الأمن يواصل مصادرة صحف سودانية
واصل الأمن السوداني، يوم السبت، مصادرة الصحف، إذ صادر للمرة الثانية صحيفة “الصيحة” بعد طباعتها من دون إبداء أية أسباب، بينما سمح لأربع صحف أخرى طاولتها المصادرة بالصدور بعد ثلاثة أيام من المصادرة المتتالية.
وتفاوتت الخسائر المادية للصحف المصادرة بين 60 ألفاً و300 ألف جنيه.
وتعرضت نحو خمس صحف سودانية للمصادرة، منذ الأحد الماضي، إذ تزامنت الخطوة مع تنفيذ سودانيين لحالة عصيان مدني دعا إليه ناشطون.
ولم ينجح الإضراب الذي قام به صحافيون، يوم الأربعاء الماضي، في الضغط على الأمن لإيقاف المصادرات.
وبدأ الأمن سياسة مصادرة الصحف بعد طباعتها بيوم واحد، وذلك عند تجاوزها ما يراه خطوطاً حمراء، وهي خطوط يترك للصحافيين التكهن بها.
وقالت إدارة صحيفة “الصيحة” إن الأمن صادر عدد اليوم من المطبعة، بعد اكتمال طباعة جميع النسخ، وأكدت أن الخطوة تمت لليوم التالي.
ورجح صحافيون أن يكون سبب مصادرة الصحيفة مقال خطه رئيس مجلس إدارتها ومالكها، الطيب مصطفى، عمد فيه إلى انتقاد خطوات الأمن بالتضييق على الصحافة ومصادرة المطبوعات، فضلاً عن الهجمة التي تواجه القنوات الفضائية المحلية.
واعتبر أن ما يحدث فوضى استغل خلالها غياب الرئيس، عمر البشير، عن البلاد، إذ تزامنت المصادرات مع وجوده في دولة الإمارات والتي أنهى زيارته إليها الخميس. وقال مالك الصحيفة، وهو خال الرئيس: “نحن في حاجة ماسة لعودة الرئيس لتصحيح المسار”.
وسخر صحافيون من مالك الصحيفة لأنه حاول إرسال إشارات بأن الرئيس البشير قد يكون مغيباً عن تلك الإجراءات. ورأوا أن إقدام الأمن على مصادرة الصحيفة تأكيد على تأييد الرئيس للخطوة، خصوصاً أنه أبدى في أكثر من مناسبة تذمره من الصحف وانتقدها علناً، وأيد الإجراءات العقابية التي تواجه بها من قبل الأمن.
وقال رئيس تحرير صحيفة “التيار” عثمان ميرغني إن خسائر صحيفته جراء المصادرات لثلاثة أيام متتالية، حتى الخميس الماضي، وصلت إلى 300 ألف جنيه، بينما أكد رئيس تحرير صحيفة “الجريدة”، أشرف عبد العزيز، والتي لاقت ذات المصير الأسبوع الماضي، أن خسائر الصحيفة في اليوم الواحد بلغت نحو عشرين ألف جنيه، إذ تطبع 12 ألف نسخة منها.
العربي الجديد