المسيح يغطس في الأردن وأقباط مصر يحتفلون بـ«القصب والقلقاس»
وسط صفوف المنتظرين «المعمودية».. على ضفة نهر الأردن وقف المسيح ينتظر دوره لينالها ويجعلها تقليدا كنسيًا رئيسيا، وغطس في الماء أمام يوحنا المعمدان وإذا بالسماء تنفتح وتأتي حمامة بيضاء ترفرف فوق رأس المسيح وصوتا من السماء يدوي «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت».
وفق ما ورد بالكتاب المقدس عن معمودية المسيح في نهر الأردن، وهو التقليد الكنسي الذي تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية داخل الحدود المصرية وخارجها في 11 طوبة الموافق 19 يناير سنويًا، وحينما تكون السنة القبطية “كبيسة” وتأتي كل 4 سنوات، يأتى الاحتفال بتذكار معمودية المسيح في 20 يناير.
الغطاس أو الابيفانيا.. هو أحد الأعياد السيادية الرئيسية بالكنيسة القبطية، وخلاله يحتفل الأقباط بتذكار معمودية المسيح بنهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، ووفق العقيدة المسيحية أن المعمودية تعنى ميلاد جديد للإنسان وينال من خلالها نعمة التبني لله ويتخلص من الخطية المتوارثة من آدم وحواء.
كما أن “المعمودية” لها مكانة خاصة بالكنيسة، ولذلك وضعت ضمن الأسرار المقدس السبعة داخلها، ولاسيما أن هناك عددا من الآيات الواردة بالكتاب المقدس ومنها، “إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو 5:3) تعكس أهمية مكانة المعمودية.
ويحرص الأقباط على أداء طقس المعمودية للأطفال وهم صغار السن، وتقام صلوات التقديس، ويغطس «البابا أو الأسقف أو الكاهن» الأطفال في جرن من المياه المقدسة بالصلوات، ويدهن بزيت الميرون وهو زيوت تلى عليها صلوات وقراءات.
وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية مساء اليوم بعيد الغطاس، ويرأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكنيسة المرقسية، صلاة قداس الغطاس بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية بمشاركة عدد من الأساقفة والكهنة.
تبدأ الصلوات طقس العيد بـ«برامون الغطاس»، وعشية عيد الغطاس المجيد، تسبحة نصف الليل، وصلاة تقديس اللقان أي صلوات تقرأ على المياه ليصير ماء مقدسا يشفى الأمراض ويطرد الشياطين.
ومن المقرر أن يستقبل البابا تواضروس بالمقر البابوي السكندري، صباح غد، المهنئين من رجال الدولة والنواب وعموم الشعب.
ووفق العادات المصرية فإن الأعياد مرتبطة بعدد من الأكلات في الموروث الثقافي المسيحي يحرص على أكلها خلال الغطاس ومنها «القلقاس»، لأنه يجلب ثماره بعد دفنه، مثل المعمودية التي تشير لموت الخطية والفوز بحياة أبدية “المساء”، وكذا «القصب والبرتقال»، فلكل منهم دلالة بعيد الغطاس.
القلقاس يرمز للمعمودية، رغم أنه يحتوى على المادة الهلامية السامة “القلس” والتي تؤثر على الحنجرة، إلا أن نقعه بالمياه يحول مواده السامة لأخرى نافعة، وفى الإيمان المسيحي فالمعمودية تخلص الإنسان من الخطايا.
كما أن «القلقاس» يحصد بعد اكتمال موسمه عن طريق الاقتلاع من الأرض، وهو إشارة لموت وقيامة المسيح، وأيضًا إزالة القشرة الخارجية لنبات القلقاس ويشير لإزالة الخطية وظهور طهارة القلب.
أما القصب يرمز للمعمودية، فإنها نبات ينمو في الأماكن الحارة، ويتميز بالاستقامة، وأنه على الإنسان أن يتقدم بالعمل ويسلك باستقامة، وبه عدة عقلات وهى ترمز للفضائل التي يكتسبها الإنسان كلما ينمو ويتقدم بالعمر، بالإضافة أن قلب “القصب” أبيض يشير للقلوب الطاهرة ومياهه حلوة تشير لحلاوة الإيمان وأن يعتصر الشخص لخدمة الآخرين والمحتاجين.
البرتقال اليوسفي واللذان يتميزان بغزارة السوائل الموجودة بداخلهما، وفي ذلك رمز لماء المعمودية وعصيرهما له مذاق سكري الذي هو رمز لفرحة المعمودية ونوال مغفرة الخطايا.
بوابة فيتو
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام ونساله أن يهدي الناس أجمعين لدين الحق