رفع العقوبات الامريكية عن السودان.. سراب الوهم الكبير
لن تجني الدول السبعة مردودا ايحابيا من الولايات المتحدة والتي اصلا لم تقدم اي مساعدات او تنمية لدول العالم الثالث حسب رصدنا للناريخ.
* وهنا لابد من الاشارة الي انه قد سبق للرئيس عبدالناصر ان ادار للولايات المتحدة ظهره … فتقدمت مصر صناعيا وزراعيا وتعليميا وصحيا باسس ثابتة تعتمد عليها مصر حتي اليوم ومن اهمها السد العالي الذي رفضت امريكا تمويله.
* امريكا تخاف الدولة ذات السيادة والصمود معا.. والدليل ان ايران تقلقها .. وقد منعت ايران بالامس منح تاشيرات لفريق المصارعة الامريكية للمشاركة العالمية التي تنظمها ايران ردا علي منع مواطنيها من السفر لامريكا.
* سبق لامريكا ان حاربت دولة فيتنام الشمالية برا وبحرا وجوا خلال حقبة الستينات من القرن المنصرم .. فصمد ثوار الفياتكونج لعشر سنوات بقيادة زعيمهم الثائر العجوز هوشي منه.. فاضطرت امريكا للانسحاب وجلست في مفاوضات مع الفيتناميين في باريس بوساطة من الرئيس الفرنسي وقتها جورج بومبيدو .. وتم توقيع اتفاق السلام وتم بموجبه تسليم امريكا جنودها الماسورين ونالت فبتنام حريتها وانضمت الي المعسكر الاشتراكي وقتها.
* وكلنا نذكر ايضا انه حين اكتشفت شركة شيفرون الامريكية وايضا ستاندرد اويل اوف كاليفورنيا بترول السودان في ابوجابرة والمجلد في العام 1978م وفرح السودانيون بذلك .. وبرغم صداقة نميري للامريكان وقتها إلا ان شيفرون انسحبت ولم يتم انجاز التعدين … ما يؤكد بان الامريكان كنظام ليست لديهم كلمة رجال دولة حتي نهاية الشوط لان مطبخ وضع السياسات يكون دائما متقلبا.
* يكفي ما فعلته الادارات الامريكية المتعاقبة في الرئيس السادات الذي خسر العرب بعد توقيعه اتفاق السلام مع اسرائيل في كامب ديفيد في زمان الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر .. حيث كان السادات قد اخذ وعدا من الادارة الامريكية باحداث تنمية ضخمة في مصر علي غرار مشروع مارشال الذي نفذته في القارة الاوربية بعد انتصار جيوش الحلفاء علي النازية في الحرب العالمية الثاتية … ولكن لم يطبق ذات النهج في مصر… فضعفت مصر وقتلوا السادات وحضر الرؤساء الامريكان الي القاهرة للتشييع ومشوا في جنازته للاسف.
* حتي دولة الجنوب فقد وعدها الامريكان بالرعاية والاستقرار والتنمية في حالة انفصالها من الشمال .. غير انهم اداروا لقادة الجنوب ظهرهم فانهارت الدولة الوليدة في اقل من سنتين.
* خلاصة الامر نقول .. يجب علي الحكومة السودانية الا تعول كثيرا علي رفع عقوبات التبادل التجاري مع الولايات المتحدة .. بل عليها الانفتاح التام شرقا ووسطا واقليميا والا تقع في شراك الوهم تارة اخري .. ذلك ان السودان لو خطط لاستغلال موارده الضخمة جيدا فسوف تتحقق التنمية بسرعة البرق .. ولكن هذه الخطوة تستوجب اصلاحات سياسية هيكلية كبيرة تعلمها السلطة ولكنها تتردد في اتمامها.. وياتي من اهمها الاعتراف بفشل النخبة الحاكمة في الحفاظ علي ثروات البلاد النفطية .. فقد كان التمكين من اكبر خطايا الحركة الاسلامية .. ما ادي الي هروب الكفاءات خارج الوطن فضلا علي سياسات تدمير مشروعات البنية التحتية التي كان راسخة كالمشاريع الزراعية الكبري وقطاعات السكة الحديد والبحرية … إلخ .
بقلم صلاح الباشا .. الخرطوم.
هذه نصيحة مخلصة لا شك وهذا هو القرار السليم، الحكومة لا تستطيع إجراء إصلاحات هيكلية وتحتاج لمن يخلصها من رموز الفساد داخلها ولا يمكنها أن تطرح عطاء لذلك.
مقال روعة وعين الحقيقة
نصحية غالية نامل من الرئيس ان يطلع عليها
هذه حقائق ماثلة للعيان..
اصلاح السياسات..
الاعتماد على الذات..هو السبيل الوحيد لتحقيق للنهوض.