السلطة التي تخلى عنها 10 قادة إلا الأسد أو حرق البلد
قادة دول كبرى وأخرى أصغر، خدموا شعوبهم وقاموا بإيجابيات لهم على كل صعيد، يغادرون المنصب الأول مستقيلين أو مهزومين بالانتخابات، أو حين تنتهي ولاياتهم، وهم 10 هذا العام وحده، مقابل بشار الأسد المستمر تمسكا بالسلطة في سوريا المبتلية للآن بمقتل أكثر من 400 ألف من أبنائها، ومعهم مليون جريح ومشوّه، وأكثر من 5 ملايين غادروها هاربين للعيش لاجئين في بلاد الآخرين.
في أبريل الماضي اقترب مصور إحدى الوكالات من 5 رؤساء شاركوا مع قادة الاتحاد الأوروبي في قمة G5 بمدينة هانوفر الألمانية ذلك الشهر، والتقط لهم الصورة التي تنشرها “العربية.نت” رئيسية أعلاه، كأنه “استشرف” رحيلهم المرتقب جميعهم عن السلطة، فغادر عدد منهم، والباقون سيلحقون بهم قريبا.
إيطاليا وفرنسا وألمانيا
نراهم من اليمين: رئيس وزراء ايطاليا Matteo Renzi الذي استفتى شعبه على عدد من الإصلاحات التي تبناها لتوسيع صلاحياته على حساب مجلس الشيوخ، فرفضها الإيطاليون باستفتاء عام الأحد الماضي، وبساعات في اليوم التالي استقال رينزي احتراما لإرادة شعبه.
إلى يمينه في الصورة نرى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي سيرحل قريبا أيضا، لأنه أعلن الخميس الماضي أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل بعد أن “استشعر” بأنه سيكون فيها من الخاسرين، فاحترم رغبة الفرنسيين مسبقا، وقرر المغادرة محترما.
نرى أيضا المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي أعلنت قبل أسبوعين عن ترشحها للمرة الرابعة للمنصب في انتخابات موعودة الخريف المقبل، إلا أن عددا كبيرا من المحللين في ألمانيا يتوقعون هزيمتها وسط صعود الشعبويين بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، كما وفوز ترمب بالرئاسة الأميركية، ولأنها أغرقت ألمانيا في بحر من اللاجئين، وفق ما يتهمها به أعداء سياسيون، مزودون باستطلاعات تشير إلى تأييد كبير يبديه الألمان لمواقفهم.
ورئيس الدول الكبرى يغادر أيضا
وفي الصورة نرى الرئيس الأميركي باراك أوباما المقرر رحيله بعد 45 يوما تنتهي بتسليمه مفاتيح البيت الأبيض في 20 يناير المقبل لخلفه ترمب، وبعدها يغادر ويرحل عن السلطة. كما نرى رئيس وزراء بريطانيا السابق، ديفيد كاميرون، الذي لم يأت استفتاء عام جرى في 23 يونيو الماضي لصالحه، بل لصالح معسكر الخروج من الاتحاد الأوروبي، لأنه تعهد أن يستقيل إذا هبت رياح البقاء بعضوية الاتحاد على غير ما تشتهيه سفينته، فكان عند وعده واستقال.
وفي “بوابة أخبار اليوم” تقرير جميل أمس الاثنين، تستعين “العربية.نت” ببعضه مع شيء من التصرف للاختصار، لأنه وفر عليها البحث عمن أصابتهم لعنة خسارة السلطة في 2016 بعدد من الدول، ومنهم رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي، الذي استقال أمس الاثنين أيضا، بعد دقائق معدودات من نظيره الايطالي، لأنه سبق أن وعد زوجته بأنه لن يبقى في المنصب أكثر من 8 سنوات، فكان عند وعده، فتركها قائلا إن قراره هو الأصعب بحياته، وإنه قدم كل ما بوسعه لخدمة بلاده.
إلا أن الأسد يريدها للأبد أو يستمر بحرق البلد
وفي 14 نوفمبر الماضي، استقال أيضا رئيس وزراء بلغاريا، بويكو بوريسوف، بعد فوز رومن راديف بالانتخابات الرئاسية. وفي الشهر الماضي نفسه استقال أوغوستين ماتاتا، رئيس وزراء الكونغو، بعد توصله لاتفاق مع رئيس البلاد جوزيف كابيل للتوصل حول تسوية الوضع السياسي في الدولة الإفريقية. كما استقال في نوفمبر أيضا، رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية في البلاد، تمهيدا لتشكيل حكومة جديدة.
ولحق احترام القادة لشعوبهم برئيس وزراء أرمينيا، هوفيك إبراهاميان، فقدم في 8 سبتمبر الماضي استقالته، قائلا إن بلاده تحتاج إلى سياسات اقتصادية جديدة لإنقاذها من حالة الركود، مفسحا المجال لسواه ليخدم بلاده عبر المنصب الأول. وبعده في 30 أكتوبر الماضي، استقال رئيس وزراء أيسلندا، سيغورور إنغي، بعد أشهر قليلة من تسلمه لمنصبه، لأن حزبه مني بهزيمة في الانتخابات المحلية. وكان إنغي قد تولى المنصب في أبريل الماضي، بعد تسريبات “وثائق بنما” التي أجبرت رئيس الوزراء السابق، سيغورور ديفيد جوهانسون، على الاستقالة أيضا.
حتى فيدل كاسترو توفي وغادر الدنيا ومن عليها وكل ما فيها من زعامة استمرت 48 سنة في كوبا. وكثيرون سنراهم يغادرون مناصبهم الأولى في 2017 بالتأكيد، إلا أن الأسد هو الوحيد المعاند والمصرّ.. يريدها الى الأبد أو يستمر بحرق البلد، حتى لا يبقى بالغ فيها أو ولد.
العربية نت