حوارات ولقاءات

المفكر د. عبد الوهاب الأفندي: تجربة الإسلاميين ألحقت ضرراً بالإسلام يصعُب إصلاحه

الإسلاميون أصبحوا أسرى تجربتهم الفاشلة ولا يريدون الاستفادة من الأخطاء

لا أتحسّر على الماضي والسودان مقبل على كارثة

ما زلتُ إسلامياً ووجدتُ في أوروبا ما لم أجده في بلادي

علي عثمان اتصل بي معتذراً عن سفاسف تفوّه بها بعض الإخوة في حقي

تحوَّلت من الفلسفة إلى العلوم السياسية لأقترب من الواقع

لم أجد من المسؤولين إلا الاحترام رغم ما يبدر من سفهائهم بين حين وآخر

يحمل شخصية وصفة السياسي والمفكر، وصاحب خلفية إسلامية برغم اختلافه المبكر مع شكل وسلوك النظام الإسلامي الذي ما يزال حاكماً لـ(السودان) منذ ما يزيد عن ربع قرن.

دكتور عبد الوهاب الأفندي المحلل السياسي والإعلامي في كل من الجامعات البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية، (الصيحة) بدورها قامت بإجراء مقابلة صحفية مع الأفندي حول مجمل تطورات الأوضاع الداخلية والخارجية وحصاد التجربة الإسلامية في حكم السودان من منظور شخصية المفكر والباحث السياسي وخرجت بهذه الإفادات.

حوار: الهضيبي يس

أين هو عبد الوهاب الأفندي مما يجري في المجتمع السوداني؟

يبدو أنه سؤال ملغَّم من ظاهره، كأنه يفترض “غربة” عن الواقع السوداني أو بعداً أو تباعداً. وفي الحقيقة من الصعب على أي سوداني أن يبتعد عن واقع الوطن، أو ينجو من التأثر به. وفوق ذلك، هناك فريضة الاهتمام بأمر الأمة. فلا يعقل أن نسهر بسبب مصائب إخوة لنا في فلسطين والعراق وسوريا وميانمار وغيرها، ولا نكون مهمومين بشأن أهلنا، فنتابع، ونتألم، ونحلل، ونحاور، ونجتهد في النصح وطرح الآراء والمقترحات على الرأي العام، عسى ولعل.

وفي هذه الفترة الحرجة من تاريخ بلادنا، لا بد أن يساهم كل بما يستطيع، وألا يتأخر في ذلك. وقد أصبحت لا أحبذ ما يكثر منه السودانيون هذه الأيام من إسراف في النقاش السفسطائي، الذي أصبح أشبه بجلسات تخزين القات أو معاقرة المخدرات، يلوك فيها الناس مساوئ النظام ومصائب البلاد، ويكثرون التحسر على ما وصل إليه الحال، ثم ينصرفون كمن حقق إنجازاً. فما تحتاجه البلاد هو المبادرات العملية للانطلاق إلى الأمام.

هل ما تزال صاحب اهتمامات سياسية؟

كما قلنا إن من لم يهتم بأمر الأمة فليس منها، نعوذ بالله من ذلك. ومهما يكن فإن تدريس العلوم السياسية، والاشتغال بالكتابة والمساهمات الإعلامية في الشأن العام تجعل من المستحيل ألا تكون لدى صاحبها اهتمامات سياسية. وكنت قد حوّلت تخصصي من الفلسفة إلى العلوم السياسية تحديداً لأنني رأيت ضرورة الاقتراب من الواقع أكثر. ولأن سفينة الوطن ظلت طوال حياتنا تُبحر في مياه مضطربة، فلم يكن ممكناً تجنّب السياسة، حتى لو أراد المرء. وكنت قد عبرت عن هذا الواقع في مقدمة كتابي “الثورة والإصلاح السياسي في السودان” 1995، حيث قلت إنه لا خيار عند من يجد نفسه في سفينة تواجه خطر الغرق إلا أن يكون ملاحاً، يساعد ما أمكنه في إنقاذها، وإلا كان من الغارقين. ولكن اهتماماتنا السياسية هي هم وطني، ولا تعني الارتباط بحزب بعينه، لأنه للأسف ليس هناك حزب قائم يناسبنا، وليس لدينا الوقت للاشتغال بتكوين الأحزاب، فهناك ما هو أهم من المشاغل، وأبقى أثراً من الأعمال.

ماذا عن تأثير الغربة في شخصيتك؟

تعبير الغربة والاغتراب لم يعد له معنى في عصرنا هذا الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة، وكثيراً ما تصلنا فيه أنباء الوطن قبل أن تصل كثيراً ممن يسكنه. ونحن لا نكاد نغيب عن أرض الوطن، كما لا تغيب عنا همومه. وفي حقيقة الأمر لم أشعر يوماً بأنني في غربة. وأذكر أنني قلت لأحد الإخوة في ندوة عُقدت لمناقشة كتابي السالف ذكره إن الاغتراب قد لا يكون بالسفر. فقد انتقد صاحبنا وقتها ما ورد عن أحوال البلاد في الكتاب بأنه غير دقيق لأنني “كنت بعيداً” عن الوطن كما قال، فقلت له إنني ربما كنتُ أعيش خارج البلاد، ولكنني عندما أستمع إليكم، يخيل لي أنكم تعيشون في المريخ. فكم من ساكن قصر في الخرطوم لا يعلم شيئاً عن حال سكان أحيائها الفقيرة، حتى من يكون منهم على مرمى حجر من قصره.

من كتاباتك تبدو متحسراً على الماضي؟

لا أتحسر على الماضي، ولكن أتألم للحاضر، ونتأسف لنقص القادرين على التمام، ومن حمل رسالة سامية، فأخلد إلى الأرض واتبع هواه، وصار غاية همه منصب يتمسك به، أو منفعة يلقاها. نتمنى أن يؤدي من تولوا الأمر غصباً عن أهله أدنى واجبهم. فليس هناك ماضٍ متألق نحِنُّ إليه، ولكن الحاضر أحياناً يجعل البعض يرى في الماضي إشراقاً لم يكن فيه. وكثيرون يحنّون هذه الأيام لعهد عبود، وحتى عهد النميري.

صحيح أننا في بعض كتاباتنا، خاصة حين نرثي أصدقاء رحلوا، نتذكر اللحظات الجميلة التي جمعتنا بهم، ونحن إلى أيام كان أكثر من نعرف متجردين من الغرض، ومتمسكين بالمثل والفضائل. لقد مرت علينا أيام كنا طلاباً لا نملك من الدنيا شيئاً، ولا يستهوينا منها شيء، وكان التنافس على مهام قد تعرض الإنسان لخطر السجن أو ما هو أسوأ. وكانت القلوب صافية والنيات طيبة. ولكنا فقدنا معظم هؤلاء، ليس لأنهم رحلوا عن الفانية، ومنهم من فعل، ولكن لأنهم رحلوا في الفانية، فلم نعد نعرفهم.

هل ما زلت إسلامياً وتؤمن بفكرة الإسلاميين؟

لستُ ممن يهتم بمثل هذه التصنيفات، ولكن خلافنا مع إخوة الماضي ليس لأنهم تمسكوا بالإسلام وانصرفنا عنه، بل بالعكس. ما رفضناه ونرفضه هو الانحراف عن قيم الإسلام، والصد عن سبيل الله بربط الانتماء الإسلامي بالفساد والاستبداد وممارسات هي نقيض الدين وما أمر به الله ورسوله. فليس هناك بديل لأي مسلم عن التمسك بأوامر الدين ونواهيه، والدعوة المستمرة لذلك. فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للنفس وللغير من هو سمات هذه الأمة، وهو ما يعرفها. وإن كان بعض من صحبنا فيما مضى يرى هذه الأيام في تذكيره بواجباته الدينية تعدياً و”معارضة”. ونرجو من الله ألا يتوفانا إلا ونحن من المؤمنين العاملين، وأن نكون ممن ينتظر وما بدلوا تبديلاً، ونبرأ إليه من كل انحراف ونستغفره لكل إثم وتقصير.

كيف تنظر إلى الإسلاميين يقترب من الثلاثين عاماً؟

أعتقد أن هذه التجربة قد أضرت بالإسلام ضرراً قد يصعب إصلاحه، وأكاد أقول إنها مثلت جريمة في حق الإسلام والمسلمين. وقد يحتاج الأمر إلى عقود قبل إصلاح هذا الخلل. لم يكتف من يسمون نفسهم الإسلاميين بتضييع فرصة قد لا تتكرر، ولكنهم ضيعوا على من بعدهم، وعلى أجيال قادمة، تماماً كما شوهت داعش الإسلام ونفرت الناس منه. أعتقد أن أول كفارة لهذا الفعل هو أن يعترف هؤلاء بأن بينهم وبين الإسلام بعد المشرقين، وأن يعيدوا السلطة إلى أهلها، ويقضوا ما بقي من حياتهم في الاستغفار والتوبة ورد الحقوق إلى أهلها، عسى ولعل.

هل صحيح أن الظلم دفعك لمغادرة محطة الإسلاميين؟

أولاً، بحسب اعتقادي، فهو أنني الباقي في محطة الإسلام والتمسك به، وأن الآخرين هم من غادر.

ثانياً، بحمد الله لم يلحق بي أي ظلم شخصي في أي وقت من الأوقات. بالعكس، لم أجد من الإخوة المسؤولين إلا الحفاوة والاحترام، رغم ما يبدر من سفهائهم بين حين وآخر. وأذكر أن الأخ علي عثمان اتصل بي شخصياً من نيويورك يعتذر عما تفوَّه به بعض الإخوة من سفاسف في حقي. وقد جاءت كل هذه الاتهامات الباطلة بسبب ما ورد في كتابي من آراء قصد منها الإصلاح، والإنذار المبكر من خلل رأينا نذره وخشينا مآله. وللأسف تحقق ما خشيناه، بل وقع ما هو أسوأ. ولعل المفارقة هي أن كلا طرفي المفاصلة أتاني في مطلع هذه الألفية ليقول إنه الآن وصل إلى قناعة بأن ما قلته كان حقاً، وأنهم يجتهدون في تنفيذ ما أوصيت به. والأطرف من ذلك هو أن هذا وقع خلال شهر واحد، وأطرف من الأطرف أن من عبر عن هذا -وبعضهم ما يزال يتولى مناصب رفيعة في الدولة- كان ممن تولى كبر الانتقاد في حقي. وكان ردي حينها أن النصائح التي تقدمت بها كان قد فات أوانها، كما عبرت عن استغرابي أن يكون كلا الطرفين يطبق ما ناديت به في حين كانا في حالة احتراب. وقلت إن الأولى أن توقفوا احترابكم.

وماهي نتيجة الأمر؟

وخلاصة الأمر هو أنني عندما تقدمت باستقالتي من وزارة الخارجية، ورفضت كل عروض وصلتني بمناصب بديلة، كان الغرض هو الحفاظ على صدقية الحركة الإسلامية. فقد كنا ننادي في ما كتبنا بتوافق الإسلام والديمقراطية، وأن الإسلام هو دين الحريات وكرامة الإنسان. وكنا نواجه أسئلة محرجة حول ما كنا ننادي به – وكان الشيخ الترابي سباقاً في ذلك- وبين ممارسات تناقض ما نقول. أذكر أنني شاركت في عام 1993 في ندوة حول حقوق الإنسان في الإسلام في جامعة أمريكية، فتحول كل المؤتمر إلى نقاش حول سجل حقوق الإنسان في السودان. وقبل ذلك كنت قد نشرت كتابي “من يحتاج الدولة الإسلامية” في عام 1991، ومقالات أخرى في مجلات وصحف حول نفس الموضوع، فكان السؤال يتكرر: ما علاقة ما تقول بما تمارسه حكومتكم؟

وكانت أصواتنا قد بُحَّت ونحن نطالب الإخوة بألا يكونوا ممن يقولون ما لا يفعلون، وهو ما كبر مقتاً عند الله كما جاء في صحيح التنزيل. ولكنهم فضلوا ما هم فيه، ولم يتركوا لنا خياراً سوى البراءة إلى الله من منكر لم نستطع تغييره باللسان.

هل هناك أخطاء تود تصحيحها وأمور ندمت عليها؟

قد أسرفنا على أنفسنا في أمور كثيرة، نستغفر الله منها. ولعل هذه مناسبة للاعتذار لكل من قسونا عليه، بالحق أو بالباطل، وكذلك لنعتذر للأمة عن مسؤوليتنا الجماعية في ما آلت إليه الأحوال. من ناحية شخصية، عندما طُلب مني الالتحاق بالعمل الدبلوماسي في مطلع عهد الإنقاذ، واجهت معارضة شديدة من أسرتي الصغيرة. فقد كنت فرغت لتوي من إنجاز رسالة الدكتوراه، والتحقت بالعمل الأكاديمي في جامعة أكسفورد. وكانت الأسرة قد عانت لأنني كنت أنجز دراساتي العليا بينما كنت أعمل بدوام كامل. فقيل لي الآن وبعد أن بدأت أمورنا تستقر، تريد أن تقلب حياتنا رأساً على عقب؟ ولكنني ركبت رأسي، وقلت لهم إنما نحن جنود، ننفذ ما يُطلب منا. وعندما وقع ما وقع، واضطررت للانسحاب، قالت زوجتي: ألم أقل لك؟ وقد أدركت حكمتها بعد فوات الأوان. ومع ذلك فقد كانت تجربة تستحق الخوض، فقد ساهمنا في أمور كثيرة، عادت في النفع على البلاد في نهاية المطاف، منها مفاوضات أبوجا ونيروبي. وقد استمرت مساهمتي في هذا المجال بعد استقالتي، حيث ظللتُ أشارك متطوعاً أو كخبير في مفاوضات السلام حتى مطلع الألفية. وبعد اتفاقية السلام، اجتهدنا ما استطعنا في إنجاحها، وكذلك في دعم جهود الحل في دارفور، إما بصفتنا الشخصية، أو مشاركة مع إخوة آخرين من الجنوب والشمال، أو في إطار الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى. وعليه فربما نكون قد أجحفنا في حق النفس والأسرة، ولكننا خدمنا الوطن، واجتهدنا ما استطعنا في ما رأيناه يصلح البلاد والعباد، ويخدم الدين.

عن ماذا يبحث الأفندي في أوروبا؟

أولاً، أنا لستُ في أوروبا الآن، ولكن الأرض كلها أرض الله. ونحن لم نهاجر إلى أوروبا طائعين، ولكنا وجدنا فيها من التكريم ما لم نجده في بلادنا للأسف. فالأكاديمي يجد في الغرب الاحترام والتقدير، وكل ما يحتاجه حتى ينجز مهامه من تدريس وبحث، وإذا قصر فلا يلومن إلا نفسه. وقد قلت لأحد الإخوة ممن كان يندبني في كل مرة للعودة إلى البلاد، إنني في وظيفة أتلقى فيها أجراً كي أفكر، وكفى بها نعمة. فنحن حضرنا إلى أوروبا من أجل العلم. وكنتُ قد أنجزت دراساتي العليا في أوروبا على حسابي الخاص. وأذكر أنني سافرت إلى السودان في نفس يوم التخرج، حيث تسلمت شهادتي في الظهر، وسافرت مساء اليوم للعمرة ومنها للخرطوم. وكان ذلك في السادس عشر من ديسمبر 1989. وكنت مع الأخ حسن مكي أول من التقى الشيخ الترابي من خارج حلقة السلطة الضيقة بعد خروجه من السجن. وندبت وقتها للتخلي عن عملي الإعلامي والجامعي والالتحاق بالسلك الدبلوماسي، وقد فعلت. وعندما وقع الخلاف، عدتُ إلى عملي الجامعي. فهدفنا الأول هو طلب رضى المولى، ووسيلتنا لذلك أن نكون ممن تعلم العلم وعلَّمه.

هل بقي للإسلاميين مفكرون بعد رحيل الترابي؟

أذكر أنني عندما كنتُ أعد رسالة الدكتوراه عن الحركة الإسلامية في ثمانينات القرن الماضي، بحثتُ عن إنتاج الحركة الفكري فلم أجد شيئاً سوى بضع محاضرات وأوراق متناثرة للشيخ الترابي. وكان كتاباه “الصلاة عماد الدين” و”الإيمان وأثره في حياة الإنسان” مادة لا بأس بها، ولكنهما كانا غاية في التجريد النظري. وقد كان الوضع نفسه لبقية الأحزاب، وللحزب الشيوعي كتابان، آخرهما تقرير المؤتمر الرابع الذي عقد عام 1967، الاستثناء كان الجمهوريون وإلى درجة أقل حزب الأمة. وعليه اضطررت إلى ملء الفراغ بالبحث في الصحف وإجراء المقابلات. وفي نظري أن الوضع لم يتغير كثيراً، وأن مجال الفكر لا يزال مهجوراً في السودان عامة وعند الإسلاميين خاصة. والأسوأ من ذلك، فإن الإسلاميين أصبحوا أسرى تجربتهم الفاشلة، يجترونها في كتاباتهم وحواراتهم، دون أن يتعلموا منها شيئاً، لرفضهم تحمل المسؤولية عنها. وهذا بدوره عوّق كل مجهود فكري جاد ومتجرد. وليست المشكلة في قلة المفكرين، ولكن في معوقات التفكير، ومن شرها التحزّب للأشخاص أو للطوائف.

كيف تقرأ حال ومستقبل السودان؟

يؤسفني أن أقول إن السودان مقبل على كارثة محققة، قد يكون من عواقبها تفكك الدولة وانهيارها. فالفئة الحاكمة في حالة إفلاس فكري وأخلاقي، وفقر من مبادرات ذات معنى لمواجهة الأزمة. وأهم من ذلك، تفتقد الثقة في نفسها. فالحزب الحاكم ليست لديه قدرة على خوض انتخابات نزيهة، ولا على مواجهة خصومه في حوار علني، وهو يعلم ذلك. ولهذا يجتهد في تكميم الأفواه ومحاربة الإعلام الحر، كما أنه لا يسمح لأحزاب المعارضة بالمنافسة الحرة والنزيهة. ولكن رغم تطاول العهد، فإن الحزب يزداد ضعفاً، بينما تزداد المعارضة له شدة. والنتيجة صدام حتمي.

كيف تنظر لمسيرة الحوار الوطني؟

كنا ولا زلنا ندعو أهل الحكم إلى اقتناص الفرص العديدة التي أتيحت لهم، وآخرها مبادرة الحوار التي قبلها الجميع، ولكن النظام نكص عنها، و”سلقها”، وهو الآن يتملص حتى من التوصيات التي كتبها بنفسه في غياب معظم المحاورين المفترضين. وفي نظري أنه كان أولى بالنظام أن يجتهد في تقوية حزبه، بجعله حزباً حقيقياً أولاً، ثم بفتح الباب للمنافسة الحرة في ساحة تكون متاحة للجميع ثانياً، حتى يجد بذلك الجرأة على خوض تجربة ديمقراطية تكون له فيها فرصة أفضل. ولكن ما حدث هو أن الحزب كسيح، والنظام يزيده كساحاً بإفساده وتعيين غير المؤهلين على رأسه. وما دام الحزب يعرف أنه كسيح، فهو لن يسمح بانتخابات حرة ولا حوار حقيقي ولا شراكة ذات معنى في السلطة. وهذا وضع لا بد أن ينتهي بكارثة على الحزب والنظام والبلاد والمنطقة.

الصيحة

‫5 تعليقات

  1. الصورة براها فضيحه قاعد في قاعه عرس وينضم عن الاسلاميين؟

  2. اصبح الجميع بتبراء من تجربة المتاسلمين فى السودان بداء من التنظيمات الاسلامية فى كتير من الدول مثل تونس وغيرها وابناءها مثل الافندى وغيره وحتى عرابها الراحل الترابى و بعض اتباعه المخلصين مثل غازى وغيرة اصبحت تحربة الحركة مثل الكلب الاجرب الكل ينفر منها

  3. انت مجرد نفعى باع ضميره وحاقد من فلول الإخوان الحبرتجية الذين آثرو حياة الدعة فى الغرب عندما كان الرجال يجوثون خلال الديار. اتابع أحاديثك فى الفضائيات التى توافقك الرأى لتكيل إلى السودان وتنفث حقدك الدفين على على الحركة الإسلامية السودانية التى لفظتك. وأتعجب من لقب المفكر الإسلامى الذى يطلقه عليك بعض السذج من المحسوبين على الإعلام على متنطع مثلك..

    الإسلام ليس دستور أومقال سياسى حتى تلحق به الحركة الإسلامية الضرر. أنت مشكلتك شخصية مع الحركة الإسلامية وكل ماقاله منتقدوك بمن وصفتهم بالسفهاء ينطبق عليك والسفيه هو انت لأنك تتطاولت على رجال لو جلست فى الغرب الذى تسبح بجمده ليل نهار لما نلت عشر مقامهم…إنتهى الدرس يا غبى

    1. و الحياة الدعة في قصور كافوري و مزارع سوبا و شقق لندن و دبي و أساطيل الفارهات و قناطير الذهب و الفضة ولا مرتب أستاذ أكاديمي لا يتجاوز في أرقى الجامعات في انجلترا المائة الف استرليني في العام قبل خصم الضرائب ؟؟؟ .

      أذكر لي أسماء ثلاثة كتب تحدثت عن تجرية حكم الكيزان في ال28 عاما” ترضي الاسلاميين أو أذكر أسم أي كتاب أصدره الاسلاميون يتحدث عن الحكم الراشد و التجديد في الاسلام بعد استيلائهم على السلطة !!!

      ياخي ان شاء الله كتاب عن الكورة 🙂 🙂 🙂 🙂

  4. انت مجرد نفعى باع ضميره وحاقد من فلول الإخوان الحبرتجية الذين آثرو حياة الدعة فى الغرب عندما كان الرجال يجوثون خلال الديار. اتابع أحاديثك فى الفضائيات التى توافقك الرأى لتكيل إلى السودان وتنفث حقدك الدفين على على الحركة الإسلامية السودانية التى لفظتك. وأتعجب من لقب المفكر الإسلامى الذى يطلقه عليك بعض السذج من المحسوبين على الإعلام على متنطع مثلك..

    الإسلام ليس دستور أومقال سياسى حتى تلحق به الحركة الإسلامية الضرر. أنت مشكلتك شخصية مع الحركة الإسلامية وكل ماقاله منتقدوك بمن وصفتهم بالسفهاء ينطبق عليك والسفيه هو انت لأنك تتطاولت على رجال لو جلست فى الغرب الذى تسبح بجمده ليل نهار قرن آخر من الزمان لما نلت عشر مقامهم…إنتهى الدرس يا غبى