كيف تُعرّف “الرجولة” الحقيقية؟
هل فكرت يوماً أن مفهوم الرجولة قد يتغير مع تغير الزمن؟ أم هل له تعريف محدد ثابت متعارف عليه بجميع أنحاء العالم؟
لا شك بأن مفهوم الرجولة أو الذكورة، قد واجه تحولات كبيرة عبر الزمن، إذ أن تاريخ الإنسان مليء بأمثلة لآلاف الأشخاص ممن خاضوا معارك لا نهاية لها من أجل أن يرسوا على تعريف واحد.. ولكن، دون جدوى!
إذ ينص التاريخ على أن المحاربين الفراعنة في مصر القديمة كانوا يضعون الماكياج قبل أن يصبح محدداً للنساء فقط، بينما في مملكتي اليونان والروم لم تكن ممارسة الجنس بين الذكور شيئاً مقبولاً فحسب، وإنما أمر مفروض أيضاً، قبل أن تنتشر الديانة المسيحية وتدين هذه الأفعال كجريمة يعاقب عليها القانون.
وقد اتخذ مفهوم الرجولة معنى “أشد” خلال عصر القرون الوسطى، إذ ارتبط بالشهامة والقيم الدينية الأساسية، قبل يأتي أمثال اللورد بايرون وجورج برومل ويحطموا هذه الأفكار بأسلوب لباسهم المنمق واهتمامهم الشديد بمظهرهم الخارجي، والذي تناقض مع مفهوم الرجولية آنذاك.
أما في الآونة الأخيرة، فقد اقترن مفهوم الرجولة بطول القامة، والقوة، والشعر القصير، والعمل بجد. ولكن، يبدو أنه حان الأوان لأن يتغير هذا المفهوم في عصرنا الحالي، ليتضمن تعريف أوسع يضم تحته مجموعة أكبر من “أنواع” الرجال.
ولا شك بأن ثقافة البوب، قد ساهمت في تطوير فكرة إعادة النظر بمفهوم الرجولة، مع انتشار مفهوم “الجندرة” وتغير تصورات المجتمعات لمظاهر الرجل والمرأة المتوقعة.
وتعتبر ردة فعل مجتمع الأزياء لهذه التغيرات من بين الأكثر وضوحاً، إذ رغم أنه لا يزال هناك الكثير من الجدال حول الموضوع إلا أن “قواعد اللباس” النسائية والرجالية التقليدية باتت تتغير لتبدو موحدة بعض الشيء، مع انتشار التصاميم المناسبة للجنسين معاً، واعتماد الكثير من دور الأزياء على تصميم ملابس “محايدة جنسياً،” فضلاً عن توظيفها أيضاً، عارضي أزياء من مختلف “الأطياف” الجنسية والجندرية.
CNN