لماذا لا يبتسم الألمان؟
لا يبتسم الألمان إلا ما ندر، فدائمًا تراهم في المواصلات العامة والشوارع عاقدي حواجبهم، خاصة يوم الإثنين، وهو بداية أيام الأسبوع. ويزداد الأمر سوءًا مع تغيرات الجو وسقوط الأمطار.
كانت هذه خلاصة تجربة 10 سنوات قضتها الأمريكية كورتني تينز في ألمانيا وسط أشخاص لا يعرفون الابتسام إلا قليلًا، بحسب مقال نشرته على موقع إذاعة صوت ألمانيا ” دويتشة فيله”.
وتقول تينز “في حين أن الأمريكيين دائما يشعرون بالحماسة لكل شيء تقريبًا تجد أن الألمان عكس ذلك تمامًا”.
وتدلل على ذلك بالقول، “فالأمريكي على سبيل المثال يقول هذه أفضل بيتزا تناولتها في حياتي! أما الألماني فيقول ليست سيئة!”.
وتقول إنه عندما قامت إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي بزيارة مصنع سيمنز في ألمانيا كانت كل تعليقاتها إيجابية مثل “رائع” أو “مدهش” وحينها علق أحد الصحفيين الألمان على ذلك بطريقة ساخرة.
وتشير الكاتبة إلى أنها عندما كانت تحاضر في الجامعة بالولايات المتحدة كانت تتفاعل مع الطلاب أثناء الشرح، وهم أيضًا يشاركونها بالتجاوب وكانت تستطيع قراءة وجوههم وتعرف من يتابعها ومن لا يفهم ما تقوله من شكل وجوههم.
أما عندما ذهبت إلى ألمانيا وبدأت التدريس هناك، تقول إنها لا تستطيع معرفة من يتابعها ومن لا يفهمها؛ نظرًا لأن كل الطلبة يحدقون فيها دون أن تتغير ملامح وجوههم.
وعندما سألت تينز ” الطلاب الألمان رد أحدهم قائلا إن عدم تجاوبهم معها بالابتسام هو علامة على احترامهم لها وأدركت وقتها أن الابتسامة ستكون إهانة كمدرسة لهؤلاء الطلاب.
وتضيف “من المؤسف أن معظم الشعب الألماني غير معتاد على الابتسام أو التحمس لبعض الأشياء فالضحك أو الابتسامة ينتشر مثل العدوى، ففي أي وقت ترى طفلا يبتسم لك لا تستطيع إلا أن تبتسم له أيضا”.
وقد وجدت الدراسات أن الأطفال يبتسمون في اليوم نحو 400 مرة، أما البالغون فيقل المعدل بالطبع ويصل إلى 20 مرة فقط باليوم. ودراسة أخرى أكدت أن الرجل يضحك 8 مرات فقط في اليوم على عكس النساء اللاتي يضحكن 62 مرة يوميا.
وتقول الكاتبة إن الابتسامة تفرز مادة الدوبامين المسببة للسعادة في الجسم والتي تعادل قوتها تناول 20 ألف قطعة من الشكولاتة.
لكن تينز لم تشر إلى السبب وراء عدم ابتسام الألمان، وانعدام حماستهم.
القدس العربي