استقالة عبد العزيز الحلو
بدأ الحلو استقالته بتهنئة الأجيال من المناضلين العسكريين والمدنيين المحملين بتطلعات قادة النوبة والمهمشين، وزكر من القادة يوسف كوة مكي، فيليب عباس غبوش، ويوسف مبارك الماشا، والذين سعوا بالصبر والعمل الدؤوب لامتلاك أدوات النضال اللازمة لنيل الحرية وإنهاء التهميش، وأشار لعدة أهداف منها تحقيق مشروع السودان الجديد، تطوير كوادر سياسية وعسكرية وإدارية مقتدرة ومؤهلة للقيادة، بناء قوة عسكرية عنيدة، بناء مؤسسات إدارية فاعلة، بناء منظمات مجتمع مدني نشطة، امتلاك مؤسسات مالية تعمل على إزالة التهميش وتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، نشر الوعي السياسي وانخراط معظم الجماهير في النضال السياسي والمسلح، تحقيق اعتراف دولي واقليمي بشرعية نضال النوبة.
أشار الحلو لبعض الخلافات التي أدت لاستقالته، منها عدم الاتفاق على منفستو يرتكز على رؤية السودان الجديد، ويعبر عن مصالح وأولويات الهامش والمهمشين، وذكر أن الأمين العام أصر على إجازة مسودة الدستور دون الاهتمام بذلك.. التوقيع على الاتفاق الإطاري نافع/عقار متجاهلين رأي الحلو في الترتيبات الأمنية ودمج الجيشين.. تجاوز المؤسسية في اختيار القيادات، وتجاوز رئيس وفد التفاوض لتقاليد تكوين لجان التفاوض، وعدم وضوح المعايير التي اعتمدها في التكوين.
بناء على هذه القناعات وأخرى لم يذكرها في استقالته أعلن الحلو أنه لا يستطيع العمل مع رئيس الحركة وأمينها العام.. كما أن عدم اتفاق أبناءالنوبة على تمثيله لهم في كابينة القيادة؛ بسبب أنه ليس أصيلاً في اثنية النوبة، مما أدى لتجاهل آرائه من الرئيس والأمين العام، والاستعانة بضباط من أبناء جبال النوبة بدلاً عنه، ضعف وجوده في مجلس القيادة مكن المؤتمر الوطني من شق صف أبناء النوبة، باستخدام تنظيمات معارضة للحركة الشعبية بأسماء مختلفة من الأغلبية الصامتة، أهل المصلحة الحقيقيين، أهل الشأن والحركة الشعبية جناح السلام.
على خلفية عدم أصالة انتمائه لأثنية النوبة يلومه البعض على توقيعه على إعلان المبادئ 1998م، والتوقيع على الإتفاق الإطاري في مشاكوس 2002م، والذي حرم جبال النوبة من حق تقرير المصير، ومثل النوبة دانيال كودي في هذا الاتفاق.. مؤتمر كل النوبة في عام 2002م فوض القائد جون قرنق للتفاوض نيابة عن شعب النوبة، بعد اتفاق نيفاشا تم وضع اللوم على الحلو بعدم تضمين حق تقرير المصير لجبال النوبة، عدم اتفاق النوبة على مرشح واحد لمنصب الوالي في انتخابات 2010 م، تنازل دانيال كودي للمؤتمر الوطني عن انسحاب القوات المشتركة المدمجة وتسليم سلاحها في 9ابريل 2011 م بدلاً من 9ابريل 2012م- حسب اتفاق السلام الشامل- من أسباب الاستقالة أيضاً اعتراف الحلو لارتكابه بعض الأخطاء للمدة الطويلة التي مكثها في قيادة كيان جبال النوبة.
في ختام استقالته ينادي الحلو بحق الشعب النوبي في التمثيل الكافي على مستوى القيادة القومية للحركة الشعبية.. وقد اكتشف الحلو أن سلبيات وجوده في القيادة أكبر من إيجابياتها بل خصماً على الثورة.. كما أوصى بالتمسك بمبادئ ورؤية السودان الجديد، وبالندقية التي عرف قيمتها أجدادهم الذين حاربوا مع المهدية، والذين دافعوا بها عن أهلهم ضد تجار الرقيق، وقال إن النوبة هم الشعب الوحيد الذي يستعمل البندقية في المهر للزواج.
وقد أوصى بوحدة النوبة على أساس مشروع السودان الجديد، كما أوصى بالوحدة مع شعب النيل الأزرق، ووحدة الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتمسك بالمؤسسية والقيادة الجماعية.
وبصفته نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان أعلن الحلو استقالته اعتباراً من 7/3/2017 م وقدمها لمجلس تحرير اقليم جبال النوبة- جنوب كردفان ليقوم بملئها بدلاً عن قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال.
في استقالته تمسك الحلو بمبادئ الحركة الشعبية، ورؤية السودان الجديد، كما التزم بالنضال المسلح لتقرير مصير ووحدة المنطقتين.. إلا أن ما نتج بعد تقرير المصير لجنوب السودان من صراع وقتل وتشريد ودمار يصبح عظة للعقلاء من أبناء جبال النوبة، والعاقل من اتعظ بغيره، وقالوا في المثل السعيد يشوف في غيره..
راي:د.محمود عبدالله ماهل
صحيفة آخر لحظة
جميعكم قلوبكم شتى حكومة ومعارضة الحكومة تجتمع قلوبهم حول سرقة خيرات البلد التى تحت قبضتكم لذا انتم موحدين المعارضة لا يوجد شى يجمع قلوبهم لذا هم منقسمين مافى وطنيه
ربنا يأخذك اخذ عزيز مقتدر ويريح اهلنا النوبه من احلامك الطائشة .