منوعات

كيف تكون حالتك إذا علمت أنك ستموت؟

تساءلت مجلة أتلانتك الأميركية عن الموت وعن الشعور الذي ينتاب المرء إذا أحس بأنه ميت لا محالة، وقالت كيف تكون حالتك إذا علمت أنك ستموت؟ وروت أحاديث مما يقوله أطباء أو من مروا بتجارب مرضية في العائلة.

ونشرت المجلة مقالا للكاتبة جينيفر دير قالت فيه إن أطباء “الرعاية التلطيفية” يشرحون ما يسمى “الصفعة الوجودية” التي يواجهها كثير من الناس في النهاية، بحسب ما تصفها الممرضة نيسا كويل العاملة في مجال الرعاية التلطيفية.

وتضيف كويل أنه يصعب على الإنسان قيد الوفاة أن يسيطر على المشاعر المفاجئة. وتقول إنها لا تعرف تماما إذا كانت والدتها التي توفيت جراء الإصابة بسرطان الثدي قد عانت من هذه الأزمة الوجودية.

صدمة ثقيلة
وتضيف الممرضة أنها تستطيع التخمين أن والديها انتظرا يوما حتى دعواها هي وأخاها وأختها ليخبراهم بالنبأ. وتقول إن والدها يتصف عادة بالطبع الهادئ وإنه أخبرها أنه جرى تشخيص والدتها على أنها مصابة بسرطان الثدي.

وتمضي بالقول إن وقع الصدمة كان ثقيلا وإنها سمعت صرخة غير معهودة للدرجة التي لم تعد تذكر ما إذا كانت صدرت من أبيها أم أمها، لكنها تعتقد أنها كانت تعبيرا عن الصفعة الوجودية.

وتضيف الممرضة المتخصصة أنها لاحظت أن هذا الشعور يتولد لدى المرضى المصابين بأمراض خطيرة تنذر بوفاتهم وهو ما يعجل في إصابتهم بالأزمة الشخصية.

ولقد أطلق الباحثون أسماء مختلفة على هذه الحالة، فبعضهم يسميها أزمة معرفة الموت أو نقطة تحول وجودي أو محنة وجودية وغير ذلك. وأن هذه الحالة تحدث عندما يبدأ الأطباء بالإخبار عن حالة المريض.

الأثر النفسي
وتضيف الكاتبة أن الأطباء يركزون على الأحداث في الجسم، فتراهم يخبرون المريض بالقول إن لديك مرضا مستعصيا أو إن قلبك يعاني ضعفا أو إن رئتيك منهكتان.

ولكن التأثير الفوري بالنسبة للمريض هو النفسي، حيث يسميها الاختصاصي بالرعاية التلطيفية الصدمة الأولى للآثار العاطفية والاجتماعية للمرض.

وأما الطبيبة النفسية فرجينيا لي فتقول إن جزءا من هذه الصدمة يعود لأسباب ثقافية، فغالبية المرضى يعتقدون أن الموت أمر لا مفر منه، بينما يعتقد البعض أنهم سيعيشون إلى الأبد، وتضيف أن غالبية مرضى السرطان كانوا يعتقدون أن الموت يعني أناسا آخرين، وذلك حتى تلقوا تشخيصهم.

وتقول الطبيبة النفسية إنها سمعت من مرضى السرطان أن حياتهم تتغير على الفور في اللحظة التي يسمعون فيها تشخيص حالتهم.

لكن الممرضة كويل تقول إن الصدمة قد لا تحدث فجأة، ولكنها تحدث تدريجيا والمريض يرى نفسه في المرآة وقد أصبح نحيلا وشاحبا.

وتضيف الكاتبة أن بعض الناس عندما يدركهم نبأ اقتراب أجلهم فإنهم سرعان ما يشعرون بالاكتئاب أو اليأس أو الغضب أو جميع هذه المشاعر في وقت واحد.

الجزيرة نت