سياسية
خبراء: لا نستبعد أن تكون خلافات قطاع الشمال ” للتمويه”
توقع بعض الخبراء العسكريين فشل مشروع الحركة الشعبية وعدم صموده في ظل التناقضات الموجودة فيه مع تبني شعارات غير منسجمة مع الواقع.
وقال الفريق محمود قمش لـ(smc) إنه في ظل هذه الإحباطات والمتغيرات الإقليمية والدولية تظهر مثل هذه الخلافات ولم يستبعد أن يكون الهدف مما يجري داخل الحركة إعادة الكسب والتمويه، متوقعاً أن تكون هناك محاولات وتحركات من أشخاص وأصحاب مصلحة خارجية للجلوس والتفاوض لحل الخلافات داخل الحركة.
وبدوره توقع الخبير الفريق محمد بشير سليمان أن تؤدي الخلافات إلى تدخلات خارجية من بعض القوى الخارجية التي ستعمل علي إستقطاب وإيواء المنشقين، مشيراً إلي أثر الخلافات سيكون عليها إنعكاسات على قدرة القوات في القتال، مع صعوبة إعادة تنظيمها نفسها مرةً أخرى .
الخرطوم (smc)
عنوان الخبر أعلاه:- خبراء: لا نستبعد أن تكون خلافات قطاع الشمال ” للتمويه”……… وتصديقاً لتوقعات الخبراء أعلاه أنقل إليكم مقالاً للكاتب عبد الهادي عبد الباسط حول نفس الموضوع بحيث تطابق رأي الخبراء مع توقعات الكاتب عبد الهادي عبد الباسط وأعتقد وهذا راي الخاص فعلاً يبدوا الأمر كما قالت زرقاء اليمامة :- “أرى شجراً يمشي” و إستقالة الحلو ما هي إلا تدبير لشي يُحاك في الخفاء والله أعلى وأعلم وهذا ديدن أمثال عرمان والحلو وعقار ومن والاهم فإلى مقال الأستاذ عبد الباسط عبد الهادي:-
استقالة الحلو تمثيلية أمريكية لانفصال جديد
عبد الهادي عبد الباسط :- الإنتباهة الثلاثاء، 21 مارس 2017
قبل صدور قرار المحكمة الجنائية قبل عدة سنوات وخلال آخر زيارة كان قد قام بها الرئيس البشير الى أمريكا للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة،كانت الإدارة الأمريكية قد اتخذت عدة قرارات استفزازية تجاه الرئيس السوداني وتجاه الوفد الرئاسي ، حيث أصدرت الإدارة الأمريكية قراراً يمنع الرئيس السوداني ووفده المرافق من الحركة والتجوال خارج مدينة نيويورك حيث مقر الأمانة العامة للأمم المتحدة، وفي محيط لا يتجاوز قطره 25 كيلو متراً، هذا القرار الاستفزازي والذي لا يتماشى مع الأعراف الدولية التي تلزم أمريكا باحترام الرؤساء ضيوف المنظمة الدولية، هذا القرار جعل الحكومة السودانية تنتفض بغضب شامخ أصدرت بعده عدة قرارات حازمة منعت بموجبها أية منظمات أمريكية او رعايا أمريكيين من دخول السودان كما قامت سلطات الجمارك السودانية بحجز مئات الحاويات التي كانت تحمل مواد ومعدات السفارة الأمريكية الجديدة بضاحية الجريف والتي كانت في ذلك الوقت تحت التشييد ، حيث منعت سلطات الجمارك دخول تلك الحاويات إلا بعد تفتيشها ودفع جماركها، ومارست الإدارة الأمريكية كل وسائل الضغط المتاحة والتهديد لإطلاق سراح تلك الحاويات إلا أن الحكومة السودانية الغاضبة لكرامتها وكرامة رئيسها لم تركن لكل تلك التهديدات والضغوط ورفضت إطلاق سراح تلك الحاويات، ومباشرة انتقلت أمريكا من مربع الضغط والتهديد الى وسيلة أخرى فعالة جداً تجيد أمريكا استخدامها وجربتها كثيراً مع الحكومة السودانية ونجحت عبرها أمريكا في تمرير كل شيء تريده من السودان ألا وهي (جزرة التطبيع) حيث مباشرة أصبح بعض المسؤولين الأمريكيين يطلقون تصريحات إيجابية تجاه السودان مدعمة بعدد من المقالات الإيجابية في الصحف والمجلات الأمريكية، وأمريكا تعلم أن هناك (جيل) من السياسيين والدوبلوماسيين السودانيين أصبحوا مصابين (بفوبيا التطبيع مع أمريكا)، حيث لم تصدق (مجموعة فوبيا التطبيع) هذه الغنيمة الثمينة وطفقت تروج أن هناك تحول كبير في الموقف الأمريكي تجاه السودان وأن أمريكا بصدد مراجعات إيجابية لكل سياساتها تجاه السودان وأن إرهاصات قرب التطبيع وانفتاح العلاقات قد لاح في الأفق، وأمريكا الثعلب المكار تراقب بذكاء كل تلك الموسيقى والمعزوفات والشعر الرومانسي الذي ظل يطلقه دعاة التطبيع وحمائم الغفلة السودانية، وبعد أن تشبعت الساحة السياسية والدبلوماسية بتلك المعزوفات الساحرة والموسيقى الحالمة ، وأخذت وزارة الخارجية زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون على انتزاع التطبيع مع أمريكا، هنا مباشرة بعثت أمريكا رسائل الى السودان تطلب فيها إرسال وفد الى جنيف لمقابلة وفد أمريكي سيصل الى هناك بغرض إجراء تفاوض وحوار مع الحكومة السودانية من أجل الوصول الى تسوية شاملة لتطبيع العلاقات، وهنا فرح دعاة التطبيع فرحاً عظيماً وأصابهم الزهو ويقولون في أنفسهم (الم نقل لكم)! ومباشرة جهزوا (بدلهم وكرفتاتهم) ذات الألوان الزاهية والساحرة التي تتناسب مع جلال المهمة وعظم الحدث ، وسافر الوفد الى جنيف ووجدوا الوفد الأمريكي الطيب والخلوق في انتظارهم على أحر من الجمر ، وقابلهم بابتسامات صفراء وحمراء ووردية ، وسلم على الوفد السوداني بالأحضان وكاد يقول للوفد السوداني المبتهج(علي الطلاق التطبيع آت آت)، وانطلقت المفاوضات بعد أن تم وضع أجندتها بالصورة التي تعجب الوفد السوداني، وسارت المفاوضات بصورة طيبة وسلسة ومتسارعة أدهشت الوفد حيث بهرتهم الطيبة والمرونة والتجاوب الكبير الذي تعامل به الوفد الأمريكي، وخلال جلسة غير رسمية وربما أثناء وجبة الطعام او خلال جلسة شاي في حديقة الفندق يطلب أحد أعضاء الوفد الأمريكي وهو يدعي المسكنة يطلب من الوفد السوداني بصورة عفوية إطلاق سراح الحاويات المحتجزة في ميناء بورتسدان حتى يكون ذلك عربوناً للجدية وبشارة خير وكرت إيجابي يحمله الوفد الأمريكي ليسهل به محاججة مجموعات الضغط وينتزع به موافقة الحكومة الأمريكية على تمرير اتفاقات التطبيع التي تمت، وطبعاً أجاب الوفد السوداني (الصديق) أن هذا موضوع ساهل جداً ويمكن حله بالتلفون، ومباشرة أقنع دهاقنة التطبيع الحكومة وقبل أن تغادر الوفود جنيف كان قد تم إطلاق سراح الحاويات(دون منٍ او أذى)، وبعد أن ضمن الوفد الأمريكي إطلاق الحاويات مزَّق كل أوراق التفاوض وقذف بها الى سلة المهملات ولم يكلف نفسه حتى عناء وعنت حملها والرجوع بها الى بلاده لأن الوفد اصلاً لم يأتِ لتفاوض او تطبيع وإنما جاء فقط ليخدع الوفد السوداني ويستغفله بقضية المفاوضات وتطبيع العلاقات وهدفه الوحيد هو إطلاق الحاويات وعندما حصل عليها بصق على كل أوراق التفاوض قبل أن يقذف بها الى سلة المهملات، وعاد الوفد الأمريكي الى بلاده وهو يضحك ملئ شدقيه على ذكاء وعدم غفلة مفاوضينا، وعاد الوفد السوداني بعد أن شرب المقلب ولكن دون يئس ودون قنوط وعلى وعد بمعاودة الحوار مع أمريكا لأن الحوار مع أمريكا يحتاج لوقت ويحتاج لنفس طويل و(طولة بال لستك)، وهكذا تتلاعب بنا أمريكا التي فصلت الجنوب في وضح النهار عبر اتفاقية خادعة مولتها الحكومة السودانية من حر مالها لتحصل أمريكا على دولة دون أن تدفع فلساً واحداً،هكذا تتلاعب بنا كل يوم مستخدمة جزرة التطبيع.
تذكرت هذه القصة وأنا أقرأ كل الأخبار التي تواترت إلى صفحات الإعلام والتي تتحدث عن خلافات عميقة بين الضباط الثلاثة للحركة الشعبية قطاع الشمال والتي دفعت المتمرد عبد العزيز الحلو لتقديم استقالته، ولك عزيزي القارئ أن تقرأ هذه الاستقالة متزامنة وفي سياق الأحداث والأخبار المتسلسلة التالية: امريكا تهاجم قادة حركات التمرد ، أمريكا تهدد قطاع الشمال بقبول خارطة الطريق وخطة تمرير الأغاثة، الحركة الشعبية تطلق فجأة ودون سابق إرهاصات سراح عدد من الأسرى السودانيين، أمريكا ترفع العقوبات والحظر الاقتصادي عن السودان..أمريكا تسمح للشركات الأمريكية بالاستثمار في السودان ،وفود من الكونغرس الأمريكي تصل السودان، كل هذه الأحداث المتزامنة ما هي إلا بداية تمويه وخداع وخطة خطيرة مرتبة ومحبوكة بعناية فائقة لجر السودان الى (نيفاشا جديدة وانفصال جديد) في جبال النوبة ، وقد قلت هذا الكلام في مقال سابق إن أمريكا التي رفعت الحظر عن السودان بتلك الطريق الدرامية حتماً تخطط لشيء خطير جداً لأنها تعلم أن دعاة التطبيع المخدرين وفي سبيل الحفاظ على مكسب رفع الحظر الاقتصادي سوف يمررون دون وعي ودون فحص ودون تبصر أية خطة أمريكية تقدم لهم وفي بالهم أنهم في فترة مراقبة الستة أشهر التي أعلنتها الإدارة الأمريكية لمراقبة أداء السودان، وخلال هذه الفترة ستجتهد الطاحونة الأمريكية لتمرير الكوارث ضد السودان وسيجتهد مدمنو فوبيا التطبيع في تغييب وعي الدولة ومحو يقظتها ، لذلك أنا لم أصدق أبداً فصول التمثيلية المحبوكة داخل مسرح اللاوعي حول استقالة عبد العزيز الحلو، ولن أصدقها لأنه لا يعقل أن يكون الحلو قد اكتشف فجأة فقدان الثقة وتآكل المصداقية بينه وبين عرمان وعقار ، ولأنه لا يعقل أن يكون الحلو اكتشف فجأةً أشياء غامضة لا يعلم دوافعها وهي جنوح ياسر عرمان إلى موقف تفاوضي ضار بمصالح الجيش الشعبي وهي إذابة الجيش الشعبي في القوات المسلحة السودانية (ياســـــــلام)!! الحلو قدم استقالته لأن ياسر عرمان وافق على طرح مسودة ترتيبات أمنيه توافق على اندماج الجيش الشعبي في القوات المسلحة (شايفين الشطارة دي)، عرمان الذي تحركه كمبيوترات المخابرات العالمية (بليد جداً وخائن) ووافق على شرط يضر بمصالح الجيش الشعبي و(سيدنا الحلو) بسبب هذا قدم استقالته (يعني) محتج على إدماج الجيش الشعبي في القوات المسلحة ولاحظ عزيزي القارئ أن تقديم الاستقاله والاحتجاج بسبب تقديم مقترحات للوساطة الإفريقية لم يتم فيها التفاوض بعد(يعني مجرد مقترحات)، وطبعاً دعاة التطبيع من مفاوضينا سيفرحون جداً ويظنون أنهم وضعوا قطاع الشمال في مربع ضيق وأجبروه على مقترح الدمج المرفوض من الحلو ومجموعته وسيظنون أن هذا مكسب كبير للحكومة وهم لا يعلمون أن هذا الدمج هو خطة أمريكا وخطوتها الأولى والمهمة لاختراق القوات السودانية وتنفيذ الانفصال او الانتفاضة المسلحة التي ستكون بداية الكارثة والوبال على جبال النوبة. ولذلك يا أيها الحكومة ويا أهل المؤتمر الوطني هذه تمثيلية جديدة محبوكة بعناية يعد لها المسرح كما ذكرت لكم مراراً وتكراراً وستتقاطر وفود الخواجات وستتقاطر وفود الأفارقه لإقناع الحكومة لقيادة (حوار جديد) مع (سيدنا الحلو) وذلك في سلسلة (الحوارات السرمدية) اللانهائية التي ظلت تبتلعها الحكومة مرات ومرات دون وعي ودون تبصر كأنما الحكومة أصبحت واقعة تحت (كجور) او عمليات تنويم مغنطيسي، وسيؤكدون لكم أن الحلو (قد مل الحرب) وجنح للسلام و(يلا يا ناس المؤتمر الوطني) جهزوا (حصة معتبرة) للسيد الحلو ومجموعته وعدد من قياداته، والخواجات جاهزين لإقناعه للموافقة على دمج قواته في القوات المسلحة ولأنه اسم كبير ومعارض ضخم لابد أن يمنح منصب والي جنوب كردفان مع مرحلة انتقالية تسحب فيها كل الواجهات الحكومية وواجهات الحركة الشعبية من جنوب كردفان وإحلالها بقوات إفريقية مختارة بعناية وفاهمة اللعبة ، ثم بعد ذلك يفتعل الحلو أية مشكلة عارضة ويعلن انفصال جنوب كردفان كما حاول هو من قبل وكما حاول مالك عقار، ليعلن قيام دولة علوة او المقرة او حتى الأماتونج، وعلى الحكومة أن تعلم أن أي سهو او خطأ اوغفلة او تفريط من هنا فصاعداً سيدفعها السودان تفتتاً وتشظياً لن يقف في هذه المرة عند حدود جنوب كردفان وجبال النوبة وعندها سيكون على السودان السلام!!.
السادة القراء الكرام أعلم أن الموضوع طويل ولكن في قراءته تحليل لما ينويه ثالوث الغُبن ومن يُواليهم في سوء النوايا ، اللهم أطفئ نار الفتنة في السودان ، وأخرج السودان وشعب السودان مما يُحاك ضدهُ من مؤامرات خفية. الله آمييييييين.