يتأرجح بين الارتفاع والهبوط تجارة الدولار … الجنيه السوداني في مأزق حقيقي
انتشرت تجارة العملة “الدولار” أمس في وسط الخرطوم بصورة لافتة للنظر حيث يلوح التجار على المارة في كل الطرق بالأوراق النقدية السودانية “الجنيه” صرف- صرف – صرف دون خوف أو وجل وعلى عينك ياتاجر بعد أن كانت هذه التجارة تتم في الخفاء وعلى استحياء في السابق.
تاجر عملة يتوسط شارع البلدية بالقرب من المسجد الكبير بالخرطوم، سألته في وقت مبكر بالأمس وقلت له كم السعر قال لى تقصد الدولار فأجبته بنعم وقال 20 جنيهاً وذهبت برغم مناداته لى. وسألت تاجراً آخر عن السعر فقال 20.70 جنيه إلا أن أحد منهم قال لى عندك كم وما بنختلف معاك في السعر، فتركت البلدية والشارع وذهبت وأنا في طريقى إلى الصحيفة فأتفاجأ بالقرب من شارع المك نمر وتاجر آخر يلوح بالعملة السودانية الجنيه. ويقول صرف- صرف فتيقنت أن كل الخرطوم أصبحت تتاجر في العملة “الدولار”.
كثير من التجار قالوا أمس إن السعر انخفض بحوالى جنيه ونصف عما كان عليه أمس الأول الجمعة الذى وصل حسب قولهم إلى أكثر من 22 جنيهاً، سألت عن السبب ولا أحد يجيب إجابة مقنعة بعضهم يقول الطلب على الدولار كبير وآخرين يؤكدون بعدم وجود دولار في الأساس بالسوق الأسود.
أحدهم قال لى إذا أردت أن تشترى دولار كمية كبيرة يتعذر ذلك مثلاً إذا قلت 5 آلاف دولار من الصعب أن تجدها في السوق إلا بعد إجراء اتصالات وتلفونات حتى يتم تجميع المبلغ وأضاف التاجر، الذى قال إن اسمه “عبدالله” يعنى إذا عاوز دولار فالسعر يختلف عن الشراء يعنى يمكن يزيد جنيه ونصف أو أكثر ولكن الشراء وفقاً لسعر السوق اليوم وهو 20.7 جنيه.
مستوردين شكوا من عدم ثبات السعر في السوق الموازى ما يعرضهم لخسائر كبيرة باعتبار إن سعر الدولار يتغير في اليوم الواحد. أكثر من مرة وقال أحد المستوردين برغم أن بنك السودان يؤكد ضخ النقد الأجنبى بالمصارف إلا أن المصارف نفسها تفتقر للدولار ما يزيد من معاناة الاستيراد، وقال بالطبع هذا يؤثر سلباً على السوق نظراً لأن زيادات الدولار تحسب على البضاعة تحوطاً لبند استيراد جديد بمبالغ مضاعفة .
اقتصاديون يقولون إن المضاربات هى أساس رفع السعر، ولكن آخرون يقولون إن قلة الدولار وزيادة الطلب عليه ترفع أسعاره في السوق وتحجم من المضاربات يرى أحمد آدم الخبير المصرفى سوق الدولار أصبح متاحاً لكل من يملك المال، وأصبح الدولار سلعة تباع وتشترى مثل السلع الأخرى وتصلح للتخزين لآجال طويلة إلا أنه يؤكد أن الإشاعات أيضاً يمكن أن تلعب دوراً في ذلك.
مدير إدارة النقد الأجنبى ببنك السودان المركزى جدد الأسبوع الماضي، تأكيد البنك المركزي واستمراره في توفير النقد الأجنبي لأغراض السفر للسياحه أو العلاج بالخارج وقال إن البنك المركزي لم يتوقف عن ضخّ النقد الأجنبي لهذا الغرض”مضيفاً أن المبالغ متوفرة لدى كل من بنك التضامن الإسلامي وبنك الثروة الحيوانية والبنك السوداني الفرنسي هذا بالإضافة إلى توفير النقد الأجنبي عبر الصرافات.
هذا التصريح وصفه كثيرون بأنه مخصص لأغراض السفر والسياحة العلاجية ومنحصر في بنوك معينة ما يزيد ويفاقم من الأزمة ولم يشمل المستوردين الذين يتحصلون على النقد الأجنبى من السوق السوداء ما عده كثير من التجار هو السبب الرئيس في زيادة أسعار السلع.
وتمسك محافظ بنك السودان حازم عبد القادر بالسياسات السارية وأن سياساته النقدية والمصرفية وسياسات سعر الصرف والسياسات والإجراءات المتعلقة بأوضاع الجهاز المصرفي وتعاملات البنوك السودانية مع نظيراتها الإقليمية والدولية ستظل هي الأخرى سارية نظراً إلى أن تلك السياسات والضوابط والإجراءات قد تم وضعها خلال الستة أشهر السابقة للقرار الأخير ولم يطرأ أي جديد من شأنه أن يؤدي الى تعديل تلك السياسات والضوابط.
وقال إن المركزى ملتزم بتوفير النقد الأجنبى اللازم لتغطية الالتزامات المتعلقة بإستيراد السلع الإستراتيجية المتمثلة في المنتجات البترولية،القمح ودقيق القمح ومدخلات الإنتاج وسداد الالتزامات الخارجية.
كما قال إن البنك مستمر في توفير النقد الأجنبي للصندوق القومي للإمدادات الطبية لإستيراد الأدوية المنقذة للحياة والأدوية للأمراض المستعصية بالإضافة لتوفير النقد الأجنبي للبنوك والصرافات لتغطية احتياجات السفر والعلاج والسياحة وترتيب وتوفير احتياجات الحجاج من النقد الأجنبي.
وأرجع الاضطراب الذي حدث خلال الأيام الماضية في سوق النقد الأجنبي ليس له ما يبرره حيث أن موارد البنك المركزي والبنوك التجارية من النقد الأجنبي مستمرة ومستقرة لتغطية كافة الالتزامات الخارجية الحالية للبنك المركزي والبنوك التجارية ولا يوجد أي طلب إضافي أو استثنائي خلال تلك الفترة وأن المضاربات في سوق الذهب هي السبب الرئيس الذي قاد إلى هذا الارتفاع غير المبرر في أسعار العملات الأجنبية .
ولوح بأن الفترة المقبلة سوف يتخذ بنك السودان إجراءات بالتنسيق مع المصارف ستعيد الوضع إلى حالة الاستقرار.
الخرطوم : عاصم إسماعيل
الصيحة
كلام للاستهلاك الاعلامي فقط يكذبه الواقع ، سياسات فاشلة ويصورون عليها لماذا لاندري .