنين، خاصةً في قطاعات مثل النقل والخدمات الأساسية. تحتاج تلك الفرص إلى من يقتنصها، ويعمل على بناء نماذج أعمال تستفيد من الوضع الحالي لخدمة عملائه.
ساسة بوست