لماذا يا جامعة الخرطوم؟
منذ أيام وأنا أبحث عن الأسباب التي جعلت جامعتي الحبيبة “الخرطوم” تتعامل مع طلابها بسياسة التفرقة.
ظللت أبعد عن نفسي بأن الجشع والطمع وحب المال وعدم مراعاة الجوانب الإنسانية للطلاب وأسرهم هي السبب، ولكن… !
في كليات الجامعة التي تضج بمئات الطلبة، يُقبل سنوياً طالبين اثنين فقط من طلاب الشهادة العربية “قبول عام” لأي كلية.. يسمونهم طلاب “التميز” أي أنهم أبرز المتفوقين في الدول العربية، وربما كانوا من الخمسة أو العشرة الأوائل وعلى هذا الأساس تم اختيارهم وقبولهم أسوة بزملائهم حملة الشهادات السودانية ولكن..!
رغم قلة عدد طلاب القبول العام، وكثرة أعداد القبول الخاص الذين تتحصل منهم الجامعة آلاف الدولارات، رأت الجامعة أن لا تفرق كثيراً بين الاثنين.
تخيل عزيزي القارئ أنه يمكن قبول طالب الشهادة السودانية في الكلية بثلاثة آلاف جنيه في العام، إلا أن الرسوم المقررة على طالب الشهادة العربية هي ألف دولار، والاثنان “قبول عام”..!
ورغم فداحة الأمر وتفرقته الظاهرة بين طلاب متميزين كان ذنبهم الوحيد امتحانهم خارج السودان، لكن هذه ليست القضية الآن.
هذه البلاد التي يتأرجح فيها سعر الدولار بين الظهر والعصر هبوطاً أو في الغالب صعوداً، على طلاب “التميز” تحمل تبعاته وتقلباته باعتبارهم يدفعون ما يعادله.
الجامعة كانت في السنوات الماضية تسمح لطلاب الشهادة العربية بدفع الرسوم بالعملة المحلية، ما يعادل قيمة الدولار حينما كان سعره ستة جنيهات، أي أن الطالب الذي كانت رسومه ألف دولار، بإمكانه أن يدفع ستة آلاف جنيه، لكن بعد أن أصبح سعر الدولار 15 جنيهاً، رأت إدارة جامعة الخرطوم أن تلزم في هذا العام – 2017 – طلاب الشهادة العربية القبول العام أن يدفعوا الرسوم بالدولار وبس!
مساكين أولائك الطلاب الذي يقدر عددهم في الجامعة بـ(150) طالباً وطالبة، بدل أن يستعدوا للامتحانات التي تبقت لها أسابيع قليلة، يهرولون يمنة ويسرة إلى إدارة الجامعة ووزارة التعليم العالي لإنقاذهم من هذه الورطة المالية التي وقعوا وأوقعوا أهاليهم وأسرهم فيها.
بحسب ما علمت فإن الطلاب رفعوا مذكرة إلى مدير الجامعة يستميحونه عذراً بأن يسمح لهم الدفع بالعملة المحلية، وبعد أيام فقط انتبهوا لخطأ وقعوا فيه، أن دفعهم بالعملية المحلية لن يقل سوءاً عن الدفع بالدولار بعد ارتفاع سعر الدولار لـ(15) جنيها، فدفعوا مذكرة ثانية لمدير الجامعة بأن يدفعوا الرسوم التي تم قبولهم بها في العام الأول.
في كل جامعات الدنيا، الرسوم المقررة على الطالب في عامه الأول هي التي يدفعها في بقية مراحله الدراسية، فلماذا يا جامعة الخرطوم تُفاجئين طلابك بأسعار مضاعفة وهم في منتصف سنواتهم الدراسية؟!
للحديث بقية.
لينا يعقوب
كما حررو الجنيه فاليعتبرو التعليم سلعة تباع وتشتري وليست عملية بناء جيل قادر علي تحمل رفات م يتبقي بعدهم
تسلمى كتير ياهذى على الأهتمام بموضوع فى غاية الأهمية لايحسه الا من وطأ الجمرة المستعرة. نفعك الله ونفعنا بأهتماماتك.
أين تعليقي ، يا محرري النيلين ؟؟