عالمية

مقتل 50 على الأقل وإصابة مئات في هجوم على حفل في لاس فيجاس

لقي نحو 50 شخصا حتفهم وأصيب المئات عندما أمطر رجل عمره 64 عاما، مسلح بعشر بنادق على الأقل، بالرصاص جمهور حفل لموسيقى الريف في مدينة لاس فيجاس الأمريكية ليل الأحد من نافذة الطابق 32 في فندق لعدة دقائق قبل أن ينتحر.
وأكدت الشرطة أن عدد القتلى أولي. ويجعل هذا العدد الهجوم أكثر إطلاق نار جماعي دموية في تاريخ الولايات المتحدة متخطيا حصيلة مذبحة في ملهى ليلي في أورلاندو العام الماضي قتل فيها 49 شخصا ونفذها مسلح بايع تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان هناك حشد مؤلف من نحو 22 ألف شخص عندما فتح المسلح النار وفر الآلاف من الموقع في فزع وفي بعض الأحيان أسقط بعضهم البعض أثناء الفرار فيما سارع أفراد الشرطة لتحديد موقع المسلح. وجاب أفراد من جمهور الحفل المصدومين، وبعضهم ملابسه ملطخة بالدماء، الشوارع في ذهول بعد الهجوم.
وقالت شرطة لاس فيجاس إن 406 أشخاص على الأقل نقلوا إلى المستشفيات في المنطقة لتلقي العلاج من إصابات لحقت بهم بسبب الواقعة.
وذكرت الشرطة أن المسلح أحد سكان المنطقة ويدعى ستيفن بادوك (64 عاما) لكنها قالت إنه ليس لديها معلومات بعد عن دوافعه. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن المذبحة لكن مسؤولين أمريكيين شككوا في ذلك.
وقال جوزيف لومباردو قائد شرطة مقاطعة كلارك للصحفيين إن بادوك أطلق الرصاص على نفسه قبل أن تدخل الشرطة غرفة الفندق التي كان يطلق منها النار.
وأضاف لومباردو أنه لا يعتقد أنه مرتبط بأي جماعة متشددة.
وقال ”ليس لدينا فكرة عن معتقداته“.
وقال مسؤولان كبيران في الإدارة الأمريكية لرويترز إن اسم بادوك غير مدرج على أي من قوائم المشتبه بأنهم إرهابيون وإنه لا توجد أدلة تربطه بأي جماعة متشددة دولية.
وشكك أحد المسؤولين في إعلان الدولة الإسلامية المسؤولية عن الهجوم وقال إن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن بادوك له تاريخ من المشكلات النفسية.
وقال لومباردو إن أكثر من عشر بنادق عثر عليها في الغرفة التي انتحر فيها بادوك داخل الفندق الذي كان ينزل به منذ يوم الخميس.
وقال لومباردو إن رجل شرطة خارج نوبة عمله من بين القتلى فيما أصيب اثنان آخران وهما في الخدمة. ونبهت الشرطة إلى احتمال ارتفاع عدد القتلى.
سيارة إسعاف بموقع إطلاق نار في لاس فيجاس يوم الأحد – رويترز
وقال الرئيس دونالد ترامب في كلمة بالبيت الأبيض ”لقد قتل بوحشية أكثر من 50 شخصا وأصاب مئات آخرين“. وأضاف أنه أمر بتنكيس الأعلام في حداد وطني وقال إنه سيزور لاس فيجاس يوم الأربعاء.
وأظهر تسجيل فيديو للهجوم حشودا فزعة وهي تفر فيما تواصل دوي إطلاق نار في أنحاء المنطقة.
وتشتهر لاس فيجاس بأندية القمار وهي مركز للتسوق وللحياة الليلية بما يعني أن المنطقة كانت مزدحمة وقت وقوع إطلاق النار الذي حدث بعد قليل من العاشرة مساء الأحد بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش فجر الاثنين). وتجتذب لاس فيجاس نحو 3.5 مليون زائر من حول العالم سنويا.
وقال مايك مكجاري وهو مستشار مالي يبلغ من العمر 53 عاما من فيلادلفيا إنه كان في الحفل عندنا سمع دوي مئات الأعيرة النارية.
وقال ”كان الأمر جنونيا. رقدت على أبنائي. إنهم في العشرينات. أنا في الثالثة والخمسين وعشت حياة جيدة“.
وقال شهود إن الكثير من نوادي القمار في المنطقة أغلقت أبوابها خلال الواقعة لمنع أي مهاجمين محتملين من الدخول.
ووقع إطلاق النار في آخر ليلة من مهرجان (روت 91 هارفست) لموسيقى الريف الذي يستمر ثلاثة أيام ويحضره الآلاف وأحياه فنانون كبار منهم مغني موسيقى الريف الأمريكي جيسون ألدين وإريك تشيرش وسام هانت.
وقال ألدين على انستجرام ”ليلة أكثر من مرعبة… يفطر قلبي أن يحدث ذلك لأي شخص“.
وقال إريك بادوك شقيق مطلق النار المشتبه به إن الأسرة صدمت من تلك الأنباء.
وقال في مقابلة تليفونية مقتضبة وصوته يرتعش ”ليس لدينا فكرة على الإطلاق“.
وأعاد إطلاق النار في لاس فيجاس إلى الأذهان إطلاق النار بشكل عشوائي أثناء حفل لموسيقى الروك في باريس عام 2015 مما أسفر عن مقتل 89 شخصا ووقع في إطار هجمات منسقة لإسلاميين متشددين أودت بحياة 130 شخصا.
ومثلما يحدث بعد كل واقعة ثار الغضب بين مؤيدي الحد من حيازة الأسلحة. ويحمي التعديل الثاني للدستور الأمريكي الحق في حمل الأسلحة ويدافع الناشطون المؤيدون للحق في حمل السلاح عن هذا البند بشدة.
وقال كريس ميرفي السناتور عن ولاية كونيتيكت ”آن الأوان للكونجرس أن ينتفض ويفعل شيئا“. وفي عام 2012 قتل 26 من الأطفال والمعلمين في هجوم على مدرسة في الولاية.

رويترز