لمحة من ضوء الشمس.. تفعل المعجزات!
يبدو أن لأشعة الشمس مفاعيل وفوائد جسدية وصحية لا تحصى ولا تعد. فقد أثبتت دراسة حديثة نشرت مؤخراً أن التعرض لأشعة الشمس أو الأضواء الداخلية اللامعة خلال ساعات الصباح تجعلك تنام بشكل أفضل خلال الليل، كما تجعلك أقل إحساساً بالاكتئاب والشد العصبي من أولئك الذين لا يحصلون على ضوء كاف في الفترة الصباحية.
فالتعرض لمزيد من الضوء خلال النهار، والقليل منه خلال الليل، يعتبر أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لأنماط النوم الصحية، لأنه يساعد على ضبط ساعة الجسم “اليومية”، وفقا لما أكده فريق الدراسة التي نشرت في مجلة “سليب هيلث Sleep Health” (النوم الصحي).
الضوء الأزرق
إلى ذلك، أشارت نتائج الدراسة إلى أن البيئات المكتبية، التي تتعرض إما لضوء النهار أو المصابيح الكهربائية الغنية بضوء الموجة القصيرة “الضوء الأزرق” مهمة جداً لصحة العاملين والموظفين، وفقا لما ذكرته ماريانا فيجويرو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، وهي مديرة برنامج في مركز بحوث الإضاءة، في معهد “رينسيلار بوليتكنيك” بنيويورك. وأضافت: “أن العديد من المباني التي تضم مكاتب تشهد بالفعل توجهاً للحد من استهلاك الإضاءة.”
وقالت: “لقد تم القيام بالكثير للحد من مستويات الضوء لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، وهو أمر مهم، ولكن هناك أبعاد أخرى لا بد من مراعاتها عند تطبيق ذلك”، مضيفة: “نحن بحاجة إلى البدء في التفكير في كيفية إضاءة بيئات النهار”.
ولمعرفة ما إذا كان موظفو المكاتب يحصلون على ما يكفي من الضوء لتنظيم دورة النوم/اليقظة الخاصة بهم، قام فريق الدراسة بتدوين ملاحظات عن مشاركين تم اختيارهم في 5 مبان حكومية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
اكتئاب أقل
ارتدى 109 من الموظفين العاملين في المكاتب أجهزة قياس خفيفة لمدة أسبوع واحد في الصيف لقياس مدى تعرضهم لأنواع مختلفة من الضوء طوال اليوم، وكرر 81 من هؤلاء المشاركين التجربة في فصل الشتاء أيضا.
وسجل العاملون في المكتب أوقات نومهم ويقظتهم وأكملوا الاستبيانات عن مزاجهم ونوعية نومهم في نهاية كل فترة دراسة.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تعرضوا لمقادير أكبر من الضوء خلال ساعات الصباح، بين الساعة 8 صباحا وحتى الظهر، استغرقوا في النوم بسرعة أكبر في الليل. ولم يعانوا إلا قليلا من اضطرابات النوم أثناء الليل، مقارنة بهؤلاء الذين تعرضوا لضوء منخفض في الصباح.
كما أن الناس الذين يحصلون على مزيد من ضوء الصباح أيضا أقل عرضة للإبلاغ عن مشاعر الاكتئاب والإجهاد.
كما أن موظفي المكاتب الذين تعرضوا لمستويات عالية من الضوء طوال اليوم، من الساعة 8 صباحا حتى 5 مساء، تعرضوا لمستويات أقل من اضطراب النوم والاكتئاب.
وقالت فيجويرو: “إن وجود ضوء قوي بالنهار ونمط مظلم في المساء مهم لصحتنا ورفاهيتنا”، مضيفة: “انظر من النافذة، وابحث عن ضوء خلال النهار، وخصوصا خلال الصباح، واخرج خلال وقت الغداء.”
مشاكل عقلية وبدنية
أما إيليا كاراتسوريوس، وهو أستاذ مشارك في الفسيولوجيا التكميلية وعلم الأعصاب في جامعة ولاية “واشنطن بولمان” فقال: “يجب التفكير بتركيز في كيفية إعداد بيئة الإضاءة في العمل، وكذلك بعض عادات الأشخاص خلال النهار (وقبل النوم)”.
وقال كاراتسوريوس، الذي لم يشارك في الدراسة، إن الافتقار إلى نوعية جيدة من النوم قد ارتبط بالمشاكل الصحية العقلية والبدنية، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالمزاج والتفكير والتمثيل الغذائي وجهاز المناعة.
وأشار كاراتسوريوس: “هناك العديد من الأشياء السهلة التي يمكننا القيام بها خلال النهار لزيادة التعرض لأشعة الشمس التي يمكن أن تكون لها آثار مفيدة على المزاج والنوم لكثير من الناس.” وقال إنه “ربما إذا تركت مكتبك وخرجت في الشمس المشرقة لتناول طعام الغداء فإن ذلك يمكن أن يساعدك.”
العربية نت