بالصورة .. قصة «كيم كاردشيان العشرينيات»: اعتنقت الإسلام لتتزوج مصريًا شهرًا واحدًا فقط
خبر صغير نشر في جريدة «باثرست تايمز» الاسترالية في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1925 أعُلن فيه زواج «المرأة الأكثر أناقة في العالم» من رجل مصري، ليكن بذلك هو رابع أزواجها إلا أنه لم يدرك حينها ربما أنه لن يكن الأخير.
في تفاصيل الخبر كتبت الصحيفة أن «السيدة جين ناش، والتي تم وصفها بأكثر النساء أناقة في العالم، تزوجت في القاهرة مؤخرًا لمحمد ثابت بك طبقًا للشريعة الإسلامية بدون حفل زفاف ودون حضور الأقارب»، ورغم صغر حجم الخبر إلا أن وراءه كانت قصة كبيرة ودرامية لامرأة ربما يمكن أن نطلق عليها «كيم كاردشيان العشرينيات» ورجل ذاق معيشة القصر والزنزانة.
«المرأة الأكثر أناقة في العالم»
وانحدر محمد ثابت بك من عائلة مصرية عريقة، فوالده كان صلاح ثابت باشا، رئيس محكمة الاستئناف المصرية، وارتبط «ثابت» الابن بالعائلة المالكة عن طريق زواجه الأول بإسمت حسن محسن والتي كان جدها أخ الملك فؤاد غير الشقيق.
وكان زواجه الثاني هو الذي نشرت خبره الصحيفة الاسترالية، بابنة مدينة نيوجيرسي الأمريكية جين جازلي دونالدسون أو كما عرفت باسم شهرتها جين ناش.
وكانت «ناش» اسمًا معروفًا في عالم الأناقة، وأطلق عليها «المرأة الأكثر أناقة في العالم»، كما اشتهرت بالمقامرة مع الأغنياء والمشاهير، كما كتبت سلسلة من المقالات تروي فيها عن كواليس حياتها اليومية في الثراء والترف، ونشرت في بعض الصحف الأمريكية، في شكل ربما أشبه ببعض برامج تلفزيون الواقع حاليًا كـ Keeping up with the Kardashians وبطلته كيم كاردشيان.
وقبل زواجها من «ثابت»، شهدت حياة «ناش» 3 زيجات، بدأتها في سن الـ17 حين تزوجت من جون كيروان، الذي تعرفت عليه أثناء دراستها في نيويورك، وعارضت والدتها الزيجة وحاولت نقلها إلى أوروبا لإبعادها عن حبيبها إلا أنها هربت معه إلى نيوجيرسي وتزوجته عام 1910، لكن الزواج لم يستمر سوى 3 سنوات نتج عنهما ابن اسمه «أندرو» قبل أن ينتهي.
وبعد نهايته في أبريل 1913، لم تنتظر سوى ثلاثة أشهر لتتزوج مجددًا، هذه المرة من وينفيلد سيفتون، نجل النائب العام، بعد أن قابلته في حفل راقص بسفارة بلادها في لندن، ومجددًا هربت من والدتها التي كانت معها في أوروبا وعادت معه إلى نيويورك لتتزوجه في يوليو 1913، وكان زواجها غريبًا فتم داخل سيارة تحت أنوار أعمدة الكهرباء بالشوارع في حضور اثنين فقط من أصدقاء زوجها الجديد.
الزواج من أمير مصري ومفاجأة في الانتظار
ونتج عن تلك الزيجة ولادة ابنتهما «إليزابيث» قبل أن ينهار الزواج في عام 1919 وتبقى ابنتهما مع عائلة الزوج، ولم يمر خمسة أيام على طلاقها إلا وكانت قد تزوجت جون ناش في لندن، والذي تعرفت عليه قبل طلاقها من زوجها الثاني، وكان «ناش» ضابطًا بالجيش البريطاني، لكن الزواج لم يستمر سوى أقل من 4 سنوات قبل أن يرفع الزوج دعوة طلاق يحكم فيها لصالحه في مارس 1923.
عادت «ناش» لرحلة البحث عن الرجل المناسب، وتقدم لها كثيرون من بينهم الأمير محمد ثابت بك، الذي قابلته في كازينو بمدينة «كان» الفرنسية، ومنذ حينها حاول الأمير المصري كسب إعجابها، لتتم خطبتهما بالفعل، إلا أن المرأة الأمريكية فسخت الخطوبة قبل أن تعود وتوافق على الزواج منه.
واعتنقت «ناش» الدين الإسلامي وغيرت اسمها لـ«دولت» حين تزوجا في 1 فبراير 1925 بمسجد بالقاهرة في حضور ثلاثة أشخاص فقط.
وكانت المفاجأة التي لم تضعها «ناش» في الحسبان هي اكتشافها أن زوجها الجديد مديون في جميع أنحاء أوروبا وليس بإمكانه توفير الحياة المرفهة التي اعتادت عليها، كما اختلف الزوجين على «نسبة الحرية المتاحة» للزوجة، كما يكشف موقع «تاريخ عائلة جازلي»، فكانت «ناش» معتادة على الحياة الأمريكية والمجتمع المنفتح في بلادها فيما كان «ثابت» متمسكًا بـ«العادات المصرية وفصل النساء عن العالم».
ولم تستمر الزيجة أكثر من شهر، ليتطلق الزوجين في 2 مارس 1925، إلا أن ارتباطهما، الذي ربما انتهى في عقود الزواج، لم ينتهي في محاضر الشرطة.
نصب وقتل وزيجتين
وبعد فترة قصيرة من الطلاق، تم القبض على «ثابت» في باريس بثلاثة تهم هي الاحتيال والاستيلاء على أموال ومجوهرات وسيارات بمبلغ يصل لـ75 ألف دولار أمريكي، وقد تورط اسم «ناش» في القضية إلا أنها لم يتم القبض عليها، وأطلق سراح الأمير المصري بعد قضاء شهر كامل وراء القضبان الفرنسية.
وبعد انتهاء زواجها من «ثابت» تزوجت مجددًا مرتين، الأولى عقب عام واحد من طلاقها من بول دوبون في حفل زفاف سري بباريس وأنجبت منه بنت، واستمر زواجهما 22 عامًا وهو الأطول بين زيجاتها، إلا أنه انتهى بالطلاق أيضًا عام 1948، وفي عام 1950 تزوجت مجددًا وللمرة السادسة من جاي باكل، والذي عمل في البورصة، قبل أن تتوفى هي بعدها بـ6 سنوات.
الحياة الدرامية لـ«ناش» شهدت أيضًا اتهام ابنها أندرو بالقتل، التهمة التي دافع عنه فيها زوج والدته حينها بول دوبون.
المصري لايت
