“الهوية والتنوع”: شعار منتدى الإعلام العالمي في نسخته العاشرة
(تنطلق الدورة الـعاشرة من منتدى الإعلام العالمي الذي تنظمه مؤسسة DW في بون الألمانية، في الفترة ما بين 19 و21 يونيو، بحضور ممثلين عن الإعلام والسياسة والمجتمع المدني. الإعلام الرقمي على رأس برامج هذه الدورة).
يحتفل المنتدى الإعلامي العالمي بالذكرى العاشرة، حيث سيلتقي ممثلون عن الإعلام والسياسة والمجتمع المدني انطلاقا من 19 يونيو في منتدى الإعلام العالمي في مدينة بون الألمانية. المدير العام لـDW بيتر ليمبورغ يقول بأن هذا ليس سببا لاستحضار إنجازات الماضي، بل “نحن نتطلع إلى المستقبل! وفي هذه الدورة ستكون ابتكارات العالم الرقمي من أبرز المواضيع!”
باتريك لويش، المدير التنفيذي لمنتدى الإعلام العالمي يشاطره الرأي، ويشرح أهمية شعار المنتدى الإعلامي، الذي يحمل هذه السنة عنوان “الهوية والتنوع”، وهو ما يعتبر من القضايا التي تشغل الصحفيين والإعلاميين والسياسيين والمجتمع المدني بشكل كبير، حسب لويش، الذي يضيف: “أسئلة المستقبل الرقمي ، الحياة المهنية. الإعلام يتجه نحو فقاعة ضخمة، يلعب فيها الجميع دور المرسل والمتلقي. والسؤال الكبير هو:؟ … كيف نحافظ على المصداقية”؟ وهو أحد مواضيع الجلسة الافتتاحية لمنتدى الإعلام العالمي بعنوان “نشر الأكاذيب في وسائل الإعلام في وقت ما بعد العالم الواقعي.”. وفي سياق المؤتمر سيتم التطرق لهذا الموضوع في عدة مناسبات وتسليط الضوء على تنامي الشعبوية والأخبار الكاذبة وغيرها من الأخبار التي تنتشر خلال الحملات الانتخابية على سبيل المثال.
ورشات متنوعة وأفكار جديدة
ومن المنتظر أن يشارك في المنتدى الإعلامي حوالي 2000 ضيف من 130 دولة، في إطار 40 فعالية. وذلك انطلاقا من الورشات الصغيرة وحتى الجلسات العامة “،كما يوضح باتريك لويش. ويشارك في المنتدى صناع قرار دوليين، على رأسهم الأمين العام للبرلمان الأوروبي، كلاوس فيله، نائب المدير العام لليونسكو، فرانك لارو، رجل الأعمال المنتقد للكرملين ميشيل تشودوركوسكي، الأمين العام لمنظمة العفو الدولي سليل شيتي، وأحد مؤسسي مبادرة “مسيرة المرأة” الأمريكية، كارمن بيريز.
وستعرف النسخة العاشرة من المنتدى الإعلامي مشاركة تجارب فردية تقدم وجهة نظرها بأشكال مثيرة. وفي هذا السياق يستحضر لويش على الفور ميشال كوسينسك، المتخصص في علم النفس في جامعة ستانفورد الأمريكية، والذي يعتبر الأب الروحي للكامبريدج أناليتيكا. ويقال إن هذه الشركة قامت بتقديم لمحات مفصلة للملايين من الناخبين في انتخابات الرئاسة الأمريكية على أساس البيانات المتاحة. وقد تم استخدامها كرسائل نفسية من طرف فريق حملة دونالد ترامب. ويقدم كوسينسك محاضرة تحمل عنوان “نهاية الخصوصية”.
إشارة رمزية لحرية الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية
ومن بين أبرز فعاليات المنتدى الإعلامي العالمي، تقديم جائزة حرية التعبير، التي تمنح من قبل مؤسسة DW للمرة الثالثة على التوالي وستكون هذه السنة من نصيب جمعية مراسلي البيت الأبيض. من جهته يقول المدير العام لـDW بيتر ليمبورغ في هذا الصدد أنه لم يكن يتوقع قبل بضع سنوات أن تقوم مؤسسة DW بتكريم منظمة صحفية في الولايات المتحدة، ويضيف: “لكننا نعتقد أنه هجوم على حرية الصحافة عندما يدين دونالد ترامب وسائل الإعلام بعدوانية، ويهينها باستمرار”، ولهذا السبب “نريد إرسال إشارة أنه ينبغي حماية الديمقراطية في جميع أنحاء العالم لأن حرية الصحافة هي مفتاح لديمقراطية فاعلة وبالتالي احترام حقوق الإنسان”.
النسخة العاشرة لمنتدى الإعلام العالمي تحمل معها بعض المستجدات، فقد تم تخصيص اليوم الثالث من المؤتمر للصحافة العملية وذلك تجاوبا مع متطلبات بعض المشاركين في السنوات الفارطة. وفي هذا الصدد سيقوم خبراء بتقديم محاضرات بأمثلة عملية عن المستقبل الرقمي. وبالإضافة إلى ذلك، سوف يكون هناك سوق الاكتشاف، كما يصف ذلك لويش: “يمكنك أن تشارك على الأقل في مشروعين حول الواقع الافتراضي، هناك مشروع للطائرات بدون طيار، لدينا مشروع الصحافة 360 درجة ونحن نقدم في هذه الدورة عددا من الابتكارات في أساس برمجيات خاصة للصحفيين.”
روح الدعابة حاضرة أيضا بقوة
سيتم في هذه الدورة من المنتدى الإعلام العالمي إعطاء مساحة أكبر للفنون والثقافة والفكاهة أيضا. وفي هذا الصدد قامت النرويجية مايا أورتاد بالعمل على مشروع فني صوتي، جمعت فيه لقطات أرشيف صوتيه من أقسام اللغة 30 في مؤسسة DW الإعلامية.
إلى جانب ذلك ستكون هناك وصلات موسيقية، ستقدمها المغنية الألمانية جوي دينالاني والمغنية الفيتنامية ماي خوي.
هذه النسخة لن تخلو أيضا من الفكاهة والضحك، وذلك من خلال محاضرة تحمل عنوان ” السخرية كسلاح”. وقد تم تخصيص مساحة مهمة للسخرية في نسخة هذا العام من خلال فريق “زامبيزي نيوز” القادم من زيمبابوي، والذي سيكون حاضرا في كل مكان لإضفاء نوع من المتعة والسخرية في مختلف جنبات المؤتمر.
وفي هذا الصدد يقول الرئيس التنفيذي للمنتدى الإعلامي باتريك ليوش: ” نعتقد أن المؤتمرات لن تنجح في المستقبل إذا اقتصرت على المستوى المعرفي، فلا بد أن تكون هناك أشياء ملهمة على جميع المستويات.. …ولهذا حاولنا أن تكون روح الدعابة حاضرة أيضا.”
ولكن من لا يستطيع القدوم إلى بون في نسخة هذا العام، سيكون هناك بث مباشر لفعاليات المؤتمر، إذ يمكن عبر موقع المنتدى الإعلامي مشاهدة كل المحاضرات والورشات والمشاركة في النقاش ايضا عبر الموقع الإلكتروني.
ماتياس فون هاين/أمين بنضريف DW