الغريق.. قصة إنقاذ حياة إنسان
كنت قد ذهبت مجاملا لأحد الأصدقاء فی عزاء فی قرية ود الزاكي والتي ترقد علی الضفة اليمنی من النيل الأبيض واحسبها الآن أصبحت مدينة … وحيث كتب الشاعر ابوصلاح علی شاطئها أجمل قصائد الحقيبة … قلبی همالو … وا خديدك وجمالو … المعذب بی هواك مالو ….. المهم اننا وصلنا اليها قبل الظهر وجلسنا مع أهل العزاء وتغدينا وشربنا الحار والبارد واكرمونا كعادة أهل السودان آخر كرم … ومن ثم أخذ بعضنا يتسلل باتجاه النيل … البعض يريد رؤيته فقط والاستمتاع بجوه ومنظره وانا أحدهم لاننی لا أعرف شيئا عن السباحة وقد اغرق فی جدول ماء … والبعض يريد الاستحمام … فلما رأيت السامر كله من رفاقی انفض .. نهضت وانا استمع لتحذيرات أهل القرية وهم يحكون عن كم شخص اتوا الی هنا فی مناسبات مشابهة وذهبوا الی النيل ولم يعودوا … فكانوا مشفقين علی ضيوفهم من الغرق …. وفی الطريق صادفنی أحمد والشيخ ولی بهم صلة وقرابة بعيدة ولكن أحمد ابن خال الشيخ … والشيخ هذا له أهل فی قرية اخری ترقد علی النيل أيضا اسمها الدرادر ، وكان كثيرا ما يقيم هناك ويسبح فی نيلها … المهم اننا سرنا على أقدامنا الی أن وصلنا الشاطئ برماله البيضاء وانبعاث نسماته العليلة وحركة أمواجه مدا وجزرا وزرقة لونه .. منظر خرافی فی الجمال …
وبينما كنت اتجول ببصری فی سماءه وفضاءه وبهاءه ، واتنفس ذلك الهواء الطلق واستنشق عبق المكان … واتخيل ذات المكان الذي وقف فيه شاعرنا ألهرم العملاق ابوصلاح والحديث الذی دار بينه وبين الفريع التی الهمته واستفزت مشاعره فصرح باسمها ، زي فريع ياسمين متكی فی رمالو … قولو عاشقك وين ضاعت امالو … كنت مسترسلا فی لحظة من اللاوعي والدهشة .. هنا كانت الفريع .. وهنا وقف ابوصلاح وهنا ولدت هذه الأغنية …. وبينما انا مستغرقا فی تاملاتی هذه اذا بالشيخ يأتي مندفعا من خلفی ويقفز داخل النيل وابن خاله أحمد يتأهب للنزول … عشرين ثانية فقط والشيخ يصيح بأعلى صوته وهو يقاوم فی التيار : أجروا … أجروا …. انا غرقت …. !!!
نسيت كل شيئ جميل فی هذا المكان … بعد غرق هذا الخبير … ونحن كلانا لا نعرف شيئا عن النيل والكهرباء ….. نظر الي ابن خاله وقال لی ؛ أحمد أدخل ليهو ….!!! نظرت إليه بازدراء وقلت له انت أحق به منی … انت جاری فوق برش ؟؟؟
لحظات قصيرة من الصمت وهدانی تفكيری أن هنالك عشبا نامی علی الشاطئ وطالما هذا العشب نامی واخضر هذا سيكون حد الخطر ولا أدري إن كانت نظريتی هذه صحيحة أم خطأ… وما بعده الله أعلم … تقدمت وانا فی كامل ملابسی ووصلت حد العشب حتى بلغ الماء صدری وملت بجسدی ومددت ذراعی وهو لازال يقاوم ويصرخ ؛ الحقونی … انا غرقت .. انا غرقت … وكان يغطس فی الماء ثم يخرج ، عدة غطسات … وللامانة انا لم ابذل مجهودا كبيرا غير انتی اعطيته الأمل وشجعته علی التمسك بالحياة … وكلما دنا منی لفحته موجة اخری للداخل … وأنا أمد يدی واصيح واستحثه علی الإقتراب … حتى تلامست أيادينا ويدی الأخرى ممسكة بقشة ونبتة هزيلة لو انقطعت لذهبنا معا الی لجة النيل … ولكن إرادة الله غلبت وامسكت به واخرجته الی البر وتنفسنا كلنا الصعداء …. وحمدنا الله كثيرا علی السلامة …. وأول كلمات قالها الغريق كانت لابن خاله أحمد: انت كعب هسی أحمد ده ببقی لي ؟ أنا غرقت انت تتفرج علي … الحاله انت ود خالی !!! ثم انبطح علی الرمال ساعة من الزمن وكان قد شرب الكثير من الماء …. ثم نهضنا لنودع هذا الشاطئ والذی امتزجت فيه الأشياء بحلوها ومرها … ثم أطرق الشيخ قليلا ثم قال ؛ هسی انا كان مت … ولا عرست .. كعب .. كان عرست يوم واحد خلاص … ثم مضينا نمشی وعند آخر الشاطئ ونحن نجتازه نظر الشيخ الی النيل وقال : ود الزاكي كعبة … والله تانی كان قالوا لي بحر ود الزاكي بقی أرض مااستحم فيهو … وغادرنا ود الزاكي ولكن لم ولن تغادرنی تلك الذكريات وكلما التقيت الشيخ فی مناسبة امسكنی من يدی وقص قصة غرقه علی الحاضرين وكيف دخلت البحر وانقذت حياته وانا لا أعرف العوم … وكيف إبن خاله وقف يتفرج عليه وهو يغرق ….. وأنا أقول : إنها عناية الرحمن وتدبيره وإرادته وتوفيقه ولطفه بنا معا .. ورب رمية من غير رامی .
وإذا العناية لا حظتك عيونها … نم فالحوادث كلهن أمان
أحمد بطران
موضوع هايف سخيف بي الجد
وحكينا القصه دي لييييه ؟
عشان عدم الموضوع
حتي السرد القصصي غير ممُتع
تسلم استاذنا احمد بطران #####الاخوه المعلقين فتقل خيرا او لتصمت