عدنان يوسف: ترامب “يحسب الفلس” وجاستا سيتعدل.. ومصر تحتاج أكثر من التعويم
قال عدنان يوسف، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة البركة، إحدى أكبر المجموعات المصرفية الإسلامية في العالم، إن الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، لن يبدل في العلاقات القائمة مع الخليج، خاصة وأنه رجل أعمال يقدم المصالح الاقتصادية. كما كشف، في مقابلة مع CNNبالعربية، أن البنوك العربية لم تأخذ قانون “جاستا” بعين الاعتبار حتى الآن، ورأى أن قرار تعويم الجنيه بمصر يحتاج إلى خطط إصلاحية أكبر، وتحدث عن مستقبل توسعات البركة عالميا.
مواقف يوسف جاءت في الجزء الثاني من حوار CNN بالعريبة معه حول التطورات الاقتصادية في المنطقة والعالم بعد جزء أول شهد تركيزا على أوضاع السعودية والخليج (شاهد المقابلة)
ترامب والاقتصاد العالمي
وحول نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية ووصول الرئيس دونالد ترامب وما يحمله برنامجه من طروحات قد تكون مقلقة بالنسبة للتجارة العالمية قال يوسف إن الكثير من الشعارات التي تطرح أثناء الحملات المماثلة لا تصمد أمام التطبيق، خاصة وأن العلاقات بين أمريكا وأوروبا وسائر العالم أكبر بكثير من أي خطوة تقود للحد منها، خاصة أن التأثير سيطال الجانبين.
وتابع يوسف بالقول: “أما بالنسبة للعلاقات الأمريكية مع دول الخليج، فأنا أعتقد أن علاقة الجمهوريين لطالما كانت جيدة مع دول الخليج، في حين كانت العلاقات مع الحزب الديمقراطي أحياناً تمر بحالة فتور. الأمر الثاني الذي نشهده في وقتنا الحاضر، هو تأهل رجل أعمال ناجح للفوز بالرئاسة، ولديه ثروة طائلة، ونحن أمام فرصة لرؤية نظرة رجال الأعمال للسياسة ولتحريك الاقتصاد.”
وتوقع يوسف أن يركز ترامب خلال ولايته على الملفات الداخلية خاصة وأنه كان خلال حملته يركز على التقدم في البنية التحتية الخليجية مقارنة بما في أمريكا مثلا، واستطرد بالقول: “علاقتنا مع أمريكا علاقة قديمة وسوف تكون جيدة، ولا يوجد خطأ أن تنظر كل دولة لمصالحها. أمريكا دولة كبيرة، ولها تأثير مباشر وغير مباشر في منطقتنا والعالم. لذا يجب أن يكون هنالك نظرة مستقبلية وأن نشجع كذلك على العمل المشترك
وأضاف: “ترامب رجل أعمال وليس موظف دولة، وهو يفهم الحياة الاقتصادية، ونحن نقول باللهجة الخليجية: يحسب الفلس، وبالتالي لن يقوم بتبذير الأموال في جميع الاتجاهات، وسيبدأ مهامه في يناير 2017، وأرجو أن تكون سنة خير، فالسنوات الثلاث الأخيرة كانت صعبة علينا”
وردا على سؤال حول ما قد تتعرض له المصارف العربية بحال طُلب منها تطبيق قانون “جاستا” الأمريكي الذي قد يتيح مقاضاة حكومات مثل السعودية، كشف يوسف أن اتحاد المصارف العربية ناقش في جلسة بمؤتمر له قبل أيام هذه القضية مضيفا: “البنوك العربية إلى الآن لم تأخذ هذا الموضوع في عين الاعتبار، لأنها تنظر إلى ردة فعل الدول. القانون مازال في بدايته، وأعتقد أنه سيعاد صياغته لأنه أثار استغراب دول مثل فرنسا، وهو سيفتح الباب أمام تطبيقه على أمريكا نفسها.”
مصر وتعويم الجنيه
وعن الخطوة المصرية الأخيرة بتعويم الجنيه وتأثيراتها المتوقعة على الاقتصاد قال يوسف: “يجب أن نأخذ الاقتصاد المصري ككل، ويجب أن تكون الإصلاحات عن طريق حزمة وليس فقط عن طريق تبديل سعر الجنيه أمام الدولار، فإذا نظرت لمشكلة واحدة، فلن تحل كل مشاكل الاقتصادية كاملة لأنها مترابطة، فيجب أن يكون هناك بالتالي حزمة اقتصادية متشابكة.”
ولفت يوسف إلى ما تعرض له الاقتصاد المصري مؤخرا من حالة جمود بسبب الثورات والتغييرات وتراجع الصادرات وانخفاض أرباح قناة السويس والسياحة، ما يعني أن العودة للنمو لن تحصل بين ليلة وضحاها، بل قد تستغرق قرابة ثلاثة أعوم لتظهر نتائجها الملموسة بحال بدأت عجلة الاقتصاد تدور بشكل فعلي. مذكرا بأن الاقتصاد المصري لديه قدرات جيدة وقد كان قبل سنوات يسير بشكل متواز مع نظيره التركي قبل أن تتبدل الظروف السياسية بالمنطقة بسبب “الربيع العربي.”
وطالب يوسف الحكومة المصرية باتخاذ خطوات لتعزيز دور القطاع الخاص وتشجيع المستثمرين الخارجيين على الدخول إلى السوق المصرية. ورد على سؤال حول مدى فعالية تطبيق برامج صندوق النقد الذي وافق مؤخرا على قرض كبير لمصر بالقول: “الدول ىتقترض لحاجتها التدفقات النقدية والتي تستمر لسنتين أو 3 أو 4 سنوات، ثم يبدأ العجز بالانخفاض في هذه التدفقات النقدية حسب خطة معينة وتبدأ بأخذ منحى إيجابي، وهذا أمر لا يوجد خطأ فيه. جزء من المبلغ الذي تم اقتراضه من الصندوق سيسدد بعض من المديونيات، منها مديونيات لوكالات تابعة للصندوق، هذا أمر عادي، لكن الأمر الأهم هو توجيه جزء من المبالغ لاستثمارات داخلية انتاجية وتدر دخلا جيدا خلال خمس سنوات.”
نتائج مجموعة البركة وتوقعات المستقبل
وأكد يوسف التفاؤل بنتائج مجموعة البركة حتى الآن وثقته بقوة نموذجها المصرفي قائلا: “توقعاتي لـ2017 أنه لن يكون هنالك انخفاض في العملات التي لنا وجود في أسواقها، مثل تركيا، الجزائر، مصر، تونس، السودان، وجنوب أفريقيا. التذبذب السابق في أسعار الصرف أثر عليها بشكل كبير، لذا اتوقع أن يكون هنالك نمو أكبر في 2017.”
وشدد يوسف على أن الفترة المقبلة ستكون مناسبة لتقييم خطط التوسع قائلا: “كان لدينا خطة توسع بالأعوام الخمسة الماضية، وكنا نفتتح ما بين 45 إلى 50 فرعا كل سنة، الآن وصلنا إلى 700 فرع. سنواصل التوسع حتى نصل إلى قرابة ألف فرع بحلول 2020، وقد نحصل على تلك الفروع عن طريق الاستحواذ على مصرف آخر ربما، أو التوسع في دول نخطط للدخول إليها مثل إندونيسيا والصين، إلى جانب المغرب التي من المتوقع الحصول على رخصة للعمل فيها قبل نهاية 2016، ومن المقرر افتتاح 25 فرعا في ذلك البلد بمفرده.”
CNN